استشهاد وإنقاذ وتأسيس كنيسة (أعمال الرسل 11 ،12) منهج أعمال الرسل
أعمال الرسل 11 ،12استشهاد وإنقاذ وتأسيس كنيسة
صـ11ـ:
1- بطرس يشرح لكنيسة أورشليم اختبار كرنيليوس
1:11-19
2- تأسيس كنيسة إنطاكية 20:11-30
صـ12ـ:
3- استشهاد يعقوب وإنقاذ بطرس
1:12-17
4- موت هيرودس بتأديب الرب 18:12-35
تـوضيحـات
-
"أهل الختان": هم اليهود حيث كان
الختان فريضة أساسية لديهم ومميزة لهم.
-
"رجال
ذوي غلفة": أي من الأمم (غير اليهود) وكان اليهود يعتبرونها نجاسة أن يأكلوا
مع الأمميين غير المختونيين.
-
"إنطاكية":
مقاطعة رومانية كانت تتبع إقليم سوريا (سيأتي الحديث عنها بالتفصيل وعن كنيسة
إنطاكية فى الجزء القادم)
-
"كلوديوس
قيصر": الإمبراطور الروماني الرابع حكم سنة 41-54م وحدثت فى هذه الفترة
المجاعة التي تنبأ عنها أغابوس.
-
"هيرودس
الملك": [أع1:12] هو هيرودس أغريباس الأول (حفيد هيرودس الكبير الذي قتل
أطفال بين لحم فى زمن ولادة المسيح)
-
نرى
فى بداية [أع11] أن الرسل والاخوة كانوا مُنزعجين من تصرف بطرس لزيارته لكرنيليوس
ومكوثه لدية، لقد تصرف بطرس وفق النور الذي أُعطِي له. لكن كان يجب أن يُقدم
للكنيسة توضيحاً لما قام به، وهذا ما حدث إذ شرح كل ما حدث بالتفصيل، وهذا دليل
على أنه ليس هناك من لديه سلطة مطلقة لأن يعمل دون مناقشة الكنيسة له مهما تعددت
مواهبه كبطرس، ونتعلم من هذا الموقف درسين على الأقل:
1.
التأني
على الآخرين وعدم الحكم عليهم من ظاهر المواقف
2.
أن
يُصارح الإنسان من هم معه بحقيقة وأسباب موقفه.
والآن.. ما الذي أستند عليه بطرس فى
زيارته لكرنيليوس؟
1-
الرؤيا
الواضحة أثناء الصلاة والصوت المتكرر ثلاث مرات
2-
الرجال
الذين كلموا بطرس على ظهور ملاك لكرنيليوس بعد الرؤية والصوت
3-
طلب
الروح القدس منه الذهاب معه هؤلاء الرجال.
ماذا كان قرار الكنيسة بعد التوضيح الذي
قدمه بطرس؟
الاقتناع
بأن ما قام به بطرس كان خطوة من قبل الله.
هل ترى أن من حق الكنيسة أن تُناقش أي
عضو بها فى أي عمل جديد يقوم به؟ ولماذا؟ وهل تقبل أنت شخصياً هذا؟
نعم..
.. وذلك لضمان سلامة تحركات العضو، وحتى لا يكون متصوراً أنه أعظم من أن يُسأل،
وحتى تصلى الكنيسة من أجله وتعضده إن كانت خطواته سليمة أو تُنبهه إذا كان
مخدوعاً.
ما العوامل التي رتبها الله لتأسيس
كنيسة إنطاكية؟
1-
التشتيت
الذي حدث لكنيسة أورشليم
2-
خدمة
برنابا التي ساعدت على تثبيت النفوس هناك
3-
قيام
برنابا بإدخال شاول للكنيسة
ربط الله بين كنيسة أورشليم وكنيسة
إنطاكية. بأي كيفية تم ذلك؟
1-
ظهور
نهضة فى إنطاكية وإرسال خدام لها من أورشليم
2-
نبوة
أغابوس عن المجاعة
{كان برنابا مسيحي عظيم ذو روح كبيرة}
تتبع سمات المسيحية فى حياة هذا الرجل [أع 4، 9، 11]
1-
فى
[أع37:4] كان له حقل وباعه وقد ثمنه للرب عند أقدام الرسل.
2-
فى
[أع27:9] ضمن شاول أمام كنيسة أورشليم، وكان فى ذلك مجازفة لأن شاول كان فى
البداية
3-
فى
[أع25:11، 26] أحضر شاول إلى إنطاكية دون أن يخشي على مكانته فى إنطاكية.
أُذكر العمل الذي قامت به كنيسة أورشليم
من اجل بطرس؟ وهل لا تقوم الكنيسة بهذا العمل إلا فى أوقات معينة؟ [أف18:6&
2كو8:1-11]
الصلاة
بلجاجة حيث لم يكن فى إمكانها أن تفعل شيئاً آخر مع الصلاة ـ الكنيسة مدعوة إلى
المواظبة على الصلاة لأجل عمل الرب بها ولأجل جميع العاملين بها.
وضح كيف أن ما حدث مع بطرس ليس إلا:
أ-
تتميم
لوعد الله [مز7:34]
"..
ويُنجيهم" ولقد صنع الملاك نجاة عظيمة ومدهشة لبطرس لأنه كان واحداً من خائفي
الرب.
ب-
تكرار
لتدخل الله [دا21:6، 22]:
أنقذ
الله دانيال بإرسال ملاك، وقد كرر الرب هذه المعجزة لأن قدرة الله حاضرة فى كل
جيل.
ج-
تأكيد
لتدبير الله [عب13:1، 14]:
لقد
عين الله الملائكة ليكونوا خُداماً لأجل المختارين .. وهنا هذا التدبير تظهر
فاعليته.
{قُتلَ يعقوب بسيف هيرودس بينما أَنقذ
الله بطرس} هل ترى أن العناية الإلهية كانت للأول أقل من الثاني؟ أستعن بـ
[مت24:10، 25 & رؤ6:11، 7 & رؤ10:2] أكتب ما تعتقده:
العناية
الإلهية واحدة.. لكن كل واحد يشرب الكأس بطريقته وفى توقيت وفى ظروف تختلف عن
الآخر.. والمسيح علمنا أننا لسنا أفضل منه وغير معفيين، وغالباً ما يموت الشهيد بعد
ان يكون قد تمم شهادته لينال إكليل الحياة.
{بدا كأن الله صامتاً عند قتل هيرودس
ليعقوب، ثم جاء القضاء الإلهي رهيبا}:
·
ماذا
تعتقد عن تأنى الله على الأشرار؟ [رو4:2-6 & مت32:23-35]
ليقتادهم
إلى التوبة، وإذا رفضوها يُدانوا بكل خطايا العصور الماضية أيضاً التي لم يأخذوا
عبرة منها.
ماذا تعتقد عن سماح الله بالتجربة؟
[1بط12:4]
لا
تُقابل بالاستغراب أو الاندهاش بل نعتبرها فرصة أننا نشترك فى آلام المسيح.
وضح من موقف الصوريين والصيداويين مع
هيرودس كيف أن قبول التملق (المديح الكاذب من الآخرين) يُفسد النفس ويجلب الغضب
الإلهي؟
يجعل
النفس تستريح على فسادها، وتتجاهل الله بل وتُحاول أن تسلب الله مجده فتتأهل
للدينونة.
هل لنا أن نتحذر من شئ أو اكثر سقط
فيهما هيرودس؟
1-
الإساءة
إلى الكنيسة أو أحد أعضاءها أمر لا ينساه الرب (إلا فى حالة توبة المُسئ) ..
[أع1:12، 2]
2-
عدم
إعطاء المجد لله وحده يُعجل بالدينونة .. [أع21:12-23]
التطبيقات
العملية
بناء
عن صـ11ـ:
1. يجب "الاستماع" إلى
الآخرين حين يكون لهم رأى أو موقف غير موافق لأفكارنا، وأن نُعطيهم فرصة لأن
يعبروا عن أنفسهم ويوضحوا تصرفاتهم ومن أين نبعت .. أم الخصام فهو لا يليق بعبد
الرب كما يقول بولس فى [2تي24:2]
- إن الخصام سلاح فى يد العدو ويؤدى إلى
تحول الحروب إلى عكس ما يريد الرب فبدلاً من أن نُحارب العدو ونغلبه نتحول إلى
الخصام ثم إلى محاربة بعضنا البعض (راجع [يع2:4] "تخاصمون وتحاربون ولستم
تمتلكون")
بناء
عن صـ11ـ:
2.
يجب الانتباه إلى الفرق بين التشجيع والتملق،
وكذلك الفرق بين المدح المعقول وسلب مجد الله. سواء كنا نسمع ذلك أو نُقدم نحن
للآخرين ..
-
فهناك
كلمات تشجيع نُقدمها للآخرين وهذا واجب أو نسمعها من الآخرين وهذه تدفعنا
للأمام.
-
أم
المدح فيجب ان يُقدم لله .. حتى إذا قدمه لنا الآخرون يجب أن نُقدمه مع الشكر
للرب.
-
أما
التملق أو سلب مجد الله بكلمات ـ بالطبع غير مطابقة للحق والحقيقة ـ يجب رفضها
تماماً من الذين يقدمونها لنا، أما من جانبنا فلا نُقدمها أبداً حتى لا نتعرض
للدينونة والرب يسوع مثال لنا [يو41:5]
![]() |
فـجـر جــديــد للعــالم
نحو كل جديد.. يجرى كثير من البشر آملين الخروج
من الجمود والتكرار أو اليأس والإحباط. اعتقاداً منهم أنه ربما تجد النفس شبعاً
وارتواءً يكونا سبباً فى الاقتناع بقيمة وجدوى الحياة.
ومع أن عدداً من الأشياء الجديدة قد تُجلب
للإنسان مزيداً من المتاعب، إلا أن روح الاشتياق
لا تفارق النفس، كما أن توقع وانتظار مفاجآت جديدة تُغير من شكل الحياة هو
أُمنية الكثيرين.
والله فى رحمته، وتدابيره الصالحة جهز
للإنسان مفاجأة العمر، وهذه المفاجأة هي أن يجد الإنسان نفسهُ كياناً جديداً بفضل
قوة تغيير إلهية نرى من خلالها أن الجديد الحقيقي والمستجد على حياتنا هو حضور
الله الذي كنا نجهلهُ.. وأن الجديد كل يوم هوة حياتنا المُتغيرة والمُتطهرة
والمُتقبلة تعاملات الله مع نفوسنا، وتجاوب نفوسنا معه.
هذا هو الجديد.. .. بل أعظم جديد على ارض
الواقع.. ..
بل هذا هو الاحتياج الأصلي الذي غرسهُ الرب
يوم صَنَع الإنسان على صورتهِ الأدبية والروحية، ولكن الإنسان شوه هذه الصورة
بالتمرد والانسحاب من الطاعة، فحُرِمَ الإنسان من مُتعة الاتصال بخالقهِ وعاش فى
ظلمة ووحشة تفصلهُ عن الله مسافات بدت بلا نهاية.
وتصور ليلة طالت فيها مدة الظلام إلى عشرين
ساعة فقط.. فكم تكون ليلة رهيبة مليئة بالقلق والضيق والتخبط لدى الجميع!
هكذا
كان العالم غارقاً فى ظلام كثيف من الجهل بمعرفة الله مُندمجاً فى الوثنية
والعبادات الباطلة المتنوعة، بكل ما احتوته من سحر وشعوذة ونجاسة وفسق.
بينما غرق آخرين فى الفلسفة (وهي محبة
الحكمة) المُضللة فكونوا لأنفسهم عالم المباريات الكلامية، وهذه لم يكن فيها أي
أثر لحياة ولا لرجاء بعد الموت.
وعلى جانب آخر وُجِدَ من يتعبدون لله
ويخافونه، ويحاولون إرضاءه بحسب إمكانياتهم وطرقهم الذاتية، وهي قطعاً قاصرة لا
تؤدى إلى شئ.. ومع أنهم لم يكونوا فى الظلمة الكثيفة إلا أنهم أيضاً لم يكونوا فى
النور الحقيقي. أما اليهود فكانوا قد
وصلوا إلى الدرجة التي فيها لا يُجدي أبداً استمرارهم فى حفظ شريعة موسى، بعد ان
رفضوا روح الشريعة، وتمسكوا بجوانبها الطقسية فقط، وكان لابد من منطلق جديد
لاستكمال معاملات الله مع الجميع.. .. وبدون استثناء قاد الله رُسُلهُ ورجال
الكنيسة لكي يشهدوا للعالم أجمع بفداء المسيح وقيامته، فكانت هذه البشارة هي الفجر
الجديد المشرق الذي طالما بحث عنه الجميع وهم لا يدرون فآتاهم حيث هم بعد أن فتحت
السماء أبوابها لكل إنسان على الأرض.
إنفتاح الباب على مصراعيه
للأمم
كان تدبير الله أنه فى المسيح يُعطَى كل
إنسان هبة الحياة الأبدية بمجرد توبة وإيمان الإنسان بالمسيح المخلص، ونظم الروح
القدس العمل فجعل رجالاً فيها لخدمة شعب الله القديم (اليهود) وخصص لهم
"بطرس" وعدد من رجال كنيسة أورشليم، ولكن هؤلاء الذين تخصصوا فى مخاطبة
اليهود أساساً كان الله يستخدمهم فى أوقات معينة مع الأمم. أما "بولس"
الرسول ورفاق له فقد تخصصوا فى خدمة الأمم أساساً، ولكن لم يكن هناك مانع من
استخدامهم بإرادة الله بين اليهود أيضاً، وهكذا سارت الكنيسة إلى أن رفض اليهود
مسيح الرب رفضاً تاماً فتحولت الرسالة فى معظمها إلى الأمم.
وكما أقام الله كنيسة مركزية فى أورشليم لخدم
اليهود والأمم القريبة، أقام أيضاً فى مدينة إنطاكية كنيسة مركزية أخرى لخدمة
الأمم واليهود المشتتين.
كنيسـة إنطـاكيـة
نشأت هذه الكنيسة فى أعقاب الاضطهاد الذي وقع
على كنيسة أورشليم بسبب شهادة استفانوس الباهرة، فتشتت رجال كثيرون وذهبوا إلى
إنطاكية وأقاموا بها كنيسة، فوُلِدت قوية منذ ساعة نشأتها. وكانت مدينة إنطاكية هي
عاصمة إقليم سوريا الروماني ومركزاً مهما للتجارة والتبادل الثقافي بين الشرق
والغرب، وتُعتبر ثالث أهم مدينة فى الإمبراطورية الرومانية بعد روما والاسكندرية،
ورغم اهتمام أهلها بالفن والأدب إلا أنها اشتهرت أيضاً بسمعتها السيئة بسبب ما كان
فيها من رذائل وفجور، كما كان بها عبادة وثنية لإله الحظ. وعاش فيها جماعة كبيرة
من اليهود ومن بينهم ظهر المسيحيون الأوائل في المدينة، وقد صارت كنيسة هذه
المدينة نقطة الانطلاق لثلاث رحلات تبشيرية عظيمة قام بها بولس الرسول، وكانت
إنطاكية هي تقريباً مقراً لإقامة بولس الرسول، وقد وصلت المسيحية إلى الغرب من
خلال هذه الكنيسة، وأول مرة ابتدأت تسمية النفوس التابعة للمسيح بـ"المسيحيين"
كان ذلك على تلاميذ إنطاكية، وواضح أن هذه التسمية لم تنشأ من فراغ إذ أدرك العالم
المحيط بهؤلاء التلاميذ أنهم جماعة وليسوا مجمع يهودي، كما أن مركز حياتهم
وعبادتهم هو شخص المسيح "فدُعي التلاميذ مسيحيين فى إنطاكية أولاً"
(أع26:11).



إرسال تعليق