- الرحلة العصيبـة إلى رومـا ( أعمال الرسل 27 ،28) منهج أعمال الرسل
أعمال
الرسل 27 ،28
الرحلة العصيبـة إلى رومـا
أ)
بولس
فى سفينة أسرى متجهة إلى روما (1:27-9)
ب)
بولس
يُنبئ بخطر الإبحار فى الشتاء
(10:27-13)
ج)
تعرض
السفينة للخطر، وطمأنينة الله لبولس
(14:27-37)
د)
انكسار
السفينة ونجاة الجميع
(38:27-44)
ه)
نجاة
بولس من أفعى فى جزيرة مليطة وفتح باب الخدمة (1:28-10)
و)
الوصول
إلى رومـا
(11:28-16)
ي)
كرازة
بولس فى روما لليهود والأمم
(17:28-31)
تـوضيحـات
-
[أوروكليدون]
(صـ14:27): أسم رياح شمالية شرقية مثيرة للأمواج بعنف.
-
[السيرتس]
(صـ17:27): كلمة تعني دوامة من المياه تدور حول نفسها بقوة وعنف، وتوجد بجوار
الشواطئ الرملية وهي متقلبة.
-
[النوتية]
(صـ30:27): الملاحين أو البحارة، وهم مساعدين للربان.
-
[مقدم
الجزيرة] (صـ7:28): أي رئيس الجزيرة.
[سحج] (صـ8:28): هي مرض الدوسنتاريا.
-
[علامة
الجوزاء] (صـ11:28): الجوزاء برج فى السماء على صورة شخصين كان يظن أنهما إلهان
توأمان عملهما هو الحراسة، لذلك كان أصحاب السفن يتفاءلون برسم هذه العلامة لحفظ
السفينة فى البحر.
لقد وجِد فى السفينة
"أرسترخس" رفيق بولس (أع29:19 & أع4:20) ما الذي أوجد هذا الرفيق فى
تلك الرحلة؟
إن
بولس سافر كأسير على ذمة قضية، وبالتالي على نفقة الحكومة الرومانية، أما
"أسترخس" فهو قد سافر كسائح على نفقته الخاصة ليُرافق بولس ويطمئن عليه،
فهو يُمثل مستوى عالي من مستويات الشركة المسيحية الحقيقية.
لقد كانت هناك لمسات لُطف إلهي خاص
قدمها الله لبولس فبينها بإيضاح من:
(أع27):
1- معاملة يوليوس لبولس برفق (ع3)
2- حتى لم يأذن قائد المئة للعسكر بقتل
الأسرى، لأنه كان منهم بولس (ع42،43)
(أع28):
1- حين أنقذه الله من الأفعى (ع3)
2-
حين قدم أهل الجزيرة إكرامات كثيرة بسبب استخدام الله لبولس (ع8-10)
3-
حين نال بولس أذن أن يُقيم مع عسكرى فى بيت مستأجر (ع16،30)
-
كان
لبولس رأي أثناء السفر لروما ثبتت صحته فيما بعد، ولكنه وقتها كان مرفوضاً، وهذا
يُعلمنا أن ليس كل رأي سليم يقبله منا الآخرون، وفى هذه الحالة علينا أن نستودع
الأمور فى يد الرب.
والآن وضح.. ما هو هذا الرأي وكيف ثبتت
صحته؟
هو
عدم استكمال السفر بعد الوصول إلى المواني الحسنة، والتوقف لفترة. وثبتت صحته
عندما رفض ربَّان السفينة وصاحبها رأي بولس واستكملوا المسيرة، فجاءت العاصفة التي
أدت إلى تحطم السفينة.
عموماً.. لماذا يرفض الناس آراء أبناء
الله؟
1.
لظنهم
أن أولاد الله جُهلاء ولا يفهمون شيئاً فى الحياة.
2.
لكراهية
الناس وبُغضتهم أصلاً لـ"الله"، وبالتالي لأولاده.
كان بولس واثقاً ومطمئناً من حدوث إنقاذ
لأفراد السفينة: ما سر ذلك؟ وبماذا أوصى قادة السفينة؟
بسبب
ظهور ملاك الرب له، وإعطاءه وعداً بالإنقاذ، وقد أوصى بضرورة الاقتراب إلى جزيرة
قريبة والتوقف عندها.
كيف كان بولس عنصر تشجيع لكل المسافرين
بصورة عملية؟
بكونه
أخذ خبزاً وشكر الله أمام الجميع وابتدأ يأكل (ع35).
يبدو أن قائد المئة والعسكر أدركوا قيمة
آراء بولس فما هو الموقف الذي استجابوا فيه لرأيه؟ وما نتيجة هذا الرأي؟
حين
طلب بولس من قائد المئة والعسكر عدم ترك النوتية (الملاحون) ينزلون قوارب النجاة
إلى البحر، لأنهم كانوا سيهربون بها ويتركون السفينة لتغرق بدون ملاحين.
·
من
الدروس التي نتعلمها فى رحلة بولس إلى روما:
1-
أن
الله يمنح أولاده السالكين فى خطته هبات خاصة، فلقد أنقذ ركاب السفينة جميعهم بسبب
بولس الرسول فقط (ع24).
2-
أن
الله يعطى الفرصة لأولاده الحقيقيين لكي يُقدموا شهادة حية عنه فى أي مكان وفى أي
مناسبة (ع23).
بين كيف تحققت مع بولس كلمات الرب يسوع
فى (لو19:10)؟ وكيف انفتح الباب أمامه لخدمة أهل جزيرة مليطة؟
إن
بولس لم يُضر من الأفعى (الحية) كما وعد الرب يسوع رُسله، وقد انفتح الباب لخدمة
أهل الجزيرة بسبب استخدام الله لبولس فى شفاء أبو رئيس الجزيرة.
(يحتاج أقوى رجال الله إلى تشجيع من
أبناء الله) هل هذا الفكر صحيح؟ إلى أي مدى ولماذا؟
نعم.
بدليل أن بولس لما رأى أخوة حين وصل إلى روما شكر الله وتشجع برؤيتهم، ونحن نحتاج
أن نُشجع يعضنا البعض باستمرار، وذلك لأننا بشر غرباء فى هذه الأرض وليس لنا إلا
أخوتنا فى الإيمان.
-
فى
أثناء إقامة بولس فى روما مدة سنتين فى انتظار محاكمته أمام قيصر أستثمر كل وقته
فى الخدمة فى مجالين هما:
أ)
الالتقاء
باليهود والأمم وتبشيرهم بخلاص المسيح.
ب)
كتابة
عدة رسائل للكنائس والأفراد الذين سبق أن كرز لهم أو التقى بهم، وهذه الرسائل
مدونة فى الكتاب المقدس وهي: رسالة أفسس، رسالة فيلبي، رسالة كولوسى، رسالة
فليمون. وهو درس بالغ الفائدة لنا فى لزوم الاستفادة من كل أوقاتنا لصالح مجد
الله.
بما علل بولس ليهود روما استمرار
الكثيرين من اليهود فى عدم الإيمان؟
1.
إرادتهم
الصلبة المُعاندة (.. .. وأعينهم أغمضوها).
2.
ارتياحهم
وسكوتهم على أمراضهم (لئلا.. .. ويرجعوا فأشفيهم).
ما المفاجأة التي أعلنها بولس ليهود
روما؟
أن
خلاص الله قد أُرسل إلى الأمم، وأن الأمم سمعوا وسيسمعوا لرسالة الله.
-
كان
بولس يكرز ويعلم بكل مجاهرة بلا مانع، وهو مُقيد (ومحددة إقامته فى بيت خاص مع
عسكرى حراسة).
فى نظرك ما الموانع التي تُعيقنا عن
الشهادة لله؟
1.
ضعف
أو عدم إحساسنا بقيمة النفوس، والثمن الذي دُفع فيهم مثلنا.
2.
عدم
تشبعنا بكلمة الله وامتلاءنا بالروح القدس مما يجعلنا جافين روحياً.
3.
خوفنا
لئلا ترفض النفوس شهادتنا فنُجرح نحن.
4.
انشغالنا
بمشاكلنا الشخصية وتأثرنا بالخوف من المستقبل.
التطبيقات العملية
1-
بناء
عن [أع27]
(طُرق التشجيع)
من الضروري أن نكون مُشجعين بعضنا بعض، لأن
هذا احتياج يتكرر فى حياتنا بسبب الصعوبات المتنوعة التي تقابلنا، لكن قبل أن
نُشجع الآخرين ينبغي أن نتشجع نحن أولاً، وذلك بكلمة الله وبمواعيده كم جهة الرفقة
ومن جهة مد يده بالحلول.
فما
هي وسائل أو أدوات التشجيع النافع للآخرين؟
لقد كان بولس مثالياً فى تشجيعه لركاب
السفينة بما فيهم القادة والضباط وكانت أدواته أو وسيلته إلى ذلك:
أ) النطق بكلمات إيجابية مثل: "والآن
أنذركم أن تسروا.. .. .. .." (ع22)، وكذلك ".. .. لا تسقط شعرة من رأس
واحد منكم" (ع34) إن لم نتكلم مع الآخرين بكلمات إيجابية فلن يتشجعوا.
ب) التصرف تصرفات إيجابية مثل: ".. ..
أخذ خبزاً وشكر وابتدأ يأكل.. .." (ع35)، إن لم نتصرف بطريقة إيجابية عملية
فلن يكتمل تشجيع النفوس ويتغيَّر اتجاه تفكيرهم.
ومن
المهم أن لا ننسى كون بولس نفسه مُتشجعاً من الرب نفسه.
2-
بناء
عن [أع28]
(ترك أثر فى كل موضع)
إن بولس كان مسافراً كأسير لكن المسيح فيه لم
يُقيد، وقوة الروح القدس كانت حاضرة بكامل الإمكانيات الروحية، ولذلك صلى لـ
"أبا بابليوس" والرب شفاه، لذلك من الضروري لأولاد الله مهما كانت ظروفهم
أن يتركوا أثراً فى كل موضع تدوسه بطون أقدامهم سواء كان المنزل أو العمل أو أماكن
العبادة أو أماكن الخدمة، وأن نطلب هذا من الله حتى يبارك تواجدنا فى أي مكان،
وتحت أي ظرف من الظروف، وقد يكون هذا الأثر كلمة حكيمة أو شهادة عن صفات أو ظهور
ثمرة من ثمر الروح، أو مواهب الروح لكي ينقاد الناس نحو الارتباط بالله.
لقد
انتهي سفر أعمال الرسل.. مع أن أعمال الرسل نفسها لم تنتهي، فهذا الجزء من سفر
الأعمال يتوقف عند سنة 62م، فى حين أن آخر من مات من الرسل كان يوحنا، وقد انتقل
سنة حوالي 97م، وسنرى من التلخيص والتحليل الذي يأتي بعد هذا الجزء بعض المعالم
الأساسية التي ينبغي أن نعيها بدقة كبيرة.
تلخيـص وتحليـل
للدروس والتعاليم البارزة فى
سفر أعمال الرسل
ماذا
حدث مع بولس وباقي الرسل بعد ذلك؟
لعل فى متابعتنا لسفر الأعمال، قد تولد لدينا
اشتياق وتساؤل لمعرفة إلى أي نقطة انتهت تلك السفرية المجيدة؟، وعلى أي طريق سارت؟
أعلى ورود سار الرسل وتلاميذ الكنيسة الأولى، أم على أشواك وأحجار مسننة؟ وأين
سيرة باقي الرسل؟ أين ذهبوا وماذا فعلوا؟
أ)
بـولـس
الرســول:
لم يذكر لوقا الطبيب كاتب سفر الأعمال شيئاً
عن محاكمة بولس أمام قيصر روما، لأن لوقا أهتم بأخبار تأسيس الكنيسة المسيحية بين
اليهود والامم، وأثبت فى هذا السفر كيف أنه قد تحقق قول الرب يسوع لتلاميذه
"لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً فى أورشليم
وفى كل اليهودية والسامرة والى أقصى الأرض" (أع8:1)، وفى ذلك الزمان كانت
روما (إيطاليا) هي من أبعد الأماكن المعروفة على سطح الأرض حيث لم تكن أمريكا
وروسيا وأستراليا وأجزاء من أوربا معروفة فى تلك الأيام، أما أورشليم فقد كانت
مركز الرسل، واليهودية هي منطقة جنوب فلسطين التي تحيط بأورشليم، وواضح أن الرسل
جالوا فيها بكيفية عظيمة وكلموا جميع اليهود، وأما السامرة فنقرأ فى أعمال إصحاح
(8) كيف وصل إليها الرسل واختبرت تلك المدينة نفس اختبارات كنيسة أورشليم.
ومن نهاية (أع28)، ورسائل بولس الرسول إلى
الكنائس نعلم أنه قضي مدة سنتين فى روما مُقيداً فى البيت الذي أستأجره وتحددت فيه
إقامته، ويكاد يكون مؤكداً أن بولس خرج بريئاً فى محاكمته أمام قيصر وأخُلى سبيله،
وكان ذلك فى حوالي سنة 62م، وسُمِح له باستئناف خدمته، وواضح أنه كان يتوقع هذا،
إذ عندما كتب رسالته إلى أهل فيلبي قال لهم: "أثق بالرب أني أيضاً سآتي إليكم
سريعاً" (في24:2)، وأيضاً فى رسالته إلى فيلمون يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول
له: "أعدد لي أيضاً منزلاً لأني أرجو أنني بصلواتكم سأوهب لكم"
(فيلمون22)، فهاتان الرسالتان كتبهما بولس أثناء انتظاره للمحاكمة أمام قيصر،
وفيهما نرى لغة الإيمان، وتصريحات الإيمان، وهي لغة سادت على حياة ذلك الرسول
المبارك وكتاباته أيضاً، وهي طابع كل تلميذ حقيقيي للمسيح.
ولم تذكر كتب التاريخ ما إذا كان إطلاق سراح
بولس الرسول راجعاً إلى التقارير التي أرسلت من فستوس الوالي إلى قيصر روما، والتي
كانت فى الغالب تخلوا من تهمة ثابتة عليه، ولما فُحِصت أمام قيصر وأمام شرح من
بولس للرد على أي أمر مأخوذ عليه تبين براءة بولس الرسول.
على
أي حال فقد صدر أمر عالٍ ممن هو أعلى من نيرون بفك سلاسل بولس وإعطاءه الحرية.
استشهاد
بولس الرسـول:
على أن فترة الحرية التي نالها بولس قد انتهت
بعد حوالي من سنتين إلى ثلاث سنوات، عندما احترقت روما عام 64م، ولم يجد نيرون
إمبراطور روما فى ذلك الوقت متهماً واحداً لهذا الحدث المروع (حريق روما)، وكان
لابد من متهم ومتهمين تُلصق بهم التهمة، فاتجه نيرون بعد أن أعياه البحث إلى إلقاء
التهمة على المسيحيين، وفى الحال اشتعلت نيران الاضطهاد العام، فأُلقى القبض على
المسيحيين المُقيمين فى روما، وتم التعامل معهم بمعاملة وحشية جداً، وكان طبيعياً
أن يُلقى القبض على بولس باعتباره قائد مسيحي كبير، وأُودع فى سجن مُحكم وقُدِمَ
للمحاكمة، فاجتاز المراحل الأولى منها، والتي ربما كانت تتعلق بتهمة الاشتراك فى
حرق روما، وأُنقذ بولس من تهمة الاشتراك فى هذه الجريمة البشعة، وقد شرح الرسول
ذلك فى (2تيموثاوس4)، ولكن لأن نيرون كان مُصراً على أن يكون هناك ضحية يُعلل
بسببها اضطراب الأوضاع فى روما فقد ألصق ببولس تهمة جديدة وهي "إدخال عوائد
جديدة لا تتفق مع توطيد أركان الحكومة الإمبراطورية"، وهى تهمة فيها ظُلم
شديد، لأنه وإن كان بولس بقوة المسيح قد أدخل فعلاً المسيحية إلى روما (والتي
سموها عوائد جديدة) إلا أنه واضح من جميع كتابات بولس وتوصياته للكنائس فى إطاعة
الحُكام. إن اتجاه بولس فى الخدمة لا علاقة له بقيام إمبراطورية وسقوط أخرى،
فرسالته كانت مُركّزة على تغيير القلوب وتطهيرها، ولم تأخذ أبداً أي اتجاه سياسي،
وجاء فى الكتب التاريخية أنه على بعد حوالي 3 أميال من روما وعلى طريق يُسمى
"أوستيان" هناك قُطعت رأس بولس الرسول بالسيف، ودخلت روحه إلى الفردوس
حيث الراحة وانتظار قيامة الجسد عندما يأتي الرب يسوع فى مجيئه الثاني الأكيد.
ويبدو أن بولس الذي كان واثقاً أثناء محاكمته
السابقة أمام قيصر أنه سيخرج حُراً طليقاً، علم بالروح القدس فى المحاكمة الثانية
له أمام نيرون روما بأن الله له ترتيب آخر معه، إذ قد انتهت مهمته الجليلة وآن له
أن يدخل الأمجاد، فكتب الرسول ما يحوى هذا المعنى إلى تلميذه تيموثاوس في
(2تيموثاوس4)، وقد أراه الرب قبل أن يُستشهد الأكاليل المُعدة له والمنتظرة إياه
وقت ارتحاله للأبدية.
والآن حدد ثلاث دروس مُفيدة لك من
حياة وإيمان بولس الرسول؟
1.
انقياده
بالروح القدس سواء فى التحرك أو التوقف (أع13،16)، وهذا جعله ناجحاً ونافعاً.
2.
سلوكه
المستقيم والنزيه، فلم يختار أن يسلك طُرق معوجة أو مُعثِرة للآخرين.
3.
إعطاءه
الفرصة لآخرين لأن يخدموا معه مثل تيموثاوس.
ب)
باقـي
الرسُـــل:
لم يتمركز باقي الرسل فى أورشليم، بل تتميماً
لتكليف المسيح ذهبوا إلى مناطق العالم وكرزوا بالإنجيل لأقطار المسكونة هُمْ
وتلاميذ الرب، وقد تحركوا لا بتخطيط عقل بشرى، بل قادهم الروح القدس وقدموا
الرسالة بلا تعصب، وربما قابلوا يهود الشتات الذين أنشئوا لأنفسهم مجتمع يهودية،
ومن المحتمل أن الرسل دخلوا هذه المجامع وخاطبوا اليهود بالكلمة ودون تفرقة قدموا
الرسالة أيضاً إلى الأمم، وكما حدث مع بولس أن رفض يهود المجامع الرسالة فتحول إلى
الأمم، يُعتقد أن هذا ما حدث أيضاً مع باقي الرسل، فكرزوا للأمم بعد إصرار اليهود
على الرفض. وتذكُر كُتباً قديمة أن الرسل والتلاميذ ذهبوا إلى الأماكن الآتية:
بطــرس: خدم فى أورشليم وآسيا ورما، واستشهد هناك (فى
نفس توقيت استشهاد بولس الرسول).
انـدراوس: ذهب إلى سيكيثيا (منطقة شمال البحر الأسود،
وبحر قزوين).
مـــتي: فى الحبشة وما حولها. يعقــوب:
ذهب ألي أسبانيا.
تــومـا: ذهب إلى الهند. فيلبــس: ذهب إلى إيران.
سمعـان
: ذهب إلى إنجلترا. مرقــس: ذهب إلى مصر.
تداوس،
وبرثليماوس: ذهبا إلى أرمينيا.
ومعظم
الرسُل ماتوا شُهداء ما عدا يوحنا الحبيب.
وبذلك فإن انطلاقة الكنيسة الأولى كانت
انطلاقة كاملة، والآن قد أتم رُسًل المسيح وتلاميذه مهمتهم، ونحن النسل الروحي
للمسيح. فهل تَرىَ أن علينا التزاماً أن نسير فى نفس الخط الذي سلك فيه الرُسُل؟
إن
أوضح استفادة من حياة الرسل نستخلصها لأنفسنا هي:
·
أن
الهدف كان أمامهم ولم يتزحزحوا عنه، وكان إتمامه مُكلفاً، ولكنهم لم يُغيروا رأيهم
فى إتمامه أو إلغاءه.
·
إنهم
انطلقوا إلى كل بلدان الأرض، ولا شك قد تركوا بيوتهم وأُسرهم، لأن محبتهم للمسيح
كانت فائقة.
هل ترى أن هناك دروساً أُخرى نحتاج أن
نعيشها من خلال حياة الرُسُل؟
1.
تمسكهم
بإعلان الحق فى كل بلاد العالم، رغم أن كل بلد كان لها معتقداتها، وقد استشهدوا فى
سبيل ذلك.
2.
قدموا
أنفسهم قدوة فى كل شئ أمام شعوب الأرض.
3.
تحملوا
السفر الكثير، فى وقت لم تكن وسائل المواصلات ممهدة مثل الآن.
4.
تحملوا
إهانات كثيرة فى سبيل الخدمة، ولم يتذمروا.
الدور الفعَّال لعمل الروح القدس فى الكنيسة
الأولى
من القراءة العادية لسفر الأعمال نستطيع أن
نرى بوضوح أن عمل الروح القدس كان أساسياً جداً فى تكوين الكنيسة، وضبط الأوضاع
فيها، وتحديد المأموريات، .. .. .. ..الخ.
وقد
استمرت الكنيسة تعمل بقوة وقيادة الروح القدس عدة قرون بعد عصر الرسل، إلا أنه قد
زحفت على الكنيسة أفكاراً بشرية أحزنت الروح القدس مثل التقاليد (تقاليد الآباء)
والطقوس والآراء البشرية، ومساواة هذه كلها بوحي الكتاب المقدس، بل والاهتمام بها
أكثر من الوحي، ففقدت الكنيسة الكثير من قوتها، وضعف تأثيرها على العالم (رغم أن تكلفتها الأساسية كانت الشهادة
للعالم) لأنها تشبهت بالعالم، ومن يتشبه بالعالم لابد أن يفقد تأثيره سريعاً على
العالم، وقد حدث أن القديس توما الإكوينى (وهو قديس معروف، له آراء لاهوتية
وروحية)، كان يمر فى الفاتيكان فى إحدى المناسبات، فدخل على البابا وهو يشرف على
عد هبة مالية كبيرة أتت للكنيسة فقال له البابا "أنظر لقد تركت الكنيسة وراء
ظهرها تلك الأيام التي قالت فيها "ليس لي ذهب ولا فضة"، ويقصد أن يُعقب
على كلمة بطرس للرجل الأعرج فى (اع3)، فأجاب توما الإكوينى: "هذا صحيح أيها
الأب القديس، ولكن هل تستطيع أن تقول الكنيسة للأعرج قم أمشى؟"
فلنحرص
على أن لا تلهينا الثروة المادية، والمظاهر الاجتماعية، وفخامة المباني الكنسية عن
القوة الروحية التي تستطيع أن تسد أعواز كل النفوس.
-
وفى
معظم إصحاحات السفر (سفر أعمال الرسل) نلمس عمل أو أكثر لكل إصحاح تقريباً من
أعمال الروح القدس مع الرسل.
فوضح هذه الأعمال حتى لو كانت مكررة
مُستعيناً بالإجابة المختصرة لبعض هذه الأعمال؟
صـ1ـ: انتظار موعد الروح القدس
صـ2ـ: امتلاء الجميع "120نفس" بالروح
القدس
صـ3ـ: شفاء أعرج بقوة الروح القدس
صـ4ـ: امتلاء جديد بالروح القدس
صـ5ـ: كشف للكذب بالروح القدس
صـ6ـ: اختيار خدام مملوءين بالروح القدس
صـ7ـ: شهادة قوية من شخص مملوء بالروح القدس
صـ8ـ: قيادة بالروح القدس
صـ10ـ:
قيادة بالروح، وحلول جديد للروح القدس
صـ11ـ:
نبوة بالروح القدس
صـ13ـ:
فرز بالروح القدس
صـ15ـ:
رأى واضح للروح القدس
صـ16ـ:
منع من التحرك بالروح القدس
صـ17ـ:
بشارة بحكمة من الروح القدس
صـ18ـ:
تصرف حكيم بالروح القدس
صـ19ـ:
عجائب وآيات بالروح القدس
صـ20ـ:
إقامة موتى، وتحذيرات بالروح القدس
صـ21ـ:
نبوة بالروح القدس
مـــوضــــوع
الـكـــــرازة
توجد وسائل أو طرق متنوعة فى تقديم رسالة
الحياة الأبدية إلى النفوس ويرجع هذا التنوع إلى:
1-
اختلاف
طبائع الناس
2-
اختلاف
الظروف التي تحيط بكل نفس
لكن.. هل يختلف موضوع أو مضمون الكرازة نفسه؟
لكي
نُجيب على هذا يلزمنا أن نُراجع (أع12:8 & 23:28، 31) ومنها يُمكننا أن نجد
الحقائق الآتية:
1.
مهما
تحركت عقارب الساعة فالموضوع الذي نكرز به هو موضوع واحد، ولاحظ أن الفارق الزمني
بين (أع8،أع28) هو 28سنة.
2.
هو
موضوع واحد مهما أختلف الأشخاص الكارزين (فيلبس المبشر أم بولس الرسول).
3.
هو
موضوع واحد أيضاً مهما اختلفت الأماكن التي نكرز فيها (السامرة أو روما).
4.
وهو
موضوع واحد أيضاً مهما اختلفت نوعية السامعين (فيلبس كرز فى السامرة التي كانت
معادية لليهود، وبولس كرز ليهود روما، وسكان روما أنفسهم "الأمم".
ونفهم من هذا أن موضوع الكرازة لا يتغيَّر
جوهرة أو مضمونه، فقد كانت الكرازة هي عن (يسوع المسيح، وملكوت الله) فلتختلف
الطريقة ولتأخذ أي اتجاه، ولكنها إن لم تقود إلى يسوع المسيح وملكوت الله فهي لا
تُعد كرازة مسيحية.
فماذا
تعني الكرازة [بيسوع المسيح] وملكوت الله؟
تعني أن يسوع المسيح هو مركز الحياة كلها
الذي فيه وحده خلاصنا، فله نُقدم توبتنا ومنه نحصل على غفران الخطايا، وله أيضاً
نسجد، ومنه نطلب كل احتياجاتنا الروحية والطبيعية، أما ملكوت الله فهو يعنى نظام
وترتيبات الله السماوية. "كالكنيسة التي تمثل جسد المسيح"، وكل خطط الله
فى حياتنا تتبع ملكوت الله، لأن الله ملك، ولا يمكن أن يكون هناك
ملك
بلا مملكة.
فكل
ترتيب سماوي وتنظيم بالروح القدس يتبع ملكوت أو مملكة الله.
والآن..
راجع الشواهد الآتية لأنها تُعطى صورة (إلى حد ما) عن:
(أ) زمن إعداد الملكوت لنا (متى34:25)؟
إعداد
الملكوت لما هو عندما يأتي يسوع.
(ب) زمن بقاء ملكوت الله
(دانيال2:4،3)؟
ملكوت
الله باقي، وسيظل إلى أبد الآبدين.
(ج) كيف نعرف عن الملكوت (متى23:4)؟
لكي
يعرف الناس عن ملكوت الله، ينبغي أن يُكرز عنه فى كل مكان.
(د) ماذا يحدث بعد ذلك (متى23:13)؟
لابد
أن يحدث بعد ذلك أن ملكوت الله، يأتي بثمر
(هـ) ما هي طبيعة الملكوت الآن
(رومية17:14)؟
طبيعة
ملكوت الله، هو بر وسلام وفرح فى الروح القدس.
(و) ما هي الروح التي نعيش بها للملكوت
الأبدي (عبرانيين 28:12)؟
الروح
التي يجب أن نعيش بها للملكوت الأبدي، هي روح الشكر، ورضا الله المطلق عنا،
وخشوعنا وتقوانا.
الكنائس ونموها
كان لدى الرسل فهم دقيق لمأموريتهم فى
العالم، فلم يدخلوا المدن ليكرزوا فيها ثم يخرجون ضيوفاً مُكرمين، بل بعد أن
يكونوا قد أعطوا فرصة كافية للكرازة، ويتأكدوا أن هناك من قبلوا الإيمان بالمسيح
وصاروا أبناء حقيقيين لله، كان الرسل والتلاميذ يُفهِّمُون أولئك المؤمنين بتدبير
الله الثابت من جهة تكوين كنيسة فى أي مكان عام أو خاص، ليكونوا معاً فى مواظبة
على التعليم وكسر الخبز والشركة والصلوات.
وقد نما العمل نمواً واضحاً إذ إجتُذِبَتْ
أعداداً كبيرة فى وقت صغير إلى دائرة الإيمان، وهؤلاء تعلموا وصاروا رجالاً يحملون
مسئولية الكنيسة وينتشرون فى المناطق المحيطة، وخرجت من كنائس كثيرة إرساليات قوية
شهدت بنفس الأمور التي شهد بها الرسل، وكان لهم نفس الروح الذي كان فى الرسل.
ويرجع نمو الكنيسة أساساً إلى إتمام وعد
المسيح للرسل بإرسال الروح القدس، وتكرار هذا الحلول على جميع الكنائس بدون
استثناء، ولكن كانت هناك عوامل هامة أخرى لازمت نمو الكنيسة، وتلزم لكل كنيسة
وهي:
1-
النظام
وتوزيع المسئوليات: (أع7:6)
عندما تَفرغ الرسل فى كنيسة أورشليم للصلاة
وخدمة الكلمة، وتخصص سبعة من التلاميذ لخدمة الموائد، أي مساعدة المحتاجين، أدى
ذلك إلى عدم تبديد الطاقات الممنوحة من الله، والتركيز فى الأداء لكل خدمة، وقد
ظهرت النتيجة لهذا التنظيم فوراً فتكاثر عدد التلاميذ، وقَبِلَ الإيمان جمهوراً
كثيراً من الكهنة.
2-
العناية
بخدمـة الكلمة: (أع31:9)
كان وعظ المبتدئين وتعليمهم من أقوى عناصر
تغذيتهم وتصحيح الأخطاء الشخصية فيهم، وقد أدى ذلك لبُنيان تلاميذ لهم نفس سمات
تلاميذ المسيح، كما أدى إلى حفظهم من الفلسفات المحيطة بهم، وخرافات الأمم
الوثنية، وكان التركيز على مخافة الرب شديداً جداً، فنشأت أجيال صحيحة فى الإيمان.
3-
اختبار
تدخـلات الله: (أع24:12)
إن يد الله هي كسيف ذو حدين، فإذا أراد الله
لكنيسته أن تنمو فلابد أن تعرف قُدراته غير المحدودة، لهذا سمح الله لطبيعة يده
وسلطانها أن تظهر من الوجهين، فأخرج بطرس من السجن بمعجزة مُذهلة مُبيناً محبته
لأبناءه واستجابته لصلاة الكنيسة، كما مد يده فضرب هيرودس أغريباس الأول (الذي قتل
يعقوب بالسيف)، فمات ميتة شنيعة كانت عبرة لكل مُتكبر ومقاوم لله ولكنيسته، فأظهر
الله بذلك للكنيسة عدله وقوته، مما ساعد على انتشار كلمة الله وتصديقها بسرعة
وسهولة.
4-
اختبار
تدخـلات الله: (أع5:16)
لم تكن الكنيسة مجرد مكان لتلقى الوعظ
والتعليم فقط، بل كانت أيضاً كمدرسة لتخريج صفوف العاملين فى الكرازة، وإعلان الحق
وتثبيته ولهذا كان لابد من الإعداد الكافي لضمان الجدية وإمكانية استخدام أسلحة
البر، وقد أدرك بولس الرسول هذا فى (أع19). فقد عزل التلاميذ الذين امتلئوا من
الروح القدس عن جمهور يهود المجمع، واختلى معهم يُعلمهم ويُدربهم ويَشرف على
خدمتهم حتى قيل "أنه سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين فى آسيا من يهود
ويونانيين" (أع10:19)، ولا يمكن إطلاقاً أن تكون مساحة كبيرة مثل آسيا قد
سمعت كلمة الرب من خلال رجل واحد، فقد كان بولس يخدم هو والتلاميذ الذين كانوا
معه، والذين دربهم على الكرازة ونشر الكلمة، فكانت النتيجة هي كما نرى فى
(أع11:19،12،19).
إن الكنيسة قد نمت وازدهرت بفعل عوامل
متعددة، ولكن فى (اع7:6 &24:12 & 20:19) نجد أن نموها ارتبط ارتباطاً
وثيقاً بنمو الكلمة، وهذا دليل على أن تقدم الكنيسة مرهون بطريقة مباشرة بنشر كلمة
الحق فى الكرازة وفى التعليم.
والآن فمن خلال ما ذُكر.. ما الذي حل
مكان هذه العوامل فى هذا الزمان، وأدى إلى التأخر والتخلف بدلاً من النمو
والتقدم؟
1.
سوء
التنظيم أو عدم وجوده
2.
ضعف
الكلمة المُقدمة للنفوس
3.
ضعف
الإيمان بقدرة الله على العمل
4.
الاكتفاء
بالآراء البشرية دون أخذ رأى من الروح القدس.
اختيار الخُدام
عندما اختار الرب يسوع رُسُله، لم يكن ذلك
بتفضيل هؤلاء عن غيرهم نتيجة المنظور منهم ساعة الاختيار، بل كان هذا الاختيار بعد
ليلة قضاها كلها فى الصلاة للآب لكي يكون الاختيار سليماً من كل وجه، أي أن الاختيار
تم باتفاق إرادة الآب والابن (لو12:6،13 & يو19:5)، فهؤلاء المُختارين نالوا
البر الإلهي، وتدربوا مع الرب يسوع، ثم بعد ذلك أرسلهم بعد اعتزال "يهوذا
الإسخريوطى".. ففي الخدمة لا يجب إطلاقاً أن يكون فى الخُدام خائن للعهد أو
متمرد على الدعوة، وإن كان الرب يسوع قد احتمله فذلك لأنه كان قادراً حلى حفظ
الباقين، وأيضاً لكي تتم مشورة الله فى الفداء.
وكان لابد لهؤلاء الرسل من معاونين أيضاً لهم
لكبر حجم العمل الكرازى والتعليمي، وقد نهج الرُسل نفس أسلوب الرب يسوع فابتعدوا
فى اختيار الخدام عن المحاباة والمجاملة، وكلما احتاج العمل إلى فَعَلَّة كان هناك
أساس قوى لاختيارهم.
ومن سفر الأعمال ورسائل بول الرسول نستطيع أن
نرى اتجاهين فى الخدمة يتطلب لكل اتجاه شروط معينة للخدام:
1-
فهناك الخدمة المحلية أو المحدودة.
2-
وهناك الخدمة الأكثر علانية والقابلة للامتداد
إلى آفاق واسعة.
الخدمــة
الأولـى:
وهي مثل المذكورة فى (أع6) "خدمة
موائد" أي سد احتياجات، ورغم ما يبدو أنها خدمة اجتماعية تتطلب شروطاً تمس
القدرات الطبيعية.. لكن لأن كل خدمة هي منسوبة للرب يسوع لذلك كانت فى الكنيسة
شروطاً لازمة لإتمام مثل هذه الخدمة من ضمنها:
1-
أن يكون الخادم مُمتلئاً من الروح القدس وحكمة.
2-
أن
يكون الخادم مشهوداً له من الآخرين.. أي أخوته المؤمنين يُصدّقون على نقاوة حياة
وسلوك الشخص الذي سيقوم بالخدمة.
وهما شرطان كبيران رغم أن الخدمة محدودة
وستتم فى نفس الكنيسة التي فيها الرُسل، لكن الخدمة أمانة ضخمة فحاملها حامل اسم
يسوع وسمات يسوع، وأعجب ما فى هذه الشروط.. أن واحداً مثل أستفانوس أو فيلبس، وهما
من ضمن السبعة الذين اُختيروا لهذه الخدمة اتضح فيما بعد أنهما على درجة عالية من
القدرة على الشهادة أمام جموع كبيرة دون تردد أو خوف، وأنهم من الفاهمين كلمة الله
بعمق، وهذا دليل على أن الخدمة لم تكن لأي إنسان لديه وقت فراغ يريد أن يُضيعه، أو
حصل على مجموع ضعيف فى إحدى السنوات التعليمية الفاصلة، ولم يجد له مكاناً فى كلية
ما فأضطر أن يدخل كلية لاهوتية، وأضطر أن يخدم لأنه تخرج من تلك الكلية، أو لأن إنسان
بحث عن وظيفة ما فلم يجد، ووجد باب الخدمة مفتوحاً على مصراعيه بلا شروط وبلا قيود
فدخل منه ووجد نفسه خادماً، لم تكن مثل هذه الطرق موجودة فى الكنيسة الأولى، فإن
الشرطين الموضوعين كان أولهما علامات سماوية وروحية (ممتلئ من الروح القدس وحكمة)،
وثانيهما علامات أخلاقية وأدبية ملموسة وظاهرة للجميع (مشهوداً له)، هذا علاوة على
كونه هو نفسه مُقتنعاً بهذه الخدمة مهما كانت صغيرة.
الخدمــة
الثانيـة:
فقد كانت أكبر أتساعاً من الأولى، سواء فى
جوهرها أو فى إمتداداتها التي يمكن أن تصل فيها إلى أبعاد ضخمة مثل: خدمة (الراعي)
أو (المعلم) أو (المبشر فى أماكن بعيدة وجديدة) [لأن المبشر فى حدود قريبة من
الكنيسة تتبع شروط الخدمة الأولى]، وهذه وإن كانت شروط الخدمة الأولى لابد وأن
تكون مُتحققة فيها وبوفرة، إلا أن لها شروطاً إضافية وتزيد عن شروط الخدمة الأولى،
وهي واضحة جداً فى (1تي3 & تيطس1)، وأيضاً لابد أن تكون بإرشاد قاطع من الروح
القدس كما فى (أع21:13) "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتها
إليه"
وهنا نُلخص شروط الخدمة الثانية كما يلي:
1- الشرط الأول والثاني من شروط الخدمة الأولى.
2- الشروط الموضحة فى (1تي3 & تيطس1).
3- إرشاد الروح القدس المحدد مثل المذكور فى
(أع2:13).
وسنكتفي الآن بأن نفحص قيمة أن يكون الذي
يخدم (مشهوداً له).
فأدرس الشواهد الآتية، وبَيَّن أهمية
ذلك الشرط؟
1-
(أع3:6): إتمام خدمة حساسة.
2-
(أع22:10): اقتناع الآخرين بحياة الشخص.
3-
(أع2:16): البدء فى خدمة.
4-
(1تي9:5،10): نوال مساعدات من الكنيسة.
5-
(عب39:11): مشهود لهم بالإيمان الذي يُشجع
الآخرين.
6-
(3يو:12): المشهود له يشهد له الجميع ويستريحون
إلي شخصيته.
إرسال تعليق