2ـ قانون الزرع والحصاد قوانين الحياة الروحية
2ـ
قانون الزرع والحصاد
غل6: 7، 8
& تك 8: 22 & مز126: 5، 6 & جا11: 4، 6
·
أهمية هذا القانون:
أنه منبه قوي
وجيد لنا.. حتى لا ننخدع أبداً، وما أسهل انخداع القلب البشري.. وما يحيط به من
عدو ساهر يجاهد لتضليل النفوس بما فيهم أولاد الله في جميع مراحل حياتهم.
وعلى ذلك فأي
محاولة لتجاهل هذا القانون فاشلة تماماً فهذا القانون يجعلنا نفكر ونحسب جيداً
(بطريقة روحية وعاقلة) في نتائج ما يصدر عن حياتنا .. ومن هنا يكون التدقيق
والانضباط وحسن التقدير متأصلين فينا ونحن نُعطيهم حقهم في حياتنا.
قال امرسون:
"إننا لا
نحصد من حقل حياتنا إلا ما نبذره فيه"
·
مضمون القانون:
يقول هذا
القانون أن "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً" غل6: 7
هذا القانون
جاء في العهد الجديد كنص واضح، وفي العهد القديم نجد أمثلة ونماذج واضحة تماماً
وتفاصيل للطريقة التي عمل بها هذا القانون .. فهو إذن قانون روحي سواء في العهد
القديم أو الجديد ، وليس هو طقساً معيناً خاصاً بعهد معين.
حكمة قديمة:
Ø
ازرع فكرة تحصد فعلاً.
Ø
ازرع فعلاً تحصد عادة.
Ø
ازرع عادة تحصد شخصية.
Ø
ازرع شخصية تحصد مصيراً.
·
ما هي الزراعة وما هو
الحصاد؟
الزراعة هي وضع
بذار في الأرض المهيئة أو الممهدة (أي التربة المناسبة) .. والحصاد هو الناتج (أو
المحصول) من هذه العملية بعد مدة من الزرع وهو شئ متوقع تماماً. ويُعتبر ما يقوله
الإنسان أو يعمله هو زراعة ، ونتيجة ذلك هو حصاد.
·
مبادئ الزرع والحصاد:
1ـ الحصاد هو
من نفس نوع ما زُرع
إن بذار الطماطم
تنتج طماطم.. وهكذا بالنسبة لأي نبات أخر.
خدع يعقوب أبيه
اسحق .. إذ أخذ جدياً من غنم أبيه وطبخته له أمه وقدمه إلى أبيه ضعيف البصر قائلاً
أنه عيسو، لقد خدع أبيه بجلد جدي .. فخدعه أبناؤه بعد ذلك بدم جدي ذبحوه وغمسوا
فيه قميص يوسف.. كذب يعقوب على أبيه .. فكذب عليه أبناؤه. لقد حصد الكذب من زراعته
للكذب. تك27 & 37: 31ـ 35
سعى عبد ملك
الكوشي لإنقاذ أرميا من الجب والأوحال التي كانت فيه .. ونجا أرميا من موت محقق،
فأعطاه الله بعد ذلك وعداً بالنجاة وأن تكون نفسه غنيمة (أر38: 7ـ 12 & 39:
16ـ 18)
2ـ مقدار
الحصاد ومدته غير متفق مع مقدار الزرع أو مدته
إن البذار حين
تُلقي في التربة تنتج من نفس النوع لكن ليس بنفس المقدار فالحصاد غالباً أضعاف
أضعاف الزرع مت13: 8
إبراهيم قدم
اسحق ابنه على المذبح .. ابن واحد.. فأعطاه الله نسل مثل نجوم السماء في الكثرة
وكالرمل الذي على شاطئ البحر.
قضى
"داود" وقتاً قصيراً مع "بثشبع" لا يكمل يوماً واحداً وزنى
معها لكن الحصاد المر كان لمدة سنين عديدة، فزنى أمنون ـ ابن داود ـ مع ثامار ـ
ابنة داود ـ وارتكب ابشالوم خطية الزنى جهراً مع سراري داود أبيه على سطح بيت
الملك.. بخلاف ما قام به أبشالوم من قتل لأمنون.
3ـ عدم ادراك
نوعية الزرع أو وقته لا يلغي نوعية الحصاد أو عدمه
غل6: 8
"لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا،
وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً."
هنا سواء كان
يدرك أو يجهل نوع الزرع.. للجسد (الشهوات مثلاً) أو للروح.. فإن النتيجة لن ترتبط
هنا بالادراك أو الجهل.
مثال : آباء لا
يربون أولادهم في خوف الرب.. حتى لا يضيعوا أوقاتهم في الأمور الروحية.. فينجحون
في الحياة الطبيعية .. لكنهم يفسدون من ناحية أخرى ويجلبون على الآباء كماً هائلاً
من المتاعب "رب الولد في طريقه ـ أي في الطريق الذي ينبغي أن يسلك فيه ـ
" ام 22: 6
"لا
تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره " اف6: 4
كذلك لكل بذار
وقت معين لزراعتها، فإذا ضاع الوقت فلن تسترد الفرصة التي ضاعت بل تنمو أعشاب لا
منفعة منها وتُضيع وقت المزارع في استئصالها ، وهذا مثال لأن أعمال صالحة كثيرة
يكون وقتها قد جاء فإذا لم تتم .. فهي لا تصلح لوقت آخر.
4ـ إن المواعيد
التي يمنحها الله للإنسان أو البركات التي يقررها أو الغفران للخطيئة لا يمنع حصاد
ما زرعه الإنسان
إن الله يرحم
الخاطئ تماماً .. روحياً وأبدياً .. وذلك لأنه لم يكن يدري ماذا يفعل.. ولا يُحمله
نتائج خطاياه إطلاقاً.
بالنسبة للمؤمن
المخطئ.. فإن الله لا يحجب مراحمه عنه لكنه في بعض الأحيان ورغم الغفران الأكيد ..
إلا أنه يسمح بنوع من الحصاد أو النتائج الطبيعية أن تأخذ مجراها دون أن يكون ذلك
انتقاماً إلهياً .. وإن كان مع التضرعات الحارة يمكن أن يوقف الله تدفق الحصاد
المر .. ويمكن بعد فترة أن يتوقف الحصاد تماماً حسب ما يرى الله وذلك لأن ازالة
النتائج تماماً قد يجعل الانسان يكرر الأخطاء .
لقد أخطأ يعقوب
وخدع أبيه اسحق .. ومع هذا لم يمنع ذلك الرب من أن يتراءى له في بيت إيل ويعطيه
مواعيد.. ولم تمنع المواعيد أو البركات التي من الله من أن يحصد يعقوب ما زرعه (تك
28)
وداود منحه
الله غفراناً فورياً بمجرد اعترافه بالأخطاء لكنه تجرع من كأس المرارة لسنين عديدة
وفعلاً لم يكرر داود هذه الأخطاء مرة أخرى.
·
نوعيات الزرع
زرع الجسد: للذات زرع الروح
: للرب
1ـ يحمل سمات
الفساد المرتبط بسقوط 1ـ
يحمل الصفات الجليلة كالبر والقداسة
الإنسان
والطبيعة القديمة مثل: الأنانية والحق والصلاح والخير
والإيمان وقوة
ـ الاثارة ـ
التمرد ـ الغيرة المرة ـ
الروح القدس وبهما يعمل كل شئ للرب
الشهوات
الجسدية ـ الاهتمامات الجسدية
ولشعبه في محبة واخلاص وتضحية وصبر
والمادية ـ
الأطماع المحركة للإنسان
فتظهر واضحة علامات الإنسان الجديد
2ـ يشمل كل ما
يتبع آدم الأول 2ـ
يشمل كل ما يتبع آدم الأخير
3ـ مُسمم
للكيان الأدبي
3ـ يحفظ الحياة والكيان الأدبي
مثال: نابال
الكرملي:" أَآخُذُ خُبْزِي وَمَائِي وَذَبِيحِيَ الَّذِي ذَبَحْتُ
لِجَازِّيَّ وَأُعْطِيهِ لِقَوْمٍ لاَ أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُمْ؟ " 1صم 25:
11
·
زرع الروح (الزراعة الجيدة)
بصفة عامة
عندما يزرع
الإنسان فإنه يُضاعف ويزيد من مساحة الحياة، وعندما لا يزرع فإنه يُعطي الفرصة
للموت والضياع أن يحدثا وأول من يُصاب هو شخصياً.
والإنسان في
جميع الأحوال هو يزرع بأفكاره.. بأقواله.. بسلوكه الشخصي.. بطريقته.. بأعماله
وفي الحياة
الروحية فإننا عندما نبذر ونزرع فإن هذا معناه حياة لنفوس وإطعام لها وهكذا.
·
زرع الله في الإنسان (زرعه
يثبت)
لا يعتمد الله
على صفات الإنسان الطبيعية حتى لو كانت جيدة ، ربما تنفع الإنسان في بداياته أو في
مرحلة أولية .. لكن الله يزرع فيه زرعه الخاص ويحوط حوله ليضمن حصاداً خاصاً..
تماماً مثلما يفعل الزراعيون في نشر "صوبة" لزرع معين لحمايته.
ونحن ميراث
الرب.. والرب سيرث فينا.. ولكن ما سيرثه ليس غريباً عنه أو لم يتعب فيه.. فالرب
غير مغتصب.
فصفاتنا في
أحسن وأعظم أحوالها وكذلك أعمالنا لا قيمة لها أمام الله.. لكن ما يزرعه هو..
فالبذار منه "من قِبلي يوجد ثمرك" (هوشع14: 8) أي هو السبب في الثمر
وبالتالي هو السبب في الزرع.
الجدية مثلاً
التي نتمسك بها (وهذا ليس عيباً) هي نفسها قد تكون ثقلاً كئيباً على الغير لو
سلكنا بها بدون وعي بطبيعة وطاقة الذين نتعامل معهم فإنها قد تخنق الرحمة والمودة
الأخوية.
1ـ
البذار (التقاوي) جيدة
2كو 9: 10
يُعطي الروح
القدس وحده البذار الجيدة.. محبة.. فرح .. سلام.. أولاً في داخلنا.. ثم في
أيدينا.. فإذا أردنا أن نزرع زراعة جيدة في الحياة.. في النفوس.. في المجتمع حولنا
فعلينا أن نأخذ منه أولاً ونملأ أيدينا للرب
"والذي
يقدم بذاراً للزارع، وخبزاً للأكل سُيقدم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم" 2كو
9: 10
كن أنت تربة
جيدة محروثة وممهدة ليبذر فيك الروح القدس بذاره فتنمو التقاوي الجيدة فيك أولاً..
ثم عندما تزرعها فإنها تقبل النمو والإكثار.. وينتشر البر فتحصد حصاداً جيداً.
يجب أن ندقق في
اختيار نوع البذار.. حتى وإن كلفنا ذلك وقت وصراع وجهاد أمام الرب.
2ـ
تحمل أي صعوبة
جامعة11: 4
إذا وقف
الإنسان ليُكّبر كل صعوبة.. ويُقيَّم ما يمر به أو يتوقعه جبالاً وأحجاراً..
منتظراً ظروفاً ملائمة حسب أفكاره وتقديره الشخصي لكي يزرع.. فلن يزرع شيئاً
وبالتبعية لن يحصد أبداً فإن الزوابع تهب باستمرار والسُحب تملأ الجو من حين لآخر
والريح والسحب هما في يد الرب وهو يسمح بهما لامتحاننا، ومسيحيتنا تشجعنا باستمرار
أن لا نخاف شراً.
لا نكن قلقين
بشأن مدى استحقاق الذين نتعامل معهم أو نخدمهم أو نقدم لهم شيئاً.
الأرصاد
البشرية مُضللة.. نحيا في الروح ونتحرك بالروح وليس بتقديراتنا الذاتية " من
يرصد الريح لا يزرع ومن يراقب السحب لا يحصد " جا11 : 4
ينطبق هذا على
العبادة والعلاقات والخدمة في حياتنا.
الضغوط
الاجتماعية والمادية والعاطفية لا يجب أن تثنينا عن الزراعة حيث أن الحياة مفتوحة
أمامنا لبذر كل بذار جيدة.
إن تعب وصعوبات
البذر في أوضاع أو ظروف غير ملائمة يعوضه دائماً فرح العودة بالحصاد الوفير
"الذاهب
ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع ، مجيئاً يجئ بالترنم حاملاً حزمه" مز126:
5، 6
3ـ
الاستمرارية
جا11: 6 "
فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ، لأَنَّكَ
لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو: هذَا
أَوْ ذَاكَ، أَوْ
أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً."
يدعونا الله أن
لا نجنح للاسترخاء ، بل أن تكون فينا العزيمة والاجتهاد للمواصلة فلا يتعطل الزرع
.. وبالتالي لا نجد حصاداً.
ü نجعل التبكير
والاستمرار فيه بلا تردد.
ü نعمل في
شبابنا.. وفي منتصف العمر .. وفي شيخوختنا
ü نعمل في الذين
يستحقون .. والذين لا يستحقون (غل6: 9)
ü نعمل في وقت
مناسب .. ووقت غير مناسب (2تي 4: 2)
ü نعمل بدون
إحساس باليأس أو شعور بالفشل عالمين أننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل (غل6: 9)
ü نعمل بكل طريقة
ممكنة لأننا لا نعلم أي طريقة تُصيب الهدف تماماً
ü نعمل كل ما
يطلبه السيد منا (لو17: 7ـ 10)
ü نعمل عالمين أن
تعبنا ليس باطلاً في الرب (1كو 15: 58)
"في
الصباح ازرع زرعك وفي المساء لا ترخ يدك لأنك لا تعلم أيهما ينمو هذا أو ذاك أو أن
يكون كلاهما جيدين سواء" (جا 11: 6)
ü يجب أن نسأل
الله دوماً كلما انتهينا من زراعة معينة أين تريدنا أن نزرع أيضاً؟ وكيف؟
مثال لمن حصد
من نفس ما زرعه:
ابيمالك (ابن
سريه جدعون) في (قضاة 9)
إرسال تعليق