الضمير الصالح
الضمير الصالح
أولاً: الله حين صمم
وصاياه.
ثانياً: الضمير وعمله
ثالثاً: وضوح عمل
الضمير فى البشر
رابعاً: لماذا يعتبر
وجود ضمير صالح أمر ضوروى؟
خامساً: ما الذى يؤثر
على تشكيل الضمير؟
سادساً: كيف يتشكل
فينا ضمير صالح؟
سابعاً: الضغط على
الضمير
ثامناً: الضمير والسلوك
تاسعاً: راحة الضمير
عاشراً: نتائج وأعمال
الضمير الصالح
الشواهد الكتابية
(1تي19،18،5:1 & 1تي21:5 & عب18:13 &
1يو18:3-22 & 1صم4:24-7 & 1صم9،8:26)
(أف24:6 ) "المحبة .. .. .. فى عدم فساد"
(تث1:22-4 & عب2:13) أستضافة إبراهيم لثلاثة رجال
بدون غرض.
أولاً: الله حين صمم وصاياه:
إن الله هو
المفكر العظيم الذى يُصمم ويصنع كل شئ بدقة من أجل هدف أو أهداف مُعينة.
وعندما صمم وصاياه للإنسان، لم يقصد أن يُصممها لأجل
تخويف الإنسان، بل لكى تعمل فيه عملاً إذ تتحد بكيانه فتُغّيره وتُحوله إلى إنسان
يحيا حياة غالية غالبة.
من (1تى5:1)
"وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء".
نرى أن الله قد صمم وصاياه بحيث يوصل الإنسان إلى حالة من طهارة القلب وصلاح
الضمير والإيمان الحقيقى ليفيض من كيان الإنسان المحبة من نبع وجود هذه الثلاث
صفات.
أن نُحب الله
والإنسان فهذا يعنى أن نُحب من كيان له هذه المواصفات. وإلا فإن تلك المحبة تكون
وهماً يبدو فى صورة عاطفية جوفاء. إن المحبة هدف.
لكن كل هدف لابد أن ينطلق من قاعدة سليمة أو أرضية
سليمة، وهذه القاعدة أو الأرضية هي:
الطهارة للقلب
الصلاح للضمير
الحقيقة للإيمان
فإذا أفترضنا أن موضوع القداسة يُعالج طهارة القلب، فإنه
من الضرورى أن نبحث فى موضوع الضمير.
ثانياً: الضمير وعمله
س ـ ما هو الضمير، وما هو عمله؟
الضمير فى
لغتنا العربية من الفعل "أضمر" أي أخفى أو خبأ نواياه فى داخله، ولذلك
فهو متعلق بالإنسان الباطن، والإنسان الباطن هو منبع. توجد فى الإنسان خمس حواس
طبيعية وهي: النظر، السمع، الشم، التذوق، اللمس.
ولكن توجد حاسة أخرى روحية وأدبية هي "الضمير" الذى
يعتبر من المميزات التى ميز الله بها الإنسان، فقد أعطاه: الروح والعقل والإرادة
والضمير.
الضمير هو:
حاسة التقدير أو التمييز الداخلى الأدبى والروحى فيما
يخص الخير والشر وما يليق وما لا يليق.
وهذه الحاسة طرف مهم فى قضية تعامل الله مع الإنسان لأن
الضمير يُشبه المؤشر أو البوصلة أو الناقوس أو الجرس الداخلى الذى يظل يدق حتى آخر
نسمة من العمر. فهو أحد الأشياء التى أبقاها الله فى الإنسان رغم السقوط، وأحياناً
يكون الإنسان قريباً من الله لأن ضميره يُؤنبه، فيرجع إلى الله ويبقى إلى جواره.
ومن ترتيب
الله أن جعل هذه الحاسة منتشرة فى روحه ونفسه ومؤثرة على ذهنه وقلبه بطريقة لا
يقدر اي انسان أن يمسكها لأنه لو عرف مكانها لحاول أن يُعطله.
إن الضمير هو
الموضع الذى تصل إليه تنبيهات وتبكيتات الروح القدس، وعندما تصل يهتز كيان الانسان
كله، وذلك لكى تخرج النفس من مخادعاتها وأباطيلها المُستقرة فى داخلها.
ولكن الحقيقة
التى يجب أن نعلمها هي: (ليس الضمير هو
صوت الروح القدس) [ليس هو المقرر]. وإن كان يمكن أن
الروح القدس يرشد الضمير أو يُبكته أو يوقظه. لكن ليس بالضرورة إن كل ما يشعر
الإنسان به فى ضميره من الروح القدس.
كما أن
الضمير ليس هو الحكم الإلهي النهائى، ولكن مثل محكمة أو درجة أو المحكمة الإبتدائية. فحُكمهُ محدود، ولكنه يجب أن يأخذ دوره تماماً. وهو يحكم بما عنده من
أسانيد أو قوانين أو علامات.
المثال: موقف "تيموثاوس" من شُرب الخمر (1تى13:5)
"لا تكن فى ما بعد شراب ماء بل أستعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك
الكثيرة". ولكن الأمر المؤكد أن الإنسان لو فقد أي حاسة من حواسه الخمسة فلن
يؤثر ذلك على مصيره أو موقف الله منه. ولكن إن فقد الإنسان هذه الحاسة بالذات
(الضمير) وأخمد صوته فى داخله فإن موقفه سيُصبح فى منتهى الخطورة أمام الله.
لأن العدو يعلم أن الضمير بيلتزم بإعلان إشارته أو دق
أجراسه بناء على الإستنارة. لذلك يسعى الشيطان دائماً لكى يَعمى ذهن الإنسان فى
يُشرق أمام عينيه نور الحق
وبالتالي يبقى ضميره فى ظلام. إنه ضد تجديد ذهن المؤمن أيضاً، لأن تجديد ذهنه
سيُساعد على إشراق الحق فى حياته، وبالتالى يتأثر ضميره بذلك فيتقدم فيكون ذلك
ضرراً على مملكة الظلمة.
ثالثاً: وضوح عمل الضمير
- داود عندما ضربه قلبه (1صم5:24) "وكان بعد ذلك أن
قلب داود ضربه .. .. .."
- بيلاطس حين غسل يديه بعد تسليم المسيح (مت24:27)
"فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئاً بل بالحرى يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه
قدام الجمع قائلاً أنى برئ من دم هذا البار. أبصروا انتم"
- الفريسيين حين خرجوا من أمام يسوع (يو9:8) "وأما هم
فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تُبكتهم خرجوا واحداً فواحداً مُبتدئين من الشيوخ إلى
الآخرين وبقى يسوع وحده والمرأة واقفة فى الوسط"
- فيلكس الوالى عندما أرتعب وصرف بولس الرسول حين تكلم عن
البر والتعفف والدينونة (أع25:24) "وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف
والدينونة العتيدة أن تكون أرتعب فيلكس وأجاب أما الآن فأذهب ومتى حصلت على وقت استدعيك"
رابعاً: لماذا يعتبر وجود ضمير صالح أمر ضرورى للمسيحى؟
1- المحافظة على قيمة الحق أو المبادئ كاملة بلا نُقصان.
- "لأننا لا نستطيع شيئاً ضد الحق بل لأجل الحق" (2كو8:13).
- "لا تنقل التُخم القديم الذى وضعه آباؤك" (أم28:22).
2- المحافظة على وحدانية الروح لأعضاء جسد المسيح.
- ".. .. والنمّام يفرّق الأصدقاء" (أم28:16).
3- فى تنفيذ الالتزمات أو المسئوليات بالدقة اللائقة بأمانة، وحمايتنا من
مناخ الأعذار.
- "أيضاً المتراخى فى عمله هو أخو المسرف" (أم9:18).
4- فى تنمية الإنسان على درجة من الإحساس بالآخرين.
- "من يسد أُذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضاً يصرخ
ولا يُستجاب" (أم13:21)
- لا تتغاطى: "لا تنظر ثور أخيك أو شاته شارداً وتتغاطى عنه بل ترده
إلى أخيك لا محالة، وإن لم يكن أخوك قريباً منك أو لم تعرفه فضُمه إلى داخل بيتك
ويكون عندك حتى يطلبه أخوك حينئذ ترده إليه. وهكذا تفعل بحماره وهكذا تفعل بثيابه،
وهكذا تفعل بكل مفقود لأخيك يُفقد منه وتجده. لا يحل لك أن تتغاطى. لا تنظر حمار
أخيك أو ثوره واقعاً فى الطريق وتتغافل عنه بل تُقيمه معه لا محالة" (تث1:22-4)
- مثال : السامرى الصالح
- إن كان يُعثر أخى: "لذلك إن كان طعام يعثر أخى فلن آكل لحماً إلى
الأبد لئلا أعثر أخى" (1كو13:8).
- المراقبين الضمير: الآب والأبن والروح القدس والملائكة: "أناشدك
أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرض ولا تعمل
شيئاً بمحاباة" (1تى21:5).
- ضميرى شاهد لى بالروح القدس: "أقول الصدق فى المسيح لا أكذب وضميرى
شاهد لى بالروح القدس (رو1:9).
- مع بلعام الطريق ورطة: "فقال له ملاك الرب لماذا ضربت أتانك الآن
ثلاث دفعات. هأنذا قد خرجت للمقاومة لأن الطريق ورطة أمامى" (عد32:22).
خامساً: ما الذى يؤثر على تشكيل الضمير
- صوت الحق الذى يقتنع به الإنسان: "أقنعتنى يارب فاقتنعت
وألححت عليَّ فغلبت .. .." (آر7:20).
- المبادئ السارية والمعرفة
المتوفرة بحسب الزمان: "لا تكن فى ما بعد شراب ماء بل أستعمل خمراً
قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تى23:5).
·
من موقف تيموثاوس إزاء الخمر نرى أن الضمير يتشكل من تأثير البيئة أو
المجتمع الذى يحيط بالإنسان سواء كان إيجابياً أو سلبياً. فالنشأة والنطاق المحيط
به يطبع على الإنسان مفاهيم أو قواعد سارية وعندما يتغير النطاق أو النشأة يبدأ
الضمير يؤنب صاحبه على المبادئ الحسنة التى تخلى عنها، وهكذا. فالضمير ليس التنبوء
بما فى المستقبل ولكنه المرآة أو البوصلة التى تُميز إتجاه الشمال فقط دون أن تقول
أن هناك خطراً فى إتجاه الشمال.
- الضمير مرتبط بالنشأة والمعرفة: أبيمالك "ألم يقل لى
أنها أختى وهي أيضاً نفسها قالت هو أخى. بسلامة قلبى ونقاوة يديّ فعلت هذا. فقال
له الله فى الحلم أنا أيضاً علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا. وأنا أيضاً أمسكتك عن
أن تُخطئ إليَّ. لذلك لم أدعك تمسّها" (تك6،5:20).
- ثورة الضمير وموقفنا منها: ولما كانت ضمائرهم تكتهم خرجوا
لكن دون أن يُصححوا موقفهم، فبلا شك عاد ضميرهم وخمد مرة أخرى. "وأما هم فلما
سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحداً فواحداً مبتدئين من الشيوخ إلى
الآخرين" (يو9:8).
·
إيليا فى إماتته خمسون وخمسون دفعات أرسلهم له أخزيا ملك السامرة.
·
إليشع لعن أثنين وأربعين طفلاً: "فالتفت إلى ورائه ونظر إليهم ولعنهم
باسم الرب. فخرجت ديَّتان من الوعر وافترستا منهم أثنين وأربعين ولداً"
(2مل24:2).
·
يسوع رفض ذلك تماماً من تلاميذه: "فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان
من أي روح انتما" (لو55:9).
فالضمائر هنا كانت مُقيدة بحدود المتعارف عليه أو
المبادئ السماوية، إذن ما يرتوى منه الإنسان بالسمع والتفكير يؤثر فيه إيجابياً أو
سلبياً، ويفرض نفسه على الحياة، ولذلك جاءت الوصية: "اشتهوا اللبن العقلى
العديم الغش لكى تنمو به" (1بط2:2).
سادساً: كيف يتشكل فينا ضمير صالح؟
وكيف يكون لنا الضمير الصالح؟
لأن البيئة والنشأة لهما تاثير على تشكيل الضمير لذلك
فعلى المؤمن الحقيقى أن يُزرع فى بيئة جديدة أو المجتمع الروحى الحقيقى والمصادر
الروحية التى ترويه ويتكون فى أسرة روحية بخلاف أسرته الجسدية التى قد يجد أو لا
يجد فى وسطها المناخ السليم ليتربى من جديد حتى يتشكل فيه الضمير الصالح. ولكن قد
لا يجد افنسان هذه البيئة ولا يعرف هذه الأسرة، ولكن إجابة داود عن طلبه لبيئة أو
مناخ جديد: "شهاداتك هي لذاتى أهل مشورتى" (مز24:119) إذن أهل داود
الجدد هم شهادات الرب أي ما يشهد به عن نفسه.
وعندما أعلن ملكى صادق لإبراهيم عن أن الرب هو الله
العلى دخل هذا الإعلان إلى ضميره وفى أول موقف صادفه بعد ذلك تعامل بنفس هذا
الإعلان مع ملك سدوم (تك14)، وتصرف باستقامة ونزاهة وحفظ لكرامة الله.
"أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة
المختارين أن تحفظ هذا بدون غرض ولا تعمل شيئاً بمحاباة" (1تى21:5).
هو من صاحبة يسلك بمبادئ كلمة الله وقواعد الحياة
المطابقة للكلمة بدون غرض إلا أن هذه المبادئ هى حق. وقد فسرها بولس قائلاً لا
تفعل شيئاً بمحاباة والمحاباة هي الغرض.
1- يفهم شهادات الله عن نفسه ويؤمن بأن السلوك بها إلزام وأنها الأفضل.
شهادات: من كلمة الله
"أنه ما دامت نسمتى فيَّ ونفخة الله فى أنفى. لن
تتكلم شفتاى أثماً ولا يلفظ لسانى بغش" (أي4،3:27).
بالصراحة: فى القول مثل
تميوثاوس: "إلى تيموثاوس الابن الصريح فى الإيمان نعمة ورحمة وسلام من الله
أبينا والمسيح يسوع ربنا" (1تى2:1).
الوضوح: فى التصرفات
(لا لف ولا دوران) طبيعته مثل طبيعة الله "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي
من فوق نازلة من عند أبى الأنوار الذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران"
(يع17:1). "لأننا لا نستطيع شيئاً ضد الحق بل لجل الحق" (2كو8:13).
2- لا يُخبئ نية من نوايا حياة الظلمة.
موقف داود من العماليقى الذى أمات شاول بل بالعكس رثا
داود شاول بمرثاة وقال عنه أنه محبوب وليس المكروه (2صم1)، كان لا يشمت فى أحد أو
يشتاق لرؤية أنتقام الله له من إنسان ما.
3- فحص دورى للضمير .. والاستعداد لإصلاح الخطأ مهما كان الثمن:
فى هذا الفحص يتم (البحث عن الدوافع التى تقودنا إلى القيام بعمل شئ خير أو
شر .. وكذلك بحث النية التى وجهت نشاطنا لأن فى ذلك منفعة كبرى لنا. لأن ذلك يؤدى
إلى تقدم روحى ملموس فى حياتنا الداخلية وأعمالنا الخارجية. ويحتاج الأمر أن نفسح
وقتاً لمثل هذا الفحص.
أمثلة على الفحص
المثال الأول: (تصرفات مع إنسان خالية من المحبة)
لنتصور مثلاً إن إنساناً يعطى فرصة لفحص ضمير، فقد يكون يتصرف دائماً مع
شخص آخر تصرفات لا تتسم بالمحبة.
لذلك ففى فرصة فحص الضمير، هو يبحث بكل صدق وإخلاص عن أسباب تصرفه هذا:
-
هل لأنه لا يستطلفه؟
-
هل لأنه يغير منه؟
-
هل لأنه لا يسامحه على ذنباً قد اقترفه فى حقه؟
ثم تأتى بعد ذلك الخطوات العنملية (الإيجابية) وهذه يقودنا فيها الروح
القدس من خلال الذهن المُتجدد على أنه دائماً ما يحكمنا فى الخطوات الإيجابية
مبادئ أعتبرها مبادئ ضمير صالح وهي:
-
القيام بالخطوة العملية ليس بعد طول زمان.
-
يكون التصرف كما لو كان يسوع المسيح نفسه أمام هذا الموقف.
مثا آخر فى الفحص (خدمة إنسان للرب)
شاب يُعيد النظر فى رسالته أو خدمته.
-
هل يخدم المسيح حقاً أو يخدم نفسه وشهرته وشعبيته؟
-
هل توجد جوانب تظاهر وإدعاء أم كل شئ حقيقى ونابع من القلب وتحرك الروح
القدس؟
-
هل هو صادق فعلاً إذ يقدم الخدمة لأنها ضرورية للآخرين .. أم لأنه يريد أن
يستخدمها لذاته فيما بعد؟
-
هل يلتزم بتقديم الحق أم يُقلل منه لإرضاء بعض النقوس والأطراف؟
4- احترام إلى أقصى درجات
التقديس لنداءات وإيضاحات الرب من أول مرة. (موضوع بلعام [عدد23،22])
فالضمير الصالح هو الذى تُشكله كلمة الله وتُسيطر عليه
فى جميع الأمور وتخلق منه إنسان ذو مبادئ روحية سامية ثابتة.
كذلك علاقات الإنسان مع أُناس عديمى الضمير يجلب له
تأثيرات مُضعفة لكيانه وضميره.
صور تكوين الله لضمير من له
حساسية الضمير التى كان الله يريد إن يُثبتها فى شعبه.
إننا لا نتعلم الحق بمجرد فهم عقولنا له فقط، بل أيضاً
بواسطة ضمائرنا، فحينما يكون الضمير حساساً جداً وسريع الاستجابة لكلمة الله حينئذ
ينكشف له الحق بالروح القدس ويُصبح الإنسان قادر على الفهم ويجد المسرة فى العمل
طبقاً لمشيئة الرب "أن سنة بيت الله هي القداسة" (حز43)
أمثلة من كلمة الرب على موضوع حساسية
الضمير
أولاً: من العهد القديم:
- (عدم التغاضى ـ الإحساس بالخطأ ـ رفع العثرات ـ قطع
الغرض على العدو)
"لا تنظر ثور أخيك أو شاته شارداً وتتغاطى عنه بل ترده إلى أخيك لا محالة،
وإن لم يكن أخوك قريباً منك أو لم تعرفه فضُمه إلى داخل بيتك ويكون عندك حتى يطلبه
أخوك حينئذ ترده إليه. وهكذا تفعل بحماره وهكذا تفعل بثيابه، وهكذا تفعل بكل مفقود
لأخيك يُفقد منه وتجده. لا يحل لك أن تتغاطى. لا تنظر حمار أخيك أو ثوره واقعاً فى
الطريق وتتغافل عنه بل تُقيمه معه لا محالة" (تث1:22-4)
المكاييل: "معيار فمعيار مكيال فمكيال كلاهما مكرهة
عند الرب" (أم10:20).
فى العهد الجديد
- يسوع فى إزالة العثرات
"ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون
الدرهمين إلى بطرس وقالوا أما يوفى معلمكم الدرهمين قال بلى فلما دخل البيت سبقه
يسوع قائلاً ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية أمن بنيهم
أم من الأجانب. فقال له بطرس من الأجانب. قال له يسوع فإذاً البنون أحرار ولكن
لئلا نعثرهم أذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التى تطلع أولاً خذها ومتى فتحت فاها
تجد استاراً فخذه وأعطهم عنى وعنك" (متى24:17).
- بولس فى اقتناعه عما يُعثر
"لذلك إن كان طعام يعثر أخى فلن آكل لحماً إلى
الأبد لئلا أعثر أخى" (1كو13:8).
- أدرب نفسى
"لذلك أنا أيضاً أدرب نفسى ليكون لى دائماً ضمير
بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع16:24)
- وضميرى شاهد لى
"أقول الصدق فى المسيح لا أكذب وضميرى شاهد لى
بالروح القدس" (رو1:9).
فقد يكون على الضمير تراكمات من الأتربة عبر سنين طويلة
جعلته ينام. لكن الله يعرف أن يقظ الضمير، ويُعطيه حساسية فيعود الإنسان يُفكر ما
الذى يفعله ولماذا؟
مثال: جون ينوتن
المرنم الإنجليزى وكيف أستيقظ ضميره فى فترة خلوة مع الرب فتوقف تماماً عن تجارة
الرقيق. الله له سلطان على إيقاظ الضمير.
والمهم الآن ما هو موقفنا من هذا الإيقاظ لأن المسيح إذا
أبتدأ يكتب على الأرض كانت ضمائر الفريسيين تبكتهم فخرجوا واحداً وراء الآخر
(يو8). فأين كانت ضمائرهم من قبل. لكن بعد أن ايقظ المسيح ضمائرهم خرجوا. لكن كم
نفساً منهم تابت وأصلحت موقفها مع الله؟ هذا هو السؤال المهم.
سابعاً: الضغط على الضمير
لأن العدو يعلم أن الضمائر الصالحة فى حياة المؤمنين
تُشكل خطورة كبيرة على مملكته، فهو يُجاهد لكى يُمارس ضغطاً على ضمائرنا مُحدثاً
تحولات فى دوافعنا بعد أن كانت مستقيمة هادفة تتحول إلى دوافع رخوة تستجيب لأي
مؤثرات خارجية مثل هذه الضغوط تتعب النفس، فيضطر الإنسان أن يتناسى ما أقتنع به
ليستجيب لمطالب خارجية ربما لم يفكر فيها من قبل.
الأمثلة: (حالات قبلت الضغط)
-
ضغط سارة على إبراهيم أن يدخل على هاجر ويُنجب منها (كانت تُريد أن تريحه.
فضغطت على ضميره، والنتيجة تعبت هي وإبراهيم، وتعبت هاجر، وتعب إسحق فيما بعد(
(تك16).
-
ضغط دليلة على شمشون حتى كشف لها السر فى قوته، والنتيجة أنها أذلته.
"ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم وألحت عليه ضاقت نفسه .. .. فكشف لها"
(قض16:16).
(حالات رفضت
الضغط)
-
نحميا مع الأعداء فى محاولتهم معه أن يهرب إلى بيت الرب. أستيقظ ضميره.
"أرجل مثلى يهرب" (نح11:6)
-
يوسف "كلمت يوسف يوماً فيوماً أنه لم يسمع لها" (تك10:39)
-
مارتن لوثر الذى كاد أن يفعل تسوية مع الكنيسة. بعد محولة الكنيسة
الكاثوليكية أن تضغط عليه.
كيف يحاول إبليس أن يضغط على ضمائرنا؟
ماذا يقول لك العدو وهو يمارس ضغطاً على ضميرك أنه يقول
عندما يحمل لك الخطأ:
1- الكل أو الغالبية تفعل هذا الأمر
2- الخطأ يمكن إصلاحه فيما بعد
3- الخطأ لمرة أو لمرات معدودة لكنه لن يدوم
4- ليس من المنتظر أن الناس ترى هذا الخطأ
5- يمكن أن تنغمس فى أي عمل أو نشاط وهكذا تغطى الخطأ
6- المصلحة الشخصية والظروف الحالية تستلزم الخطأ
7- الله لم يفعل لى الشئ الفلانى، أو ما تريده، ولذلك يحق
لك أن تفوت أو .. ..
لكن لا تقبل أن يتحول مسار قلبك عن القداسة والبر والحق
حتى لو كان ضد
1- مصالحك الشخصية ".. .. لست استطيع أن انقب وأستحى
أن استعطى" (لو3:16)
2- وأحذر من الأعذار "قد خلعت ثوبى فكيف ألبسه. قد
غسلت رجليَّ فكيف أوسخهما" (نش3:5)
ثامناً: الضمير والسلوك
"صلوا لأجلنا. لأننا نثق إن لنا ضمير صالح راغبين
أن نتصرف حسناً فى كل شئ" (عب18:13).
·
يقينية الضمير الصالح
الرسول هذا واثق إن له ضميراً صالحاً، ولكن يطلب الصلاة
لأجله لكى يتصرف حسناً فى كل شئ.
إذن: هل يُخشى من فجوة بين الضمير والسلوك، أو هل هناك
تداخلات تؤثر على السلوك رغم وجود ضمير صالح.
توجد ثلاث حالات يحتاجوا الفحص وهم:
ضمير صالح وسلوك غير سليم
ضمير غير صالح وسلوك سليم
ضمير صالح وسلوك سليم
1- ضمير صالح وسلوك غير سليم (خاطئ)
أمثلة:
-
يشوع فى محاولته إسكات "ألداد وميداد" الرجلين الذين كانوا
يتنبأون خارج المحلة. كان غيوراً على الخطة التى رسمها الله لموسى. الدافع غيرة
مقدسة، لكن بجهل ونقص فى الفهم الروحى أدى إلى تصرف غير سليم "فأجاب يشوع بن
نون خادم موسى من حداثته وقال يا سيدى موسى أردعهما" (عد28:11).
-
بطرس حين أخذ يسوع على جنب وابتدأ ينتهره لأنه أعلن عن موضوع الصلب.
"فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً حاشاك يارب لا يكون لك هذا"
(مت22:16).
العلاج:
نعلم الترتيب والانتظار والتدريب على الفهم الجيد مثل:
1- الاهتمام بالمضمون والجوهر وليس الظاهر فقط (موضوع يشوع
وحداثته) (عد28:11).
2- التدريب على فهم تداخلات إبليس (لأنه نطق على لسان بطرس)
(مت22:16).
3- تأكد من توقيت الأمر مثل موسى نفسه عندما ترك بيت فرعون
ونزل لكى يُذل مع شعب الله، لكن تصرف بتسرع وحماس مما أضطره أن يهرب إلى ميديان.
(خر15:2)
2- ضمير غير صالح وسلوك سليم
مثل:
-
الناس الذين كانوا يكرزون عن حسد وخصام فى (في14:1-16) "وأكثر الأخوة
وهم واثقون فى الرب بوثقى يجترئون أكثر على التكلم بالكلمة بلا خوف. أم قوم فعن
حسد وخصام يكرزون بالمسيح وأما قوم فعن مسرة. فهؤلاء عن تحزب ينادون بالمسيح لا عن
إخلاص ظانين أنهم يضيفون إلى وثقى ضيقاً"
التصرف كان سليم لأن العالم محتاج للبشارة والرب يسوع
قال "إكرزوا" وبولس دخل السجن والساحة محتاجة لمُبشرين. ولكن كانت النية
غير سليمة تماماً، كانت الكرازة مقترنة بنوعاً من الشماتة فى بولس وأتباعه هؤلاء
يخلطون الغرض الإلهي بالمصلحة الشخصية أو الأفكار الجسدية وظاهرياً هم يعملون فيما
لله لكن الدوافع غير سليمة لذلك تكون الحياة مريضة.
الحل:
وقفة أمانة وتدقيق فى التصحيح الداخلى والاستعداد
للتصحيح والاستفادة من المواقف فى تصحيح داخلى وتحول رد النفس إلى الله وتصفية
الدوافع كما بمصفاة. لأن الكتاب يقول أن الله سيحضر كل عمل للدينونة أو الحكم.
"فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيُبيّنه. لأنه بنار يستعلن وستمتحن
النار عمل كل واحد ما هو" (1كو13:3). نجد نوعية تبنى قش وعشب وخشب (أي مظهر
فقط).
3- ضمير صالح وسلوك سليم
مثل:
راعوث التى ذهبت وراء نعمى بدافع أو بضمير صالح لعبادة
الرب وتبعيته والشركة مع شعب الرب والانضمام له، لم يكن فى غرضها إطلاقاً الإلتصاق
بنعمى لأجل مصلحة شخصية.
والدليل على ذلك شهادة بوعز عنها: "فقال أنك مباركة
من الرب يا بنتى لأنك قد أحسنت معروفك فى الأخير أكثر من الأول إذ لم تسعى وراء
الشبان فقراء كانوا أو أغنياء" (را10:3)، ثم أقترن بها. وخطوات هذا الأقتران
لم ترسمها هى بل نعمى هى التى أرشدتها ووجهتها ماذا تفعل لتكون كل التصرفات سليمة
وقانونية.
ضمير صالح وسلوك سليم
كانت تريد الرب فقط خضعت للإرشاد والتوجيه (إرشاد الروح
القدس)
إن الدليل على أن لنا ضميراً صالحاً ونريد أن نسلك حسناً
هو: استرشدنا بالرب وتوجيهاته والالتزام بها. "لذلك أنا ايضاً أدرب نفسى
ليكون لى دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع16:24).
تاسعاً: راحة الضمير
لا توجد راحة أو لذة للنفس بعد لذة حضور الله بالروح
القدس فى الحياة. ألا وتكون راحة الضمير بأننا نُرضى الله.
-
فخرنا هو شهادة ضميرنا "لأن فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا أننا فى بساطة
وإخلاص الله لا فى حكمة جسدية بل فى نعمة الله تصرفنا فى العالم ولا سيما من
نحوكم" (2كو12:1).
-
لقد شهد عن أخنوخ أنه قد أرضى الله "بالإيمان نقل أخنوخ لكى لا يرى
الموت ولم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شهد له بأنه قد ارضى الله (عب5:11).
-
وأعلن يوحنا إن عدم لوم قلوبنا يتيح لنا فرصة ذهبية وهى أنه مهما سألنا
ننال لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه. "إن لم تلمنا قلوبنا
فلنا ثقة من نحو الله ومهما سألنا ننال" (1يو19:3-22)
-
إن بيلاطس كان يرى أنه لن يستريح داخلياً لذلك أسرع وغسل يديه ظناً منه أنه
يُريح نفسه من قلق الضمير، ولكن هيهات. لقد كان يُسكن ضميره زوراً وليس حقاً.
-
وأحكام الله لمن يغالط ضميره
الويلات: "ويل للقائلين للشر خير .. .."
(إش20:5) وقد نالها أبشالوم الذى كان يُجامل الناس فى قضاياهم لأجل أن يكسب ولاءهم
معه.
عاشراً: نتائج وأعمال الضمير
الصالح
1- الغيرة المقدسة: فينحاس ـ يسوع فى الهيكل
- الغيرة على
اوقاتنا الضائعة
- الغيرة على
أخوتنا المأسورين مع الشيطان
- الغيرة على
أسم الرب
2- يؤخذ هذا الإنسان قدوة أمام الآخرين وشهادة الآخرين
عنه.
- الشعب مع صموئيل
- بولس أمام قسوس أفسس
3- شهادة الروح فى داخلنا (2كو12:1)
إرسال تعليق