ملخص سفر الخروج
ملخص سفر الخروج
سفر
الخـروج
·
يشتمل سفر الخروج على
40 إصحاحاً.
·
سفر الخروج يُقدم
ويُصور "يسوع المسيح حمل فصحنا"
·
يُسمى سفر الخروج فى
الأصل العبري "إله شِمَوت" بينما فى الترجمة اليونانية المعروفة
بالسبعينية يُعنى "مخرج أو طريق الخروج" "Exodus".
·
يتبع سفر الخروج سفر
التكوين فى كثير من العلاقة بينهما، مثلما يقف العهد الجديد بالنسبة للعهد
القديم.وبدون سفر التكوين لا يكون لسفر الخروج معنى.
- فبينما
يحدثنا سفر التكوين عن: فشل وسقوط الإنسان فى كل تجربة وتحت كل ظرف، فإن سفر
الخروج هو: سفر البطولة والرجفة، حيث يُسرع الله لإنقاذ الإنسان وتخليصه.. هذا
السفر الثاني من أسفار التوراة يُعلن بكل وضوح وجلاء العمل الفدائي لسلطان الله.
·
سفر الخروج قبل كل
عمل جليل، هو: كتاب الفداء فى العهد القديم.
-
يبدأ هذا السفر فى
ظلام وكآبة..
".. .. إن كان
ابناً فاقتلاه" (خروج
16:1)
".. .. كل ابن
يولد تطرحونه فى النهر.. .." (خروج
22:1)
-
لكن ما أمجد ما ينتهي
به هذا السفر. إذ أنه ينتهي بمجد وجلال عجيب..
"لأن سحابة الرب
كانت على المسكن نهاراً، وكانت فيها نار ليلاً.. .." (خروج 38:40)
-
يبدأ هذا السفر
بإعلان عن كيفية مجيء الله فى نعمته لكي يُخلص شعباً مستعبداً
"فقال الرب إني
رأيت مذلة شعبي .. وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم. إني علمت أوجاعهم، فنزلت لأنقذهم
من أيدي .. وأصعدهم من تلك الأرض .. إلى ارض تفيض ليناً وعسلاً.." (خروج 7:3،8)
- ينتهي
هذا السفر بأروع تصريح وهو كيف ان الله جاء بمجده وجلاله لكي يسكن ويحل فى وسط
شعبه المفدى (الشكينة) هللويا!! هللويا!!
-
يبدأ سفر الخروج بحرف
العطف "و" ثم اسم الإشارة "هذه".. أي أن القصة لا زالت
مستمرة.
·
سفر الخروج شبيهاً
بأسفار أخرى فى العهد القديم تبدأ يحرف العطف "و"، وهذا يُشير إلى
الحقيقة أن كل كاتب، لم يكن فقط مُسجلاً قصته، ولكن جانباً من حياته فى تلك
الرواية التمثيلية الكبيرة المفجعة والمؤلمة التي بدأت أحداثها فى القديم واستمرت
متطلعة لما سيأتي مستقبلاً.
·
إذا تتبعت أسفار
التوارة الخمسة: تكوين، خروج، لاويين، عدد، وتثنية، فإنك تجد أن كل سفر يدور حول
شئ أو أمر ما، هذا بجانب الارتباط الحيوي والوثيق لهذه الأسفار بعضها ببعض.
بعض الأمور الواجب تذكرها فى سفر الخروج
1- البطل
الكبير
2- النامـوس
3- خيمة
الاجتماع
أولا: موسى البطل
الكبير
يُقدم لنا سفر الخروج قصة موسى البطل الرائع
العملاق لله. لقد قال أحد قديسى الله عن موسى أنه صرف وأمضى:
(40) أربعين سنة فى التفكير أنه شيئاً.
، (40) أربعين سنة مُتعلماً أنه لم يكن
شيئاً.
، (40) أربعين سنة مُكتشفاً ما يمكن أن
يعمله الله مع اللاشئ.
ثانياً: النامـوس
يُعلمنا النصف الأخير من سفر الخروج (من خروج 19 إلى خروج 40) أن المفديين يجب
أن يعملوا مشيئة فاديهم ومخلصهم، مكرسين لخدمته، وخاضعين لإرادته وسلطانه. ولهذا
فإن الناموس الأخلاقي قد أُعطى متبوعاً بالناموس الطقسي الذي هو بمثابة الشريعة
والمؤونة لكل مغتصب للناموس الأدبي (الأخلاقي).
ثانياً: خيمة
الاجتماع The
Taberancle
لقد أعطى الله خيمة الاجتماع فى صورة تفصيلية
دقيقة جداً كمثال وشبه للمخلص الذي سيأتي فى ملء الزمان فى كل وظائفه، لكونه
المسكن لمجده المنظور على الأرض.. يا له من مثال رائع غنى بالحق المسيحي!!
هللويا!!
العبـوديــة (خروج
1:1-22) The Bondage
عندما يبدأ سفر الخروج فإن فترة 350 سنة تكون
قد مضت على المشهد الختامي لسفر التكوين، ولأن سفر التكوين هو تاريخ حياة عائلة،
فإن سفر الخروج هو السفر الذي يُسجل تاريخ أمة. ولم يكن لدينا أي تقرير لما حدث
أثناء تلك الحقبة الطويلة من الصمت.
إن ابراهيم مؤسس الجنس العبراني ذلك الآب البطريرك مات عندما كان حفيده
يعقوب يبلغ الخامسة عشر من عمره..
وأن عائلة يعقوب فى
نفرها القليل [70سبعين نفساً] عند مجيئهم إلى مصر ..عن طريق يوسف الذي تولى أمر
تموين البلاد لكي يضمن سلامة الناس من سنين القحط والمجاعة، والذي تقلد قوة عظيمة
ومكانة مرموقة ومقام رفيع فى مصر فى ذلك الوقت.. هذا النفر القليل قد تكاثروا
وتناسلوا وتزايدوا، وكانت إقامتهم فى بلاد النيل أربعة قرون (400) سنة.. وصار
تعدادهم قبل مغادرتهم لمصر الفرعونية قد بلغ ثلاثة ملايين نسمة.. إنهم نمو نمواً
عظيماً وتحولوا من عائلة وأصبحوا أمة وشعباً!! لكن لا يمكن للحال أن يبقى على ما
هو عليه.. فإنه عندما مات يوسف بعد حياة أثمرت فى الأرض بالغاً من العمر (110سنة)
"ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين.." (تك26:50) قضى منها (80عاماً) فى
موقع المسئولية كالشخصية الثانية فى البلاد بعد فرعون مصر. وكان من بعده أن أتت
وتربعت على عرش البلاد سلالة ملكية لم تصل إليها معلومات عن يوسف الغريب عن هذه
البلاد.. "ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف" (خروج 8:1) وصاحب السلطة
والصولجان يتطلع إلى سكان بلاده ومواطنيه، فتأخذه الدهشة والغرابة من بنى جنس يوسف
إذ يُسجل الوحي "وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيراً جداً
وامتلأت الأرض منهم" (خروج
7:1)
ولعل السؤال الذي يرن فى أذني الجالس على العرش من أين جاء هذا الشعب الغفير والذي
يمتلك من الثراء القدر الوفير؟ أنه لا يعلم أنهم جاءوا بخطة إلهية حكيمة، حيث
الجالس فى السماء الذي بحكمته غير المحدودة تُنفذ إرادته فى الوقت الذي حتمه
لذلك.. وما أروع ما نطق به يوسف أمام إخوته المرتعبين من اكتشافهم طاس الفضة التي
ليوسف فى عدل بنيامين "والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا
لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم" (تك5:45)، وماذا كان قوله بعد موت
أبيه "فقال لهم يوسف لا تخافوا لأنه هل أنا مكان الله أنتم قصدتم لى شراً.
أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحي شعباً كثيراً" (تك19:50،20)،
ولا غرابة فى أن يتنكر فرعون مصر ليوسف، بل لا يريد أن يذكر من هو يوسف وماذا قام
به.. إن كل خاطئ بعيد عن حظيرة الخراف التي تضم المفديين موقفه هو موقف فرعون هذا.
· ولا
شك أن الفراعنة تحت الرغبة الجياشة فى صدورهم لكسر هذا الشعب أخضعوهم إلى عبودية
شاقة وقاسية هي من اردأ وأحط الأنواع!! كم كان ذلك صعباً وقاسياً لشعب عاشوا
أحراراً متمتعين بكل امتياز أعطى لهم! يا من أنت فى موقف المذل والاضطهادات
المريرة ضع الكلمات الآتية أمام عينيك "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل
فى البلاد فلا ترتع من الأمر لأن فوق العالي عالياً يلاحظ والأعلى فوقهما"
(جا8:5)، ولابد وأن فجر السرور وإشراقه شمس التحرير سوف تبدد السحب الكثيفة
فيالغبطتك عندما تسمع من محرر البشرية الأعظم رب المجد يسوع أقواله: "طوبى
للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم..
.." (مت10:5-12)
· لقد
تذكر شعب إسرائيل وعود الله وميثاقه التي أعطيت لإبراهيم وسلالته، وهذه جعلت
العبودية قاسية فى تفهمهما وإدراكها إذا ما قورنت بالأقوال التي كان لها رنينها فى
أذني ابراهيم كم فى (تك1:12-3).. لكن هذه العبودية القاسية لم تأت عفواً أو عرضاً
أو اعتباطاً فالتاريخ فى ماضيه وحاضره ومستقبله مكشوف أمام الله.. هل لنا أن نرجع
إلى قول الرب الذي نطق به لإبراهيم وسجله سفر التكوين: "فقال لإبراهيم أعلم
يقيناً أن نسلك سيكون غريباً فى أرض ليست لهم ويستعبدون لهم. فيذلونهم أربع مئة
سنة" (تك13:15) ولن تجد لقضاء الله تبديلاً أو تغييراً.
وماذا بعد الأربع مئة
سنة من الإذلال والتسخير والعبودية القاسية؟ إننا نستطيع أن نتبين الإعلان الإلهي
فى هذا الأمر لو رجعنا إلى (تك14:15) "ثم الأمة التي يستعبدون لها أنا
أُدينها. وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة"
-
إن القصة المعلنة فى
أسفار: الخروج واللاويين والعدد والتثنية تبين أن الله لم ينس وعده الذي أعلنه
لإبراهيم "فأجعلك امة عظيمة.." (تك2:12)
-
إن التسجيلات التي
سجلها الوحي المقدس عن الحياة العائلية "لإبراهيم، لإسحق وليعقوب" ..مما
لا شك فيه.. قد حُملت معهم إلى بلاد "صوعن" (مصر القديمة)، وهناك أصبحت
جزءاً من تاريخ أخبار أمة وشعب إسرائيل، وبالرغم من السنين الطويلة للعبودية فإنهم
تعلقوا بوعد الله.. أنهم فى يوم ما سوف تصير أرض كنعان ملكاً لهم!
· ولعلنا
إذا رجعنا إلى سفر التكوين عند الإصحاح الأخير نجد يوسف الذي أعطاه الله البصيرة
المفتوحة يكشف عن عينيه الداخلتين فيؤكد لهم أن الله سوف يحقق الوعد والنطق الذي
قاله: "وقال يوسف لاخوته أما أموت ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الأرض
إلى الأرض التي حلف لإبراهيم واسحق ويعقوب واستحلف يوسف بني إسرائيل قائلاً الله
سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا" (تك24:50،25).
-
يا له من منظر سام
وعجيب يأخذ الأبصار حباً واشتياق لكي نتطلع مع ذلك الشعب الذي فى أنينه ودمعاته
يتطلع فيرى الله نازلاً ليخلص الشعب من أرض المذلة والضيق.. هل تقرأ بتأمل هذه
الأقوال: "فقال الرب إني قد رأيت مذلة شعبي.. وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم..
إني علمت أوجاعهم، فنزلت لأنقذهم.. وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة. إلى
ارض تفيض لبنتاً وعسلاً" (خر7:3،8)
-
كانوا من ذي قبل
أشخاصاً وأفراداً يكوّنون عائلات.. ومنهم الآن تكونت الأمة الجديدة.. إن الله سوف
يعطيهم وصايا وشرائع لكي يقوموا بحكم أنفسهم.. كما أنه سيرجعهم ثانية إلى ارض
الموعد التي وعدهم بها!!
الخــــروج (خروج 3،4) The Exodus
ليتك تمعن التأمل والتفكير فى ذلك الاستعداد
الواجب عمله لكي يتحرك ذلك الحشد الكبير والعدد الهائل من ذلك الشعب ..هنالك
لفيفاً كبيراً خرجوا معهم، مع قطعان وأسراب من الغنم والبقر.. أليس هذا ما سجله
التاريخ المقدس: "فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت نحو ست مئة ألف ماش
من الرجال عدا الأولاد وصعد معهم لفيف كثير أيضاً مع غنم وبقر ومواش وافرة
جداً" (خروج 37:12،38)
-
إن من يتطلع إلى هذه
الحملة سيؤخذ بروعة ترتيبها وتنسيقها، لقد توسل موسى لدى فرعون لا مرة بل مرات لكي
يترك إسرائيل لينطلق ويذهب من ارض جاسان إلى الوجهة التي قصدها الله لهم
"وبعد ذلك دخل موسى وهارون وقالا لفرعون هكذا يقول الرب اله إسرائيل أطلق
شعبي ليعيدوا لي فى البرية" (خروج
1:5)،
ويكرر موسى هذا الطلب وفق أمر الرب له الذي نجد نداء الرب لموسى واضحاً
"وتقول له [أي لفرعون] الرب اله العبرانيين أرسلني إليك قائلاً أطلق شعبي
ليعبدوني فى البرية وهوذا حتى الآن لم تسمع" (خروج
16:7)
·
وما أقسى تلك الضربات
التي وقعت على فرعون المتقسى الذي تقسى قلبه أكثر من الصوان.. وكل من يُقسى قلبه
لعدم استماع صوت الرحمة له أن يسمع القول: "ولكنك من اجل قساوتك وقلبك غير
التائب تُذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة"
(رو5:2)
الضربات العشر على
فرعون وشعبه
م
|
الـضـربــة
|
الشاهد الكتابي
|
1
|
تحويل مياه النيل
إلى دم
|
خروج 14:7-25
|
2
|
ضربــة الضفادع
|
خروج 1:8-15
|
3
|
ضربــة البعوض
|
خروج 16:8-19
|
4
|
ضربــة الذباب
|
خروج 20:8-32
|
5
|
ضربة الوباء على
البهائم
|
خروج 1:9-7
|
6
|
ضربة الدمامل على
الإنسان والحيوان
|
خروج 8:9-12
|
7
|
ضربــة البـرد
|
خروج 13:9-35
|
8
|
ضربــة الجـراد
|
خروج 1:10-20
|
9
|
ضربــة الظـلام
|
خروج 21:10-29
|
10
|
ضربة موت الأبكار
للإنسان والحيوان
|
خروج 1:11-30:12
|
إن تلك الضربات وكل المداولات التي أجراها
موسى مع فرعون استغرقت ما يقرب من سنة.. كانت هذه فترة كافية لكي يعيد فرعون
تفكيره ويتقى الأخطار المحدقة به، ولا شك أن الخاطئ الذي فى وحل طين الحمأة لا
يُقدر الفرصة التي بين يديه.. وسوف لا ينفع الندم بعد زلة القدم "أم تستهين
بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة"
(رو4:2) لأن الله لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة.
-
على ان هذه المدة
والمهلة إن كان فرعون استخف بها إلا أنها أعطت لأبناء إسرائيل أن يجمعوا أشياءهم
وحاجاتهم معاً.. ومما لا شك فيه أن تلك الضربات العشر قد علّمت بنى إسرائيل بعض
الأمور العظيمة بجانب إرغام فرعون أن يطلق ذلك الشعب الذي اختاره الله ميراثاً وقد
سُرّ به "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم
مدعوون حسب قصده" (رو28:8)
-
عند تشييد صرح عظيم
فإن تصميماً معماريا يجب رسمه، وأن يُشكّل نموذج له، ولا تتعجب إن قلت لك إن
خلاصنا قد أُجرى تصميمه بواسطة الله قبل تأسيس العالم "كما اختارنا فيه [فى
المسيح] قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة" (أف4:1)، ولهذا
الخلاص نجد صدى ونموذجاً له فى سفر الخروج
-
إن سفر الخروج هو
الصورة التاريخية للنعمة الإلهية فى فداء الإنسان بواسطة الله لنفسه بيسوع المسيح
الذي هو فى ذات الحال رسولنا العظيم (موسى) ورئيس كهنتنا الأعظم (هارون) لنسمع ما
يُسجله كاتب العبرانيين "من ثم أيها الاخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية
لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح يسوع" (عب1:3)
-
قصة الخروج تتكرر مع
كل نفس تطلب إنقاذاً من الاصطياد بالشرك أو الشباك، لأنه كم من شبكة مُخبأة
لاصطياد النفوس إلى بحيرة الهلاك، وما مدى تأثير العالم بالوهن والضعف.. فمما
يِوجِد السرو أن سفر الخروج من هذه الناحية هو بمثابة البشرى المفرحة من البداية
إلى النهاية، ولا عجب فإن الأمور التي حدثت كانت بمثابة شكل أو رسم وأنها كُتبت
لإنذارنا وتحذيرنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور.
· إننا
ونحن ندرس سفر الخروج إنما لكي نرى طريقة الله فى خلاص نفس الإنسان الخاطئ ومقاصده
العظيمة فى إنقاذه وخلاصه "لأنه إذ كان العالم فى حكمة الله لم يعرف الله
بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة، لأن اليهود يسألون آية
واليونانيين يطلبون حكمة، لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين
جهالة، وأما للمدعويين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله"
(1كو21:1-24)
الفـــصـــــح (خروج
12-19) The Passover
إن الإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج يُقدم
لنا تلك الصورة المرعبة للفصح التي هي أوضح صورة فى العهد القديم عن خلاصنا الشخصي
من خلال الدم المسفوك لربنا يسوع المسيح..
-
ففي هذا الإصحاح نجد
الأساس لتسمية رب المجد يسوع حمل الله. ذلك اللفظ الذي دوى به الصوت الصارخ فى
البرية يوحنا المعمدان مُعلناً ".. هوذا حمل الله الذي يرفع خطية
العالم" (يو29:1)
-
فى الإصحاح الثاني
عشر من سفر الخروج نجد الأساس لتسمية المسيح يسوع "فصحنا" وما إلى غير
ذلك من الإشارات العديدة الرقيقة المُعلنة عن صلبه وموته كحمل فصحنا حيث نسمع
الرسول بولس وهو يقول: ".. لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا"
(1كو7:5)
· وحيث
أن إصحاح الفصح هو قلب السفر ومحور ارتكازه، لذلك فإن كل السفر إنما هو نموذج
لخلاصنا لكي نهتف من الأعماق "انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ
انكسر ونحن انفلتنا" (مز7:124)
-
الفصح هو الشكل بل
الهيئة البارزة لسفر الخروج (خروج
12)
ولربما أن أبناء إسرائيل لم يعرفوا المغزى لهذا العيد فى تلك الليلة الأخيرة قبل
مغادرتهم أرض مصر الفرعونية، ولكنهم آمنوا بالله وأطاعوه
-
لقد أرسل الله عشرة
ضربات على ارض مصر لكي يجعل فرعون يسمح بانطلاق شعبه، ومع كل ضربة كان هناك تقسِ
لقلب فرعون.. أخيراً قال الله حكمة القاطع بقتل كل بكر فى ارض مصر "فإني أجتاز
فى ارض مصر هذه الليلة وأضرب كل بكر فى أرض مصر من الناس والبهائم وأصنع أحكاماً
بكل آلهة المصريين. أنا الرب" (خروج
12:12)
على أن هذه الضربة قد أصابت أيضاً العبرانيين الذين لم يذبحوا خروف الفصح، ولم
يحتموا بواسطة دم الفداء "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها
فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر" (خروج 13:12)
-
وياليت كل واحد من
شعب الرب يحفظ الأمر الإلهي المتعلق بالفصح كما جاء فى الإصحاح الثاني عشر من سفر
الخروج.
أولاً: خـذ خـروفـاً
وما هي المواصفات المطلوبة لهذا الخروف؟
يأمر الرب موسى
قائلاً: "تكون لكم شاة صحيحة ذكراً أبن سنة تأخذونه من الخرفان أو من
المواعز، ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر.. .." (خروج 5:12،6) أن يكون
حملاً بلا عيب.. ولكن هناك أمر ضروري وجب أداؤه ".. ثم يذبحه كل جمهور جماعة
إسرائيل فى العشية" (خروج
6:12)
وفى ضوء هذه الملاحظة نجد أن حياة المسيح التي بلا خطية لا تكون وحدها مخلصة
إيانا، ولكن موته على الصليب هو الذي خلصنا!! "هللويا"
"هكذا المسيح
أيضاً بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين.. ." (عب28:9)
"كلنا كغنم
ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا" (إش6:53)
"وكان استعداد
الفصح ونحو الساعة السادسة فقال [بيلاطس] لليهود هوذا ملككم" (يو14:19)
"لأن فصحنا
أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كو7:5)
صار خلاصنا فى صلب
حمل الله الذي بلا خطية
".. ودم يسوع
المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو7:1)
".. الذي أحبنا
وقد غسلنا من خطايانا بدمه" (رؤ5:1)
ثانياً: رش الــدم
ليس كافياً ما يُتبع مع الحمل من جهة ذبحه.
وهل يضيع الدم هباءً؟ إن الدم كان كافياً ولكنه لا يكون فعالاً ما لم يُستخدم!!
-
كان على كل إسرائيلي
أن يجمع دم الفصح ويستعمله مع أهل بيته ومنزله.. لاحظ الدم مرشوشاً فوق مدخل
الباب" العتبة العليا" وليس تحت الباب. ماذا فعلت بالدم؟ دم حمل فصحنا
الذي مات على صليب الجلجثة "خذوا باقة زوفا واغمسوها فى الدم الذي فى الطست
ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي فى الطست وأنتم لا يخرج أحد منكم من
باب بيته حتى الصباح" (خروج
22:12)..
هناك حذر للتجول فى ساعات عبور المهلك لمن يحتمي تحت الدم، ومما لا شك فيه أن كل
الذين يحتمون فى دم العهد الأبدي معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم لهم كل سلطان
بحسب ما يُعلنه يوحنا الإنجيلي "وأما كل الذين قبلوه [أي المسيح المخلص]
فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" (يو12:1)
-
باقة من الزوفا.. وهو
عشب مألوف، ولكن على كل واحد أن يتحصل عليه!! نموذج للإيمان.. وطوبى للذين آمنوا
ولم يروا!! إن الدم المرشوش على العتبة العليا والقائمتين هو الذي يُخلص من الهلاك
والضربة القاضية.
-
لاحظ أن ما خلصهم ليس
ما قد اعتقدوه عنه، ولكن خضوعهم للطاعة من حيث ما يجب اتباعه مع دم خروف الفصح..
الدم المرشوش هو حصن الآمان والنجاة ".. فأرى الدم والعبر عنكم.." (خروج 13:12).. ليست
المشاعر، ليست استحقاقات ذاتية.. ولكن شيئاً واحداً فقط خلصهم هو الدم "وكل
شئ يتطهر.. حسب الناموس بالدم. وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب22:9)
ثالثاً: تغـذى
بالحمـل
ماذا كان للحمل المذبوح، وقد سفك دمه ورُش
على العتبة العليا والقائمتين؟ كانت هناك تعليمات سماوية بالتغذية منه
"ويأكلون اللحم تلك الليلة مشوياً بالنار.. لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً
بالماء بل مشوياً بالنار رأسه مع أكارعه وجوفه ولا تبقوا منه للصباح.." (خروج 8:12-20)، وذات الأمر
معنا.. الخلاص أولاً ثم الإطعام (التغذية).. الشركة ـ العبادة ـ السير والخدمة
-
إن الإطعام (التغذية)
لم يخلصهم، ولكن الدم أولاً بعد ذلك صارت التغذية ممكنة، وماذا كانت أقوال المسيح
حمل الفصح الجديد "من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أُقيمه فى
اليوم الأخير.. .. ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا
إلى الأبد" (يو54:{-58).. هكذا يقول رب المجد يسوع عن ضرورة
التغذية، ولما علم يسوع فى نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا القول وخشى أن يتعثروا
أجابهم بصريح القول: "الروح هو الذي يحي أما الجسد فلا يفيد شيئاً الكلام
الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يو63:6)
رابعاً: أنـزع الخميـر
ما أروع ما نص عليه رسم فريضة الفصح.. حتى فى أدق الأمور حيث يجب نزع وعزل
الخمير "سبعة أيام تأكلون فطيراً اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم.. فإن
كل من أكل خميراً من اليوم الأول إلى اليوم السابع تُقطع تلك النفس من
إسرائيل" (خروج 15:12)
وهل تتحذر من الخمير الذي هو الخبث والرياء؟ هل تضع نفسك تحت الاختبار والفحص
الإلهي؟ هل تقول مع المرنم: "اختبرني يالله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري
وأنظر إن كان فيّ طريق باطل واهدني طريقاً أبدياً" (مز23:139،24).. إن
الخميرة دائماً هي مثال للخطية.. وماذا قال رب المجد يسوع عنها "وقال لهم
يسوع انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين" (مت6:16).. لذلك كان
لزاماً على الشعب المفدى أن تنتقى أياديه من الخميرة العتيقة.. هذا ما يقوله
الرسول بولس "إذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما
انتم فطير.. .." (1كو7:5)
خامساً: أعشـاب مـرة
كان من الترتيب الإلهي أن يُؤكل الفصح على
أعشاب مرة ".. على أعشاب مرة يأكلونه" (خروج
8:12)،
وعندما نمعن النظر فى الرب يسوع نشاهده وهو يتذوق كأس المر من أجلنا، كما يجب
علينا أن نعاني نحن من بعض هذه المرارة!! "ولكن كل تأديب فى الحاضر لا
يرى أنه للفرح بل للحزن وأما أخيراً فيعطى الذين يتدربون به ثمر بر للسلام"
(عب11:12)
-
كان يجب أن يُؤكل
الحمل لا نيئاً ولا طبيخاً بالماء.. ولكن ما أقسى ما عومل به الحمل، كان يشوى
بالنار على أعشاب مرة.. ولا يترك شئ دون أكله.
-
كانوا يأكلونه بعجله
دون أن يبقى منه شئ إلى الصباح، ودون أن يكسر عظم منه.. ألم تكن هذه صورة نبوية
لما سيحدث مع مخلص الأنام!! لقد مزق جسد الرب يسوع ولكن لم تُكسر عظامه!! كانت
النبوة عنه "يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر" (مز20:34)، وفى العهد
الجديد نجد إتمام هذه النبوة "لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر
منه" (يو36:19)
سادساً: كن مستعـداً للرحيـل لقد تناولوا طعامهم وقوفاً وهم لا يعلمون إلى
أين يقصدون.. لقد كانت كل المؤونة قد عُملت لأجل الرحلة.. أية مفارقة وأي تباين
ويالها من حالة اختلاف واضح فى تلك الليلة!! وليمة آمنة فى فرح وسلام فى بيوت
المعيدين، وحزن أليم مع نوح وعويل فى بيوت المستعبدين.
-
لقد تم كل ما رسم فى
فريضة الفصح.. والآن أمر الرحيل كان الفصح ختماً لهم، وعليهم الآن رحلة فيها يتم
عبور بحر سوف (البحر الأحمر)
-
تركوا مصر تحت الدم
الذي كان علامة لهم، واجتازوا اليابسة فى البحر الأحمر، والماء على يمينهم وعلى
يسارهم.. شعب تحت قيادة حكيمة لتنفيذ تلك الخطة السديدة!! لقد دعاهم الله للخروج
وأغلق الباب خلفهم (اذكر أن مصر هي مثال ونموذج للعالم الذي هو فى عداوة مع الله)
-
انطلقوا فى رحلتهم من
سكوت ونزلوا فى إيثام فى طرف البرية، وكان الرب يسير أمامهم نهاراً فى عمود سحاب
ليهديهم فى الطريق، وليلاً فى عمود نار ليُضئ لهم لكي يمشوا نهاراً وليلاً.
-
كان عبور البحر
الأحمر أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون.
تـاريـخ الخــروج
أختلف العلماء فى تحديد التاريخ الذي حدث فيه
خروج بنى إسرائيل من مصر، وتوجد آراء عديدة فى هذا الشأن، ولكن الرأي الأقرب إلى
الصواب هو الذي يقول:
· أن
الخروج حدث فى منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد نحو سنة 1447ق.م، وأنه حدث فى
زمن تحتمس الثالث أو فى زمن أمنوفس الثاني.
- وهذا
التاريخ هو أقرب التواريخ إتفاقاً مع ما جاء فى (قض26:11) فإن يفتاح الذي عاش
حوالي سنة 1100ق.م يذكر أن ثلاث مائة سنة (300 سنة) مضت منذ دخول العبرانيين الأرض
أي أنهم دخلوها فى نحو سنة 1400ق.م وعندما يُضاف إليها الأربعون سنة (40سنة) التي
قضوها فى البرية يصل التاريخ إلى أواسط القرن الخامس عشر تقريباً.
- وكذلك يتفق هذا التاريخ مع النص الوارد فى
(1مل1:6) حيث يقول "وكان فى سنة الأربع مئة والثمانين لخروج بنى إسرائيل من
ارض مصر فى السنة الرابعة لملك سليمان.. .. أنه بنى البيت" فإذا كان قد بدأ
ببناء الهيكل فى عام 967ق.م فيكون الخروج قد تم فى عام 1447ق.م بحسب هذا النص.
- وكذلك
يتفق هذا التاريخ مع الاكتشافات التي أظهرها التنقيب فى أريحا وحاصور حسبما اكتشف
ذلك بعض العلماء.
- ويتفق
أيضاً مع ما ورد فى لوحات تل العمارنة التي تتحدث عن شعب قادم إلى ارض فلسطين فى
هذا التاريخ تقريباً، وتدعو اللوحات هذا الشعب باسم "الخبيرو" ويعتقد
بعض العلماء أن هؤلاء هم العبرانيون الذين جاءوا إلى ارض فلسطين فى نحو هذا
التاريخ.
رحلة استعداد داخل
سيناء لتلقى الشريعة
1- عبور
البحر الأحمر من فم الحيروث على الجانب الغربي لخليج السويس إلى برية شور (مكانها
الآن بقايا خط بارليف)
2- مسيرة
ثلاثة أيام إلى مارة وهى نحو الجنوب وعلى الساحل الشرقي للخليج، ولم يجدوا ماء ولم
يستطيعوا أن يشربوا ماء مارة لأنه مُر، وطرح موسى الشجرة التي أراه الرب إياها
فصار الماء عذباً.
3-
بلوغهم إيليم وهناك
اثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة.
4- الارتحال
إلى برية سين وهى بين إيليم وجبل حوريب (سيناء) وهناك أطعمهم الرب بالمن والسلوى
وإظهار وجوب تقديس اليوم السابع
5- الارتحال
من برية سين ونزولهم فى رفيديم ووقوف الرب على الصخرة فى حوريب التي سيضربها موسى
بالعصا لتنفجر إلى ماء للارتواء وتسمية المكان مسة ومريبة
6- الارتحال
من رفيديم فى الشهر الثالث بعد خروجهم من ارض مصر ونزولهم فى برية سيناء (جبل
حوريب)
إعــطــاء النـامــوس
فى سفر الخروج من الإصحاح العشرين إلى
الإصحاح الرابع والعشرين نلاحظ الناموس الذي أعطى مكسوراً ومردوداً (مُصلحاً) وإلى
ذلك الوقت فى تاريخ إسرائيل فالكل إنما هو نعمة ورحمة لقد سمع الله صرخة عبوديتهم
واستجاب لهم.
-
فانتخب لهم قائداً
(موسى) حيث دربه وأعده.
-
وهزم الله كل أعدائهم
وأراحهم.
-
وأطعمهم الله.. ..
ولكنهم عصوا عليه وتمردوا..
والآن فإن أمراً
جديداً يتطلب إحضار أشياء معينة حول جبل سيناء. إن الناموس لا يتطلب كمالاً
مبتوراً لنسمع قول المرنم "ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة.. ..
.. .." (مز7:19-11) ومَن من البشر استطاع أن يحفظ الناموس كاملاً؟ إن واحداً
فقط من بنى البشر منذ أن أعطى الناموس كان قادراً أن يحفظه كاملاً.. هو الذي له كل
الكمالات شخص ربنا يسوع المسيح.. ومما يُبهجنا أن المسيح لم يحفظ الناموس كاملاً
فحسب، بل إنه دفع القصاص كاملاً لأجل الناموس المكسور.. وإذا رجعت إلي الشواهد
التالية لتتأمل فيها فسوف تخرج منها بملاحظة مقدار ما تألم به المسيح لكي ما نكون
نحن موقرين، وهي: (عب13:9-15 & عب1:10-22 & 1بط18:1-20)
·
إذا لم يكن الإنسان
قادراً أن يحفظ الناموس، فيبرز أمامنا سؤال: لماذا أُعطي الناموس؟ وللإجابة نقول
قد أُعطى الناموس حتى يمكننا أن نعرف إثمنا المتزايد.. إن الناموس لا يجعل الإنسان
يُخطئ ولكنه يظهر للإنسان أنه كان أثيماً خاطئاً.!
-
عندما يُستدعى الطبيب
ليفحص طفلاً مريضاً، الظواهر والأعراض تُبين أنه مصاب بالحصبة.. فإن الطبيب يصف له
الدواء الذي يعمل على إظهارها خارجياً.. إن الطبيب لم يُمرض الطفل بالحصبة، ولكنه
أثبت أن الحصبة موجودة فيه. هل تتأمل فى الشواهد التالية:
"ولكن
لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس ليفتدى الذين تحت
الناموس لننال التبني" (غل4:4،5)
"إذاً
لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل
حسب الروح لأن ناموس روح الحياة فى المسيح يسوع أعتقني من ناموس الخطية والموت..
.. .." (رو1:8-4)
"ونحن نعلم أن كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين فى الناموس لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت القصاص من الله.. .. .." (رو19:3-28)
-
إن الناموس هو مرآة
الله لكي يبين زيادة وتكاثر آثامنا ومعاصينا
"..
.. إذا الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة.. .." (رو12:7)
· إن
من يدرس كلمة الله سوف يتقابل مع قمتين لجبلين يقفان أحدهما ضداً للآخر تُبينهما
كلمة الله الخالدة:
1. جبل
سيناء.. وهو جبل حوريب بكل رعبه ورعوده "الناموس" (خروج 19)
2. جبل
الجلجثة.. حيث ألقت بعيداً بكل النار والرعد وجعلت ذلك المكان مكان اللقاء بين
الله والإنسان الخاطئ الأثيم.
ولنا مطلق الحرية
والاختيار كيف نقترب إلى الله إما بواسطة الناموس، أو بواسطة الدم الثمين
(عب18:12-29)
-
· لم
يكن هناك نص أو شرط فى الناموس لأجل السقوط.. إنه الكل أو لا شئ على الإطلاق.. كل
الناموس وليس شيئاً مكسوراً.
-
إن ثقباً فى الحجر أو
شرخاً فى إبريق لا يجعله صالحاً لغرضه وهدفه.. إن عيباً فى الخلق إنما يشوه الكمال
الذي يتطلبه الله تحت الناموس.
·
يمكن تقسيم الناموس
إلى صنفين:
1-
ناموس يتعلق باتجاه
الإنسان نحو الله.
2-
ناموس يتعلق باتجاه
الإنسان نحو زملائه
- ونحن
قد أُبلغنا وأُخبرنا أن الله أعطى كل هذه الكلمات "ثم تكلم الله بجميع هذه
الكلمات.. .." (خروج
1:20)
لقد أعطى الله كل الشهادة وعلى الإنسان أن يُظهر كل مسئوليته فى الحفاظ عليها.
وهذا ما أعلنه الشعب مُتخذا على عاتقه هذا القول الهام: "فأجاب جميع الشعب
معاً وقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل.. .." (خروج
8:19)
لماذا قبل إسرائيل الناموس بدلاً من صرختهم لأجل الرحمة؟ إن الكبرياء الإنساني
إنما يجعلنا نُفكر أنه فى استطاعتنا أن نسر الله بأنفسنا.. قبل أن يتسلم إسرائيل
الناموس وقبل شروعهم فى حفظه، كانوا يرقصون حول العجل الذهبي ويتعبدون للإله الذي
صنعوه!! (خروج 1:32-10،18).
بناء
خيمة الاجتماع (خروج 25
ـ 40) The
Taberancle
إن الإصحاحات الواردة من (خروج 25-40) فى هذا السفر
تقدم لنا واحدة من أخصب العروق فى الهام المناجم غير المضنية حيث من اللازم علينا
أن نستخدم كل تخيلنا وعقلنا عندما ندخل إلى التخوم المقدسة وأن نحلق ببصر محدق على
الأثاث الهام.
لقد أخبر الله موسى برغبته فى معبد أو مسكن
مقدس "فيصنعون لي مقدساً لأسكن فى وسطهم" (خروج
8:25)
ومما لا شك فيه أن هذا المسكن يشير بلا منازع ولا مراء إلى شخص رب المجد يسوع
المسيح حيث لزاماً أن يخبر عن شخصه وعمله، وفى هذا نسمع قول الرسول "وأما
المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع
بيد اى الذي ليس من هذه الخليقة" (عب11:9)
إرسال تعليق