10ـ قانون التضحية والتعويض قوانين الحياة الروحية



10ـ قانون التضحية والتعويض

 10ـ قانون- التضحية -والتعويض

10ـ قانون التضحية والتعويض

مت 19: 27ـ 30 & مر 10: 28 & لو 18: 28 & تك 4: 25 & أي 42: 10ـ 17 & أش 55: 13 ، 60: 14ـ 17 ، 61 : 7 & يؤ 2: 25 ، 26 & أم 8: 20 & لو 6: 37 ، 38 & 2كو 1: 5 ، 7 & عب 2: 10، 13
التضحية
·                    مفهوم التضحية
كثيراً ما ضحى أناساً بحياتهم بالكامل من أجل قضايا بلادهم السياسية مثل تحرير أرضهم من المستعمر ، أو تحريرها    من حاكم مستبد .. لقد قدموا حياتهم عن اقتناع تام بأن هذه القضايا تستحق وتستلزم التضحية ، وتوجد أيضاً تضحية الأب والأم أو الأخوة.
التضحية :
هي ما يقدمه الإنسان عن محبة واقتناع خدمة لاسم الرب أو حفاظاً على المبادئ السامية الإلهية أو لقضية تهم الرب.
ومهما كانت التضحية ـ سواء معنوية أو اجتماعية أو مادية أو نفسية أو جسدية ـ فما دمنا قد تواجدنا في نطاق تقديمها واستدعت الضرورة تقديمها أو طلبت منا من قبل الرب فقد صار ذلك حق إلهي علينا .. ويعتبر مُقدم التضحية إنه شخص قد ابتدأ يفهم الحسابات الروحية .. حسابات السماء.
أما الذي يعفي نفسه من التضحية فهو قصير البصر قد نسى ما صنعه الله معه من احسان لا يقدر بثمن ما ..(2 بط 1: 5، 9) ، لأن الله نفسه أبونا هو أعظم من قدم تضحية حين بذل ابنه الوحيد ذبيحة من أجلنا بمحبته ورضاه الذي لم يجرؤ أحد على أن يطلب من الله تقديم مثل هذه التضحية .. وقد فعل الرب هذا برضاه واقتناعه تماماً حيث يقول الكتاب : " أما الرب فقد سُرَّ بأن يسحقه بالحزن ..." أش 53: 10
أما الابن الذي كان هو موضوع التضحية فقد قيل عنه : " بذبيح وتقدمة لم تُسرَّ أذني فتحت محرقة وذبيحة خطية لم تطلب حينئذ قلت هأنذا جئت بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت ..." مز 40: 6ـ 8


لمن التضحية ؟ وما هي طبيعتها؟
من تك 22: 1، 2 & مر 10: 28ـ 30 & 1كو 15: 32 نرى :
أن التضحية هي للرب .. ولخطته .. ولعمله ، ولأن النفوس هي عمله " نحن عمله ..." أف 2: 10 لذلك تقدم التضحية لأجلهم باسم الرب
أما طبيعتها فهي :
1ـ أنها غير مألوفة أو معتادة (مثل تقديم ابراهيم لاسحق ابنه) ، ومثل دعوة المسيح كل من ترك ...، ... ، .... ،
 والمعروفأن الإنسان لا يترك بيتاً أو حقولاً أو أسرة أو ... إلا بسبب اغراءات مادية شديدة .. ووجود مقابل لأجله يُضحي الانسان أو بسبب مشاكل صعبة يرى معها الإنسان أن يُضحي بهذه الأمور من أجل راحته.
2ـ إنها من أساسيات الحياة أو أغلى الأمنيات
فليست هناك تضحية بأشياء تافهة أو رخيصة أو ثانوية فإنها تسير على نمط الذبائح .. لابد أن تكون جيدة .. سليمة .. بلا عيب
3ـ إنها تتواصل .. أي ينتقل الإنسان فيها من تضحية .. لأخرى .. ومن أخرى إلى حروب ومواجهات
كلمة " ... مع اضطهادات" مر 10: 30 أي ترك ثم مواجهة اضطهادات
وبولس أعلن أنه حارب وحوشاً قي أفسس .. لقد كان قد سبق له أن ضحى بكل شئ .. ثم صار لزاماً عليه أن يواجه حروباً عنيفة ويخوض معارك حامية مع قوات الشر 1كو 15: 32

·                    ضرورات تستلزمها التضحية
عندما نضحي .. هل هناك ضرورة لذلك .. نعم ، فإن التضحيات المطلوبة منها لها هدف أو معنى .. من ضمنها :
1ـ امتحان الإيمان لأجل التزكية
2ـ مشاركة الرب في مشاعره
3ـ اتساع الأفق بالنظر إلى غير المنظور
4ـ التقارب مع البشر في معاناتهم ومراحل حياتهم


·                    أنواع التضحيات تجاه الأخرين
توجد تضحيات متنوعة يدعونا الرب إليها .. ونحن في طريق تبعيتنا له مثل :
1ـ تقديم الصلوات الحارة من أجل الأخرين .. وهنا نحن نقدم الوقت
2 ـ تقديم المحبة والاهتمام بالآخرين .. وهذا يتطلب وقت وجهد
3ـ تقديم الامكانيات لمؤازرة الأخرين .. وهذا يتطلب الاستعداد لحدوث نقص في الامكانيات لدينا (وإن كنا بالطبع لن نضار) ولأن تعويضات الرب تفوق ما نقدمه " أعطوا تعطوا .."
4ـ تقديم الطاقة النفسية لاحتمال البشر

التعويض
·                    مفهوم التعويض
إن مفهوم التعويض مُتسع في مداه .. فهو يشمل ثلاثة اتجاهات بارزة في الحياة .. لكن من منطلق معين أو لحالات معينة أو بشروط معينة
فالتعويض :
أ ـ هو البركات والامتيازات التي يمنحها الله للذين قدموا التضحيات لأجل الرب .. ولأجل اسمه.. ولأجل عمله.. طالما كانت خالصة للرب وليس لأي غرض أخر
ب ـ وهو البركات والامتيازات التي يمنحها الله للذين يُعانوا من الحرمان من أمور أو أشياء ضرورية أو من خسائر ومن أعباء مسئوليات لكن دون تذمر أو شكوى أو خطيءة .. وفي نفس الوقت يحافظون على حياتهم الروحية وخدمتهم للرب.
ج ـ وهو استرداد ما قد فقده الانسان بسبب الضعف أو التأخر الروحي .. بشرط أن يكون قد استيقظ وتاب وأصلح طرقه . يؤ 2: 12 ـ 14 ( العودة القلبية )
يؤ 2: 15ـ 17 (تكريس خاص للرب اعلاناً عن نوع الحياة التي سيحياها الإنسان)

·                    الله إله التعويض
إن الله كما يطلب التضحية .. ويتألم لآلامنا .. ويحزن لما خسرناه فإنه يحب التعويض، لأن التعويض هو إعلاناً إلهياً كاملاً عن عدل الله وهي صفة من صفات الله بل وصفة عزيزة عليه
ـ " في طريق العدل أتمشى في وسط سُبل الحق فأورث محبى رزقاً وأملأ خزائنهم أم 8: 20
ـ " عوضاً عن خزيكم ضعفان وعوضاً عن الخجل يبتهجون بنصيبهم لذلك يرثون في أرضهم ضعفين بهجة أبدية تكون لهم لأني أنا الرب محب العدل ... وكل الذين يرونهم يعرفونهم بأنهم نسل باركه الرب " أش 61: 7ـ 9
وهنا نرى أن التعويض والابتهاج بسبب أن الرب محب للعدل

·                    التعويض عن أعظم تضحية
إن الله الذي ضحى بإبنه الوحيد وقدمه ذبيحة لأجلنا أجمعين، والابن الذي قدم نفسه .. قد نال وينال تعويضاً .. رغم أن تضحيته هذه سامية جداً جداً .. وهذا التعويض هو أن الذين ضحى الله بإبنه لأجلهم وكذلك الابن عندما ضحى بنفسه لأجلهم قد استقبل ملايين الملايين من الأبناء الذين فداهم الابن الوحيد
" ... وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ... ها أنا والأولاد الذين أعطاينهم الله " عب 2: 10 ، 13
هؤلاء الأبناء الكثيرين هم التعويض عن التضحية .. وهذا لكي نتيقن تماماً أن مبدأ التعويض هو عدل يطبقه الله حتى مع ذاته.

·                    طبيعة التعويض الإلهي
إن التعويض الإلهي يتميز بخصائص عظيمة مثل :
1ـ إنه تعويض واضح
أيوب 1: 1ـ 3 ، 42: 1، 12
بمقارنة ما كان لأيوب في الأصحاح الأول ثم التجربة التي مر بها نجد أن هناك عملية تعويض واضحة .. محسوبة ، وليست صدفة طارئة ولاسيما في الأملاك
فقد كان لديه:
7000 من الغنم وعندما رد الرب سبيه صاروا 14000
3000 من الجمال وعندما رد الرب سبيه صاروا 6000
500 فدان بقر (أي 500 زوجين من البقر) فصاروا 1000
500 أتان فصاروا 1000


2ـ تعويض متنوع الاتجاهات
أيوب 42: 10 ، 15 ـ 17 & 1بط 5: 10
ليس في الأملاك فقط قد عَوض الله لأيوب ، لكن في نواحي أخرى أيضاً مثل :
ـ بنات أيوب كانوا أجمل بنات الأرض
ـ نالت البنات نصيباً في الميراث مثل اخوتهن
ـ عاش أيوب 140 سنة بعد انتهاء التجربة
ـ رأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال
ـ مات شيخاً وشبعان أيام
وهذا ما أكده الوحي في العهد الجديد:
" إله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيراً هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم " 1بط 5: 10
وهنا نرى أن التعويض عن الآلام التي تحملها البعض قد نالوا عنها تعويضاً في اتجاهات روحية عظيمة ومتنوعة.
3 ـ التعويض هو أغلى مما فُقد أو مما ضُحي به
أش 60: 14ـ 17
بحسب غنى نعمة الله .. وبحسب قدرة مجده .. وبحسب عظمته الغير محدودة فإنه :
إن فقدنا نحاساً يعوضنا عنه بذهب (والذهب أغلى)
إن فقدنا حديداً يعوضنا عنه بفضة (والفضة أغلى)
إن فقدنا خشب يعوضنا عنه بنحاس (والنحاس أغلى)
إن فقدنا حجارة يعوضنا عنها بحديد (والحديد أغلى)
فواضح أن التعويض هو بمستوى غالي وثمين .. وليس بنفس قيمة ما فقدناه أو ضحينا به.
4ـ التعويض مفعوله ينتقل
متى 19: 29 & مر 10: 30
هنا نرى أن التعويض في بعض نواحيه تبلغ قيمته مائة ضعف وعندما يحصل الإنسان على هذه النسبة العالية .. ماذا سيفعل بها؟ إنه سيقوم بتوزيعها لأنها أكبر من حاجته بكثير ومعنى أنه يقوم بتوزيعها .. أو تنعكس على الكنيسة إنه صار بركة لغيره .. فتعويض الله له جعل البركة كبيرة وبالتأكيد ستعم على أخرين .. وهذا بالضبط ما وعد الله به إبراهيم " ... أباركك وأعظم اسمك وتكون بركة ... وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " تك 12: 2، 3
وهكذا بتضحية من إنسان ، أو بتضحيات من الأمناء تعم بركة الرب على كثيرين .. وهذا يدل على أن التعويض مفعوله ينتقل .. ولو أن واحد استجاب للتضحيات التي يدعى لأن يقدمها .. لأنتشرت بركات الرب العديدة إلى كل الكنيسة وكل المحيطين بها أيضاً .. فالتعويض هو بركة (أش 61: 9).


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة