خدمة المسيح الكرازية (الـدرس الخـامـس) منهج دراسة الاناجيل
خدمة المسيح الكرازية (الـدرس الخـامـس) منهج دراسة الاناجيل
الـدرس الخـامـس
خدمة
المسيح الكرازية
الجزء الثاني : اللقـاءات الكـرازيــة ( أ )
·
القراءات
:
( يوحنا1:3-24 & يوحنا1:4-42 )
·
آيـات الـدرس:
-
".. .. يَنْبَغِي
أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ " ( يوحنا
7:3 )
-
" اَللهُ رُوحٌ.
وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا "
( يوحنا 24:4 )
·
آيات أخرى أثرت فى
الدارس :
--------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------
فكـرة الـدرس :
إن خدمة يسوع لم تكن آلية روتينية ،
فقد كان يملك النداءات القوية ومضمنوها ،
لكنه كان يتعامل مع كل لقاء بروح الفهم والتمييز دون أن يتخلى عن النداءات ولا عن
مضمونها.
·
موضوع الـدرس :
أعظم استعداد في الوجود
مُحباً .. وصاحب رسالة .. ولديه رؤية عميقة لقلب الآب ، وقلب الإنسان ،
كان ـ ولا يزال ـ
هو شخص الرب يسوع المسيح ،
ولذا فقد كان مُستعداً تماماً لأن يلتقي بالنفوس ويتعامل معها بكل ما يَكنُه من
محبة لها ، وما يحملهُ من مضمون للحق ليتكلم به
إليها ، وليمنح تلك النفوس الراحة " راحة الخلاص ".
إن استعدادات يسوع لالتقائه بالنفوس وتعامله مع احتياجاتهم كانت بلا حدود ، إذ كانت للجميع بدون استثناء ، وببساطة ،
وتلقائية عجيبة ، فهو مثلاً لم يُقيد نفسه بأن يلتقي
بالنفوس إذا كانت أعدادهم كبيرة فقط ،
بل أهتم أيضاً باللقاءات الفردية ،
ولم يُقيد نفسه بأن تكون تلك اللقاءات فى أماكن دينية أو عامة ، ولا بأن يلتقي بهم فى ساعات معينة من
اليوم أو بترتيبات خاصة من آخرين ،
ذلك لأن الكرازة فى نظر يسوع هي إغاثة ضرورية وعاجلة ،
وهذا لا يعنى أن لقاءاته كانت عشوائية أو خاضعة لم يُسميه الناس بالصُدف ، إذ كان واضحاً أن خطواته ولقاءاته
كانت كُلها مُرتبة ترتيباً دقيقاً من الآب رأساً ،
وكان واضحاً فيها أيضاً قيادة الروح القدس .
ويسوع المسيح فى سبيل إنقاذ النفوس كان
مُستعداً لأن يَكسِر كل الحواجز سواء كانت هذه الحواجز دينية أو اجتماعية أو قومية
ومهما كانت ذو صلابة ، ولها جذورها
القديمة ، بالإضافة إلى أنه كان مُستعداً لأن
يصل للنفوس حيث هي ، أو أن تأتى هي إليه
أينما كان ، وكل ذلك لكي يُحدث فى حياة تلك النفوس
مُعجزة التغيير الإلهي فيؤول ذلك إلى نوالهم " راحة
الخلاص ".
ونعتقد .. أن يسوع قد التقي بكثيرين فى لقاءات فردية ، ولكن ما كُتب فى الكتاب المقدس هي نماذج
لأشهر اللقاءات التي تُعطينا صورة واضحة عن طبيعة هذه اللقاءات ، وكيف أن كل لقاء منها مع أي نفس كان
يُعتبر هو " يوم افتقادها " الخاص بها ، وما هو نوع الاستعداد الذي أبداه يسوع
فى كل لقاء ، وعلى ذلك ففي كل لقاء ليسوع مع أي نفس
بشرية سوف نكتشف أبعاداً جديدة من محبته وحكمته ،
ومن هنا يُمكننا أن نعرفه أكثر فنتعلم منه كيف نحيا معه وبه بصورة مُباركة ومُثمرة
دائماً ، فيتحقق القصد من دراستنا لحياة يسوع .
v اللقـاء الأول : ( يوحنا1:3-24 )
المـوضـوع : الميلاد الثاني
نوع الاستعداد : استعداد لتبشير رجل دين
هل يحتاج رجل دين إلى كرازة ( تبشير ) ؟! إن أحداً لا يجرؤ فى الغالب على ذلك ، لكن هذا هو ما فعله " يسوع "
مع " نيقوديموس "
الذي كان فريسياً ( أي مُحافظاً وصارماً
فى تفسير أقوال الناموس ،
وطقوس العهد القديم ) ، ومن الناحية الاجتماعية كان له مستوى
عالٍ فى المجتمع ، فقد كان رئيساً
لليهود ( يوحنا 1:3 ) ،
وبالتأكيد فإن النداء الكرازى قد وصل إلى سمع " نيقوديموس " ،
ومعه أخبار عن آيات وتعاليم يسوع ،
وقد بدأ " نيقوديموس "
زيارته إلى يسوع والحديث معه بمدحه ليسوع كمعلم وصانع آيات عديدة باعتبارها تُثبت
رفقة الله له ، لكن كل هذا لم يَشغِل يسوع عن عمله
الكرازى حتى لشخص هو رجل دين ،
وله مركزه ومكانته فى المجتمع ،
وقد أتى ليُقدم التأييد له والثناء على أعماله. إذ فاجئه يسوع بما له من رؤية
دقيقة لأعماق كل نفس وحاجتها الفعلية ،
بأنه يحتاج إلى الولادة من فوق ،
وهو اختبار ، ويُسمى أيضاً الميلاد الثاني
/"
لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ
خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (
تيطس 5:3)
·
ما هي الولادة من فوق
( الميلاد الثاني ) ؟
( مزمور
5:51 & لوقا 78:1 & يوحنا 13:1 & يوحنا 24:4 & إشعياء 2:11 )
إن أي إنسان يعيش على الأرض ،
لم يكن له وجود ملموس إلا بولادته يوماً ما من أبويهِ ،
فالولادة هي التي أوجدته ،
وهذا هو الميلاد الأول للإنسان ،
لكن هذا الميلاد حمل معه فى داخل كل إنسان آثار السقوط الذي حدث لأبوينا أدم وحواء ، وهذه الآثار ـ
آثار السقوط ـ
مُتغلغلة فى كيان كل إنسـان روحـياً ونفسياً ( أدبياً ) وجسدياً .
" هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ،
وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي " ( مزمور5:51 ).
هذه الآثار ( آثار
السقوط )
جعلت الإنسان ميتاً روحياً ،
ومشوشاً فى باقي نواحي الحياة ،
ولا وجود روحي له أمام الله ،
وفى حُكم الهالك رغم أنه يعيش ويتحرك على الأرض ،
ومن جهة ملكوت الله ـ أي المملكة الروحية ـ فهو لا يقدر على الاقتراب منها أو
الدخول إليها ، لأنه لا يحمل فى طبيعته ما يمت بصلة
إلى قداسة هذا الملكوت ،
ولكنه يحمل الفساد الموروث والظلمة الداخلية التي لا تحتمل الوجود فى ملكوت الله
المنير ، وقد عبر الرب يسوع عن هذا الميلاد
الأول فقال : " اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ
جَسَدٌ هُوَ..... " ( يوحنا 3: 6 ) فكلنا لنا حياة الجسد لكن فى فساد
لذلك دُعِي الإنسان فى فساده بـ
" جسد " ،
وكأنه جسد بلا روح ، ولكي يكون للإنسان
وجوداً حقيقياً ومقبولاً أمام الله فلابد من بداية جديدة تماماً ، وهذه البداية فى حقيقتها هي " ولادة "
جديدة من أحشاء جديدة طاهرة ،
وبالطبع لا يتحقق هذا من أبوين أرضيين ولا من أي جسد ،
ولا أيضاً من أي أعمال .
فما
هي الأحشاء الجديدة التي يولد الإنسان منها ؟ إنها أحشاء الله ذاته أو كما يقول الكتـاب
بالضبط : " بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا..... " ( لوقا78:1
) ، ولذلك فهي فعلاً ولادة.. لكن من فوق ، والكتاب يُعلن ويؤكد هذا : " اَلَّذِينَ
وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ
رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ. " ( يوحنا 13:1)
، ولأن " الله
روح " ( يوحنا 24:4 ) ، فالولادة من الله تعني الولادة من
الروح القدس ، وكما أن كل ولادة تحتاج إلى قوة ، وروح الله هو " روح القوة "
( إشعياء 2:11 ) ،
لذلك فالولادة من الله تتم أيضاً بقوة الروح القدس ،
وقد شبه الرب يسوع عمل الروح القدس فى الولادة بالريح القوية التي بهبوبها تتغيَّر
الأوضاع ، فقال :
" هكذا كل من ولد من الروح " ( يوحنا 3: 8) وإذا ولد إنسان من
الروح فإنه يُصبح له وجود روحي أمام الله ،
وفى نفس الوقت فإن المولود يعود ويحمل من جديد الصفات الوراثية من المصدر الجديد
لولادته الجديدة ، وهذا معناه أن
المولود من الله يأتي وبه بذار الصفات الإلهية ـ وهى سامية جداً ـ
وذلك بحكم الوراثة ، وبالطبع فإن هذا
يعنى تغيير عظيم .
وهذين الأمرين : الوجود الروحي ، والخصائص أو الصفات الإلهية ، كبذار فى بدايتها يُشكلان مفهوم
الولادة من فوق .
·
كيف تتم الولادة من
فوق ؟
( تكوين
2،1:1 & مزمور 30:104 & كورنثوس الثانية
17:5
& تيطس 5،4:3 )
عندما كانت الأرض فى البداية خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة أي قطعة
مشوشة جرداء وفارغة ومُظلمة ( وذلك
مثال لبؤس النفس البشرية وظلامها ) ، فإن الله من خلال " كلمته وروحه "
فقط استطاع أن يخلق منها تكويناً رائعاً ومتكاملاً.
إن " الكلمة " هو " المسيح " ، و" روح
الله " هو " الروح القدس "
( وليس روح من الله ) ،
" المسيح "
هو الكلمة الناطقة بالخلق والتكوين " ليكن
.. .. فكان "، و" الروح القدس "
هو المُتمم لهذا الخلق والتكوين ، ففي وسط خراب الأرض وظلامها كان " روح الله "
يرف على وجه المياه ( التي كانت مُتداخلة
مع الأرض بصورة مُعقدة )
( تكوين 2،1:1 ) ،
وهذا " الرف "
أو الهبوب كان له هدف ، وهو أن يُتمم خلق
الأرض " تُرسل روحك فتخلق وتُجدد وجه الأرض " ( مزمور 30:104) ، و" الريح " فى الكتاب المقدس ترمز إلى الروح
القدس وعمله ، وقد قال المسيح : " الريح
تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتى ولا إلى أين تذهب .. .... هكذا
كل من ولد من الروح " ( يوحنا 3: 8 ) .
ومثلما حدث للأرض يحدث أيضاً للنفس
البشرية ، فالمسيح هو " الكلمة "
الناطقة : " ينبغي
أن تولدوا من فوق " ، و" الروح
القدس " هو المُتمم أمر الولادة " هكذا كل من ولد من الروح " ،
والذي يحدث بأكثر توضيح هو أنه عندمـا يصل النداء الكرازى ( التوبة والإيمان بالمسيح ) إلى النفس ،
فإن الروح القدس يُشجع النفس على الاستجابة للنداء ،
ويدفع الإنسان لكي يلتمس من الله أن يقبله .
أي أن " الروح القدس "
يدفعنا للدخول إلى أحشاء الله الرحيمة " اللّهُمَّ
ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ " ( لوقا 13:18 ) ، وإذ يقترب الإنسان إلى الله فى حضور
الروح القدس الذي يرف عليه ،
فإن الروح القدس يظل يواصل عمله وهو فى أحشاء الرحمة الإلهية ، فيلمسه ويطُهره ويُغيره ويُخرجه فى
تلك اللحظات إنساناً جديداً طاهراً ومُبرراً ،
وهنا تكون الولادة قد تمت ".. .. هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا ... (
لوقا 14:18 ) . فيجد الإنسان أن حياة أُخرى مختلفة تماماً عما مضى قد ابتدأت تَدُب
فيه ، ويُصبح له وجود روحي ، فيبدأ حياته الجديدة كمولود لكن بروح
جديدة وقلب جديد وأفكار جديدة ،
أما الأشياء العتـيقة فإنها تكـون قد زالـت ( كورنثوس الثانية 17:5 ) ،
ويُصبح هذا الإنسان فرحاًُ بالمحبة الإلهية ،
وراغباً فى السير مع الله ،
وشاكراً له على أعظم هبة مُنحت له .
أما من جهة أن المسيح قد أعلن فى البداية أن الولادة من فوق تتم من خلال
الماء والروح ، فالماء وإن كان يرمز فى
الكتاب المقدس إلى كلمة الله ،
لكنه هنا يُشير إلى معمودية الماء التي كانت إعلاناً عن التوبة ( وأحياناً عن التوبة والإيمان معاً .. أي
الاستجابة للنداء الكرازى ) ، وبالنسبة لنيقوديموس بصفة خاصة كان
هذا ضرورياً لكي يُبرهن بذلك جهراً عن توبته وإيمانه بالمسيح ، دون أن يحاول إخفاء ذلك ، أما عن " والروح "
فهو الروح القدس كما شرحنا.
· ثمن
الولادة من فوق
( يوحنا14:3-21 )
إن الولادة من فوق هي حياة ،
والحياة لأول مرة ـ أي الخلق ـ هو عمل إلهي
يحتوى على حكمة ومحبة وقوة و....... الخ لأن الله صنعنا على صورته ومثاله ، لكن هذا قد أنتهي بحكم الموت علينا
بسبب الخطيئة ، أما الولادة من فوق فهي حياة مرة أخرى ، لكن كان من الضروري أن يتم رفع حكم
الموت السابق أولاً من علينا حتى نُعطى حياة تدوم إلى الأبد . ومن هنا فإن هذه الولادة كان لابد أن
يكون ثمنها غالى ، وهذا الثمن قد دفعه
يسوع بتضحيته على الصليب عندما سكب للموت نفسه حتى يحمل عنا حكم الموت ويعطينا
حياة نأخذها فى الولادة الجديدة ،
وهى نفسها حياته ، والأعداد من 14-21 من
إنجيل يوحنا الإصحاح الثالث ،
والتي تتحدث عن " موت
يسوع " بعد الحديث عن " الولادة من فوق "
مباشرة ، هي لكي يُعرفنا الرب يسوع أن موته
الفدائي هو ثمن الولادة الجديدة أو الحياة الجديدة ،
وهذا كله لأن الله أحبنا محبة شديدة جداً ،
ومن ( يوحنا 3 : 15-21 ) نتعلم
عن أمر خلاصنا الآتي :
1-
إن محبة الله هي
لجميع البشر وليس لليهود فقط " هكذا
أحب الله العالم " ( أي العالم كله ).
2-
إن المحبة الإلهية
غالية جداً لأنها قُدمت لنا من خلال ابن الله الوحيد الذي بذل حياته من أجل خلاصنا .
3-
إن الإيمان بالمسيح
شرط جوهري لكي يتمتع الإنسان بخلاص الله .
4-
إن الاستمرار فى عمل
الشر هو استهانة بمحبة الله ونوره الواضحين فى المسيح ،
وهو يُعرض الإنسان للدينونة رغم أن الخلاص فى الأصل كان يشملهُ .
·
نتـائج الولادة من
فوق
( يوحنا
13،12:1 & غلاطية 27،26:3 & لوقا 20:10 & رؤيا يوحنا15:20 )
للولادة من فوق نتائج عظيمة من
ضمنها :
1-
يُصبح المولود أبناً
حقيقياً لله (غلاطية 27،26:3 & يوحنا 13،12:1 ) ، والابن له ســلطان
[ على إبليس ،
والعالم ، والخطيئة ،
والظروف ] بخلاف من ليس هو أبناً ( فالعبد لإبليس و.. و.. و.. و.. لا يملك أي سلطان ) .
2-
يُكتب اسمه فى سفر
الحياة ( لوقا20:10) ، وهو امتياز يفوق فى عظمته عمل
المعجزات ، إذ هذه ( أي
المعجزات ) مفعولها ينتهي فى يوماً ما أما كتابة الاسم
فى سفر الحياة فهو يعنى
" النجاة
الأبدية من الهلاك " ( دانيال 1:12 & رؤيا يوحنا 15:20 ) .
3-
يرى ملكوت الله
ويدخله أيضاً ( يوحنا 5،3:3) ، [ وملكوت
الله هو نوال حياة روحية وأبدية أيضاً ،
وبهما يدخل الإنسان إلى السماء إذ تُفتح له الأبواب ] .
·
ما هو مفتاح باب
الملكوت ؟
ـ الولادة
من فوق " الميلاد الثاني "
( يوحنا 5،3:3 ) .
·
ما الذي فهمتهُ عن
معنى " الولادة من فوق " ؟ ( كورنثوس الثانية 17:5)
ـ إن
الولادة من فوق تعنى حصول الإنسان على خلق روحي وأدبي جديدين ، وتغيير حقيقي فى أعماق كيانه الداخلي ، وينعكس ذلك على سلوكه فى الحياة ، وينتهي من حياته كل شئ عتيق وخاطئ .
· أُذكر
4 مفاهيم روحية مُختصة بالخلاص يُشكلوا
رسالة كرازية يمكن تقديمها لنفوس محتاجة على ضوء ( يوحنا 17،16:3)0
1-
إن الله أحب العالم
كله دون استثناء أحد " هكذا
أحب الله العالم ".
2-
إن قوة محبة الله
وبرهانها هو فى كونه قد بذل أبنه الوحيد لأجل الإنقاذ من الهلاك ".. .. حتى
بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك .. .. "
3-
إن الحياة الأبدية
مرتبطة تماماً بعملية الإيمان بالابن الوحيد وفداءه ".. .. لكي لا يهلك كل من
يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ".
4-
إن إرسالية المسيح
كانت لأجل الخلاص لا لأجل الدينونة ".. .. لم يرسل أبنه ليدين العالم بل
ليُخلص العالم ".
·
ما الذي تعلمته عن
مهارة يسوع فى الكرازة من مقابلته مع نيقوديموس ؟
ـ إن
نيقوديموس عندما ابتدأ فى الكلام جعل أعمال المسيح هي موضوع الحديث ـ أياً كانت دوافعه فى ذلك ـ لكن المسيح حوَّل
دفة الحديث فابتدأ يتكلم معه مُركزاً تماماً على نيقوديموس نفسه واحتياجه الضروري
والهام للولادة من فوق ،
وهذه مهارة كرازية نتعلمها من يسوع ،
وهو أن لا يشغلنا فى الكرازة أي شئ أخر يُبعدنا عن المضمون الكرازى مهما كان اتجاه
الحديث سواء كان مدح فينا أو حتى ذم .
التطبيق العملى
صلى من أجل عدد من الأشخاص ( ممن تعرفهم
) الذين لم يولدوا ثانية ( مهما كانوا متدينين ) ، وأطلب من الله أن يُوجهك إلى شخص
أو أثنين منهم ، وألتقي بهم فى بيوتهم ، أو فى أي مكان ، وتحدث معهم باستفاضة عن
اختبار الولادة من فوق .
v اللقـاء الثاني : ( يوحنا 1:4-42 )
المـوضـوع : الإيمان بالمسيا
نوع الاستعداد : استعداد للتعامل مع الغرباء
شئ عظيم من ضمن عظائم كثيرة فى كرازة المسيح ،
وهو أنه كان يرى أن الإنسان يحتاج دائماً إلى النعمة مهما كنت خطاياه صغيرة أم
كبيرة ، ظاهرة أم مخفية . فنوعية الخطايا ، ومقدارها ،
وأشكالها و..... الخ . كل هذا لم يكن
المسيح يُعَّول عليه مادام
" كُلُّنَا
كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ
عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا." ( إشعياء 6:53 ) ، والمرأة السامرية كانت كأي نفس بشرية
قبل اختبار الخلاص ، ضائعة ، وتائهة ،
وقد أتضح من حديث الرب يسوع معها إن ضياعها وتيهانها كان فى مجال العلاقات
المُشينة ، وقد كانت من مدينة السامرة ، وسكان هذه المدينة ـ أي السامريين ـ
هُمْ فى الأصل نتاج علاقات زواج كانت قد تمت قديماً بين قلة من اليهود مع سلالة من
جنسيات وثنية متنوعة ، كان قد أحضرهم ملك
أشور إلى إسرائيل بعد أن سبى الغالبية العُظمى من اليهود إلى أشور ، وأحضر ( مكانهم ) غُرباء من أمم متنوعة ، فاختلطوا بمساكين اليهود الباقين ،
ونتج عن ذلك " السامريين " ،
والسامرة كانت المنطقة الوسط بين منطقة " الجليل " فى الشمال ، ومنطقة " اليهودية "
فى الجنوب .
والشمال والجنوب أي
منطقتي الجليل واليهودية كانوا فى حالة رفض تام ومقاطعة لأهل السامرة
بسبب نوعيتهم المُختلطة ،
وأيضاً بسبب التنافس فى العبادة .
فيهود الشمال والجنوب كان مركز عبادتهم هو مدينة أورشليم ،
ويُؤمنون بالعهد القديم كله ،
أما السامريين فقد نافسوا العبادة فى أورشليم ،
وأنشئوا من ذواتهم عبادة على جبل " عيبال " بالسامرة ليعبدوا الله فيه بطريقة
أخرى خاصة ، ولم يؤمنوا إلا بأسفار موسى الخمسة
فقط .
أما يسوع فلم يضع أمامه أي عائق يَحُول بينه وبين النفوس البشرية ، ولهذا قاد تلك المرأة السامرية إلى
راحة الخلاص بصورة جيدة للغاية عندما التقى بها عند البئر .
ومن الحوار بين الرب يسوع والمرأة السامرية
يمكننا أن نفهم ما هي الخطوط الرئيسية لقيادة نفس مثل المرأة السامرية إلى اختبار
عمل نعمة الله . إن هذه الخطوط باختصار هي :
1-
مُبـادرة تكِسِر
الحواجـز : ( يوحنا 7:4-9 & أعمال الرسل 34:10-36 )
المسيح حسب الجسد كان من اليهود ،
من بيت لحم اليهودية فى الجنوب ،
لكنه مع ذلك لم يكن مُتعصباً أو مُعادياً لجنس معين أو لأُناس معينيِّن ، رغم أن العداوة والكراهية كانت شديدة
بين اليهود والسامريين ،
بالإضافة إلى قدر ليس بقليل من التعالي من اليهود تجاه السامريين حتى أن المرأة
السامرية تعجبت وقالت للمسيح :
" كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ
يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ " ( يوحنا 4 : 9 ) . لقد
أذهلتها مُبادرة يسوع ولا سيما كونه رجلاً يهودياً ،
ومع ذلك يقوم بهذه الخطوة الغريبة ويطلب منها ،
وفى الحقيقة كانت هذه المبادرة تُمثل فعلاً ما فى قلب المسيح من محبة وسلام تجاه
الجميع ، وقد قام بها بتواضع وتنازل منه إذ طلب
منها أن تُعطيه كأنه محتاج إلى عطاءها ،
مع أنه هو المُعطى كل شئ فى الوجود ،
لكنه بهذه المبادرة قد كسر الحواجز الطائفية والاجتماعية والنفسية التي تُعيق
الرسالة الكرازية ، وبذلك أمكنها أن
تواصل الحديث معه . الأمر الذي أدى إلى
نوالها اختباراً مؤثراً فى حياتها بشدة ( أعمال الرسل34:10-36)
2-
إبـراز لإمكانيات
يـسوع : ( يوحنا 10:4-14 & إشعياء 2،1:55 )
إن كلمات المسيح ابتداءً
من ( يوحنا 4 : 10-14 )
هي إظهار أو إعلان عن الإمكانيات الروحية التي لها تأثير فعال على الحياة كلها ، إذ أنه كان يعلم حالة العطش والجفاف
التام فى حياتها ، وأن بحثها عن
العلاقات الجنسية كان لكي تجد فيها ارتواءها ،
وأن هذا الأمر كان يشغل أكبر حيز ( أو
مساحة ) فى حياتها. لذلك كان مناسباً جداً أن
يُخصص المسيح جزءاً رئيسياً من الحديث معها حول العطاء الإلهي . أي شخصه المبارك " لَوْ كُنْتِ
تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي
لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا " ( يوحنا 4: 10 ) ،
وهذه إشارة إلى الروح القدس الذي يفيض فى النفس فيروى الكيان ، وبالتالي فلا تعطش إلى " المياه المسروقة " ( أمثال 17:9 ) ،
أما عن " يسوع "
فهو النعمة المتجسدة وسر كل عطاء
إلهي ، فالآب يُعطينا أعظم البركات بسبب يسوع ، وهو نفسه يستمع إلينا ليُعطينا مما فى
أعماقه لكي نحيا أفضل وأقدس حياة ،
وعطش حياتنا لن يرويه إلا هو وحده إذ أن له وحده أيضاً الحق فى أن يُرسل لنا الروح
القدس فيتكون فى داخل الإنسان نبع دائم وفائض بالقوة والفرح والسلام والمحبة
والحرية والبر وكل الخصائص الإيجابية التي تجعل لحياة الإنسان معنى وقيمة.
لقد كان ضرورياً لتلك النفس اليابسة أن تستمع إلى أخبار سارة جديدة ( الكرازة )
حول مصدر الارتواء المقدس لكي تطمئن إلى دوام هذا المصدر وغناه ، وهذا ما فعله يسوع ( إشعياء 2،1:55) ، ولاسيما أن
الإمكانيات أو النعم التي فى يسوع هي التي تستحق فعلاً أن تُعلن لنفوس البشر فى كل
مكان وزمان .
3-
إيقـاظ الضميـر : ( يوحنا 15:4-19 & كورنثوس الأولى 10:2 )
هذا ثالث أمر قد فعله يسوع بمنتهى الحكمة مع تلك المرأة ، فبعد أن أقترب إليها فى روح الصداقة
وعدم التعصب ، وكسر حواجز عتيقة ، تلى ذلك تلميحه لها إلى توافر
إمكانيات هائلة فيه وعن طريقه ،
بعد ذلك ابتدأ يوقظ ضميرها يقظة قوية من أعماق نوم ثقيل ،
لأنه لكي تتوب النفس عن خطاياها وتؤمن بالمخلص الوحيد والفريد ينبغي أولاً أن يعود
الضمير للإيقاظ فتتنبه جميع قوى الإنسان الروحية والأدبية وتتهيأ للتحول العظيم
الآتي من الروح القدس .
هذا .. وأن طريقة المسيح لإيقاظ ضميرها كانت فى منتهى الرقة والحكمة فإن
خطاياها بل وحياتها كلها كانت مكشوفة لديه بـ " العلم الإلهي "
إذ كان يسوع مُمتلئاً من الروح القدس ،
ومع ذلك فهو لم يبدأ حديثه بتوبيخها أو تجريحها على خطاياها التي كان يعلمها جيداً ، بل ولم يفعل هذا حتى فى منتصف الحديث ، لكنه تسلسل معها فى عملية الإيقاظ
بقوله لها : " اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ
وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا " ( يوحنا 4: 16 ).
لقد ربط يسوع عملية العطاء السامي
والكافي بهذا الأمر ، ( وهو دعوة زوجها لكي يشترك معها فى
الارتواء ) ،
وهنا تنبهت بأقوى صورة إلى وضعها ،
وكيف أنها بذلك فى حرج شديد ،
ومُعرضة أيضاً لخسارة ذلك الماء الحي ،
وإذ أرادت إلى حد ما أن تهرب من هذه الورطة لاحقها يسوع بعلمه الإلهي عن حياتها
وعلاقاتها التي كانت متعددة ( يوحنا 4: 18 ) ،
وبالطبع هي تعلم أنه غريب ،
ولم يكن يعرفها من قبل ،
فأيقنت أنها أمام شخصية إلهية مكشوف لديها كل شئ ،
ولكنها شخصية ذو سلطان ،
ولها محبة ، وحكمة ،
ولطف ، فكان هذا الإيقاظ خطوة رئيسية نحو
التوبة بالنسبة لما يكشفه لها ،
وأيضاً الإيمان به. رغم أنه لم يبدأ حديثه معها بإطلاق النداء الكرازى " التوبة والإيمان " لكنه كان يعمل على توصيل مضمون
هذا النداء بطرق متنوعة حسب الحالات التي كانت أمامه.
وفى النهاية لابد أن نعلم أنه لم يكن ممكناً حدوث انقلاب فى حياة المرأة
دون أن تُشفى من الخطيئة.
4-
كشف لطبيعة الله
والعلاقة معه : ( يوحنا 19:4-24
&عبرانيين 9:12 )
من هو الله ؟ أو ما هي طبيعة
الله ؟ إن سؤالاً مثل هذا له أهمية مؤثرة فى
الحياة كلها ، إذ من خلال معرفة الإجابة عليه نعرف
كيف نَكون فى علاقة معه ،
وكيف نعبده .
لقد كشف المسيح هذا الحق لتلك المرأة إذ قال
لها: " الله روح " ، إنه ليس جسماً مادياً رهيباً فى الحجم ، وليس جمادا صلباً ، إنه " روح " غير محدود ، وحي ،
وله الانتشار والسيطرة على كل الوجود ،
وفى الأصل نحن أيضاً أرواح مخلوقة من نسمة روح الله ( أيوب3:27 & 4:33 )، ولذلك فإن لقاءنا مع الله هو لقاء
" أرواح " ،
وعلاقة كل نفس بشرية مع الله هي علاقة روح بـ" أبى
الأرواح " ( عبرانيين 9:12 ) ، وبالتالي فإن سجودنا وعبادتنا لـ " الله "
هو سجود روح الأبناء لأب الأرواح.
ولأن الله " روح "
والروح غير مُقيد بزمان أو مكان أو وضع معين ،
وكل ما يطلبه هو أرواحنا، لذلك كشف المسيح للمرأة أيضاً أن عبادة الله التي نتحدث
عنها هي عبادة حرة غير مُقيدة بطرق وأشكال نمطية ،
وإن قبولها أمام الله فعلياً متوقف على :
أ) أن
تكون بـ" الروح " أي بروح
الإنسان، ويقصد المسيح روح الإنسان المتجددة أو المؤمنة، وهنا لا يهم المكان أو
الموضع .
ب) أن
تكون بـ" الحق "
أي حسب الحق ، بمعنى أن لا يكون موجوداً فى حياة
الإنسان شئ باطل ( مثل العلاقات
العاطفية التي خارج نطاق الزواج ـ أو شئ مسلوب لم يُرد ، وهكذا .. .. ..) ويأتي الإنسان ليسجد
أمام الله ويظن إن ذلك مقبول أمام الله ،
رغم أن الكتاب يقول :
" أَنْ
يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ، مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا،
نَعْبُدُهُ بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. " ( لوقا75،74:1
).
5-
إعلان المسيح عن
حقيقة شخصيته :
( يوحنا 25:4-30،39-42 & تيموثاوس الأولى 2:1 )
كانت طريقة المسيح مع المرأة السامرية هو أن يتمهل عليها فى أثناء حديثه
معها ، أو يتدرج معها من نقطة إلى أخرى
كمتكلم وكاشف وشارح للحق ،
إلى أن جاء وقت الإعلان أو الإفصاح الكامل عن حقيقة شخصيته ، فهو لم يختصر فى الكلام عن الماء الحي
لما رآها متعجبة ، ولم يمتنع عن أن
يلقى الضوء القوى حول العبادة لما رآها تبدى اهتماماً بموضوع السجود ، لكن كان لابد أن ينتهي كل هذا بأمر
جوهري وهو أنها الآن تقف وتتكلم مع " المسيا " الذي كانت النفوس تنتظره ، وعلامة ذلك أنه قد أخبرها بكل شئ عن
نفسها ، وعن العبادة الحقيقية المقبولة أمام الله ، والآن جاء وقت الإيمان به باعتباره
المسيا وليس مجرد نبياً ،
وقد آمنت فعلاً به ، وأيضاً تابت عن
خطاياها أي أنها استجابت للنداء الكرازى الذي آتاها بطريقة جديدة تتناسب مع حالتها ، والدليل على أنها قد آمنت وتابت أيضاً
هو:
أ) أنها ذهبت تشهد عن المسيح " المسيا " وبشهادتها
اجتذبت المدينة كلها لكي يسمع سكانها كلام المسيح ،
وقد حدث أن مكث يومين فى داخل المدينة بينما كان خط سيره
هو المرور بأطراف المدينة من بعيد .
( وهذا علامة الإيمان ).
ب) بكونها
أعلنت عن المسيح أنه قال لها كل ما فعلت ( يوحنا 4: 39،29 ) ، فإنه لا يمكن تصور أن امرأة تفضح
نفسها بنفسها أكثر مما هو معروف عنها ،
وكأنها بذلك تزيد صورتها بشاعة إلا فى حالة واحدة ،
وهى أن تكون قد تابت عن خطاياها وتركتها تماماً ولم يعد لها وجود فى حياتها.
( وهذا علامة التوبة ).
إن الأحاديث والمقابلات الكرازية ينبغي أن تكشف عن حقيقة شخصية يسوع من جهة
كونه هو "المسيا" مركز الرجاء فى حياة كل إنسان ،
وأن يكون هذا الكشف بكل وضوح حتى يكون فى مقابل ذلك اختبار الإيمان الصحيح ( تيموثاوس الأولى 2:1 ).
·
يقول الكتاب أن
" رابح النفوس حكيم " ( أمثال 30:11 ) ، وضح جوانب من حكمة يسوع التي من
خلالها ربح نفس المرأة السامرية
1-
استخدم كل فرصة ( أو منفذ )
تبدو كأنها طبيعية ، وبنى من خلالها
نقطة اتصال مع تلك المرأة ،( ولم يبدأ معها بالوعظ)
2-
أدخل عنصر التشويق ( المبنى على الحقيقة وليس الوهم ) فى حديثه معها حين حدثها عن الماء
الحي الذي بإعطائه لها سيتكون فى داخلها ينابيع ماء حي (وبذلك تحرك قلبها وفكرها للتواصل
معه).
3-
أيقظ ضميرها ( دون أن يجرحها )
بإشارة إلى زوجها ، ثم أزواجها بطريقة
جعلتها تشعر بالخجل والدهشة .
4-
مدحها ولم يزدرى بها
حين قال مُعقباً : ".. .. هذا
قلت بالصدق " وهذا جعلها ترى أنها أمام شخص
متعاطف مع النفس البشرية ويثنى على ما هو صحيح ( رغم
رؤيته لحياتها السيئة ).
5-
قبل فتح حديثها عن
موضوع السجود ( أي لم يرفض فتح باب الكلام فى هذا
الموضوع ) ،
لكنه أعلن أمامها حقيقة هذا السجود وشروطه ،
الأمر الذي جعلها ترى أنها أمام من له العلم بالخفيات ،
وعنده الفهم العميق عن الروحيات.
·
أبرز المسيح أمام السامرية
المفهوم الصحيح والشروط الواجب توافرها
للسجود
المقبول أمام "الله". فما هو هذا المفهوم؟ ولماذا أعلنه أمام هذه المرأة
بالذات؟
أولاً: المفهوم الصحيح
للسجود هو أن يتم ذلك :
1-
بالروح : أي أرواحنا ( قبل
أي حركة جسدية إذ أن الله لا يهمه الشكليات ،
ولا حتى المكان ) وإذا كانت أرواحنا تسجد أولاً أمام
الله فقلوبنا وعقولنا وكل كياننا يكون بالتبعية ساجداً أمام الله .
بالحق : أي أن نكون قد أصبحنا فعلاً أولاد الله
بالحقيقة ، وبالتالي نسلك حسب الحق ، وهذا يعنى أن لا يكون فى حياتنا
أباطيل من أي نوع ( سواء
علاقات باطلة ـ أموال محرمة أو مسروقة ـ أكاذيب أو حتى أكذوبة ـ أمور تمت لإبليس
بصلة شخصية مثل: السحر ـ قراءة الطالع [ الفلك ] .. .. .. الخ ).
ثانياً : أعلن المسيح ذلك أمام تلك المرأة
بالذات لأن مفهوم السجود لديها كان مفهوماً تعصبياً وتنافسياً من جهة مكان
السامريين ومكان اليهود ،
فأراد المسيح أن يوضح لها أن السجود هو عملية روحية مرتبطة بالروح البشرية
المتحررة من أي تعصب ، وأيضاً لأنه كان فى
حياتها " باطل "
وهو علاقتها المتعددة بالجنس الأخر وكون ذلك ضد الحق ،
وأيضاً ضد السلوك حسب الحق .
التطبيق العملى
تحرر من أي مخاصمات أو مجادلات حول
الأمور الروحية بسبب الاختلاف الطائفي بينك وبين الآخرين حتى يُتاح لك أن تقيم
جسوراً من العلاقات الحبية التي تجعلك مُهيئاً لتقديم البشارة لهم .
·
شواهد الـدرس :
يوحنا 8:3-10 حزقيال 20،19:11 &
25:36-27
إرسال تعليق