[4] الشهادة الوحدة الرابعة مسئولية المسيحي منهج التلمذة والتبعية الخاصة

[4] الشهادة الوحدة الرابعة مسئولية المسيحي منهج التلمذة والتبعية الخاصة


[4] -الشهادة -الوحدة-الرابعة -مسئولية -المسيحي- منهج- التلمذة -والتبعية- الخاصة


[4] الشهادة الوحدة الرابعة مسئولية المسيحي منهج التلمذة والتبعية الخاصة

[4] الشهادة

v    هدف الدرس:
ـ مع نهاية الدرس يدرك التلميذ:
[1] ما هي الشهادة الحقيقية وماذا تعنى؟
[2] من هو الشاهد؟
[3] موضوع شهادتنا.
[4] صفات الشاهد.
[5] احتياجات الشهادة.
[6] مجالات الشهادة.
[7] النتائج العظيمة للشهادة.
*********************************************
الأسئلة الافتتاحية
ü     هل هناك أهمية للشهادة؟
ü     هل يطلب الله منا أن نشهد له؟
ü     هل سبق لك أن وقفت كشاهد في أي قضية؟
ü     بناء على الشهادة يتحدد مصير أشخاص كثيرين. فهل فكرت في مدى أهمية أمانة الشاهد.


الشهادة
v    قراءات كتابية: ـ
(أمثال14: 5 ،25& يوحنا3: 33& يوحنا15: 26 ،27& أعمال الرسل4: 33& أعمال الرسل10: 43& أعمال الرسل14: 17& أعمال الرسل20: 21، 24&  تيموثاوس الثانية1: 8& رؤيا يوحنا1: 5)
v   آيات مؤثرة: -
"إِلَى الشَّرِيعَةِ وَإِلَى الشَّهَادَةِ. إِنْ لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ هذَا الْقَوْلِ فَلَيْسَ لَهُمْ فَجْرٌ!" (إشعياء8: 20)
"لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا»." (أعمال الرسل4: 20)
"وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الابْنَ مُخَلِّصًا لِلْعَالَمِ."(يوحنا الأولى4: 14)
*********************************************
معنى الشهادة
ـ الشهادة هي إعلان مقدس بهدف إثبات أو ترسيخ حقيقة. ولها تأثير على الأذهان بحسب النور الذي تعطيه للآخرين مما يساعدهم على اتخاذ قرار.
ـ هي الإقرار بحقيقة حدث ما بوضوح ما لأن الشاهد رآه أو سمعه.
ـ هي أن تجاهر بشئ أنت تؤمن به (اختبرته) أو رأيته وسمعته أنت ومتأكد منه وذلك أمام آخرين.
وأساساً الشهادة في الحياة المسيحية تظل مطلوبة حتى لو لم يتخذ الآخرين قرار "الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،"(تيموثاوس الأولى2: 6)

أعظم مشجع على الشهادة
إن أعظم مشجع لنا على الشهادة للحق هو أن أقانيم اللاهوت الثلاث يشهدون لبعضهم وهذا يؤكد أن الشهادة هي مبدأ حيوي ينبغي أن نراعيه طوال حياتنا.
v    الآب يشهد عن الابن
"وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»." (متى3: 17)
"وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا»."(متى17: 1ـ 5)
v    الابن شهد عن الآب
"سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي." (يوحنا14: 28)
v    الابن شهد عن الروح القدس
"رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ." (يوحنا14: 17)
"«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي." (يوحنا15: 26) 
"وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ." (يوحنا16: 13)
v    الروح القدس يشهد عن الابن
"«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي." (يوحنا15: 26) 
من هو الشاهد؟
الشاهد هو شخص يُظهر ويُصدق على حقيقة وذلك أمام الناس.
في حياتنا المسيحية فان الشهادة هي أمر أساسي ومطلوب أن نقوم به نحن الذين نلنا حياة أبدية بعمل تدبير الله الكامل في فداءنا وخلاصنا، وتمتعنا بعلاقة وشركة حية مع الله الآب بالمسيح يسوع ابنه.
والرسول بطرس وهو احد الشهود الذين عاينوا وسمعوا تعليم الرب يسوع وأعماله ومعجزاته وصلبه وقيامته يقول للمؤمنين الذين في الشتات (بطرس الثانية1: 16ـ 18) "لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى:«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ."
كما أن الشاهد أيضاً هو من يكون على استعداد دائماً لمجاوبة كل من يسأله عن سبب الرجاء الذي فيه، فالمجاوبة هنا هي في مضمونها شهادة، كما أن الرسول بولس يشهد أن المسيح في أولاد الله هو رجاء المجد "الَّذِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ." (كولوسي1: 27)
موضوع شهادتنا
إن موضوع الشهادة في العهد الجديد هو شخص الرب يسوع المسيح، أقنوم الكلمة، الابن الوحيد، الله المتجسد، وليس مجرد الإيمان بالله، فان يسوع المسيح المرسل من السماء قد تحدث إلى تلاميذه قائلاً:"...أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي." (يوحنا14: 1)، فبدون الإيمان بيسوع المسيح لا يمكن للإنسان أن ينال حياة أبدية حتى لو كان يؤمن بان الله موجود، والذي يعلن هذه الحقيقة هو يسوع في صلاته للآب: "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ."(يوحنا17: 3) 
في سفر الأعمال (أعمال الرسل1: 8) قبل أن يرتفع الرب يسوع إلى السماء وفى آخر لقاء له مع التلاميذ بعد قيامته من الأموات أعلن صراحة أن "لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»." 
فلكي نكون شهود حقيقيين فإننا لابد أن نكون مختبرين الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع ولدينا المعرفة بشخص يسوع المسيح وعمله كما أعلن الرسول يوحنا في رسالته الأولى "اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (يوحنا الأولى1:1ـ 3)
محور شهادتنا
بعد سقوط الإنسان ودخول الخطية إلى العالم ولأن الله يحب الخليقة التي خلقها وخاصة الإنسان الذي هو مخلوق على صورته وكشبه " وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»." (تكوين1: 26) فقد دبر عمل عظيم لاسترداد الإنسان من الهلاك "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."(يوحنا3: 16) وجاء المبارك الابن الوحيد يسوع المسيح إلى العالم (تيموثاوس الأولى3: 16) "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." وقد حدد الرسول بولس أيضاً في (كورنثوس الأولى15: 1ـ4) موضوع الشهادة "وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،"
إذاً الجزء الهام جداً في الشهادة هو تجسد المسيح وموته وقيامته إنه هو الطريق الوحيد للخلاص، كما أعلن الرب يسوع نفسه هذا الإعلان في يوحنا14: 6 "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." 
وبدون الإعلان عن هذا الحق لا تكون للشهادة أي قيمة أو منفعة للآخرين.
وكوننا نعلن الحق الخاص بيسوع المسيح فهذا هو الإنجيل .. أي الخبر السار الذي دعينا جميعاً ـ أي المؤمنين بيسوع ـ أن نشهد به أمام الجميع تتميماً لوصية المسيح "...«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." (مرقس16: 15)
وهكذا شهد بولس الرسول كما قال في أعمال الرسل20: 21 "شَاهِدًا لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ."

صفات الشاهد
في الحياة.. توجد قضايا عديدة لا يحسمها إلا وجود شاهد أو أكثر على وقائع كل قضية، ولقد دعا الله أولادة لأن يكونوا شهوده: "أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ." (إشعياء43: 10)، وهو نفس ما قاله السيد المسيح:"...وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ..."(أعمال الرسل1: 8) 
ـ تري ما هي صفات الشاهد؟
1ـ الأمانة:
أي قول الحق، ليس مطلوباً منا أن نبالغ كما أنه ليس لائقاً أن نقلل من شأن حقيقة المسيح ومدى التغيير الذي تحدثه معرفة  المسيح، المعرفة الشخصية يكفى أن تكون كن أميناً في شهادتك إلى النهاية، فالوحي يخبرنا بأن: "اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ لَنْ يَكْذِبَ، (أي يقول الحقيقة)..." (أمثال14: 5) وكذلك: "اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ مُنَجِّي النُّفُوسِ،..." (أمثال14: 25).
2ـ المحبة:
المحبة الإلهية لها تأثير جبار علينا، وحين نحيا فيها ونقدمها لمن نشهد لهم فإنها تذيب وتلاشي أي مرارة حتى ممن يقاومون الشهادة، ونفس هذه المحبة تمكننا من عبور كل الحواجز مثل: الفوارق الاجتماعية، والعداءات السياسية، ونظرة إلى لقاء السيد المسيح الذي كان يهودياً بالمولد مع المرأة السامريه (يوحنا4) التي كانت تابعة لمدينة السامره المتنافرة دينياً واجتماعياً مع باقي اليهود نجد أن روح محبة المسيح قد اجتذبت تلك المرأة التي كانت لها سمعة سيئة إلى اختبار نعمة الله وتغير أحوالها وكثيراً ما تدرك النفوس أن الشاهد كان شخصاً محباً حتى لو رفضوا شهادته وقاوموه فيعودوا ويؤمنوا بما سبق أن شهد به، فالمحبة التي احتوانا بها الرب ينبغي أن نحيا ونسلك بها في كل حين وفى كل مكان ويكفينا انه قيل عنها إنها لا تسقط أبداً.
3ـ التواضع
     ضاعت البشرية بسبب الكبرياء حين أغرت الحية حواء "...وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»." (تكوين3: 5) فأتى يسوع المسيح في صورة متواضعة، وعاش بين الناس وجلس معهم كأنه مواطن عادي، بينما هو في الأصل "القدوس البار" وقد فعل هذا بكل تواضع لكي يجتذبنا إلى نعمة الله ومعرفة الحق وقال "...َتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (متى11: 29) وكم أثر في البشرية تواضع المسيح وهدوءه ورقته، هذا التواضع هو صفه ينبغي أن يهتم الشاهد بأن ينالها أولاً حتى لا يتعالي على الخطاة، فينفرون من سماع شئ عن المسيح، وقد أقتدى الرسل بيسوع المسيح فقال بولس: "أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ..." (أعمال الرسل20: 19)، وعموماً لا يجب أن ينسي الشاهد أنه يوماً ما كان بعيداً تماماً عن الله، لكن بتواضع من المسيح الذي أتى من السماء صارت له الحياة الأبدية، حينئذ يعرف أن يتقدم ليشهد للآخرين.
4ـ الحكمة
لقد رأينا أن موضوع أو محور الشهادة هو واحد.. أي الإعلان عن يسوع المسيح المخلص الوحيد، وهذا أمر ثابت لا ولن يتغير ولكن يوجد أمرين وهما:
أ ـ إن تقديم الشهادة يستلزم الأسلوب المناسب والتوقيت المناسب لتقديمها فهكذا قال بولس "...الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،" (تيموثاوس الأولى2: 6)
فنحن نري مثلاً إن يسوع المسيح بعد شفي "الأبرص" طلب منه أن يؤجل شهادته العامة قليلاً ـ وليس للأبد ـ وأن يبدأ يشهد للكهنة أولاً..(لوقا5: 12ـ 14)، ولكن في حالات أخري مثــل "المجنون" الذي شفاه يسوع وحرره من سكنى الشياطين فيه، طلب أن يرافق يسوع، لكنه طلب منه أن يشهد عن شفاءه لبيته ـ أهله ومدينته ـ وهو يقصد بذلك أن يشهد أولاً لهم "أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الشَّيَاطِينُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ، وَلكِنَّ يَسُوعَ صَرَفَهُ قَائِلاً: «ارْجعْ إِلَى بَيْتِكَ وَحَدِّثْ بِكَمْ صَنَعَ اللهُ بِكَ». فَمَضَى وَهُوَ يُنَادِي فِي الْمَدِينَةِ كُلِّهَا بِكَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ." (لوقا8: 38، 39). 
ولذلك فعلى الشاهد أن يتبين ويتفهم في روحه ما هو الأسلوب والوقت المناسبين لشهادته.. وهذا وجه (أو جانب) من الحكمة في الشهادة.
ب ـ إن تقديم الشهادة لا ينبغي أن يتحول إلى "جدال"، فبالمجادلات لا يربح الشاهد أحداً بل تتعقد الشهادة، ولذا فإن على الشاهد أن يستمع جيداً للرب يسوع وهو يقول: "«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ." (متى10: 16) وهى تعنى أن لا نسمح لأنفسنا بأن نقع في فخ نصبه لنا العدو "أي إبليس" ومن فخاخ إبليس في أثناء شهادتنا هي أن يحولها إلى جدال فتفقد الشهادة معناها ومحتواها. الشاهد ينبغي أن يكون حكيماً بعدم إعطاء الفرصة لتدخلات إبليس، وذلك بكونه يكتفي بتقديم الشهادة فقط دون أي شئ آخر.
احتياجات الشهادة
      الشهادة هي عمل أساسي وحيوي لأن به تحيا نفوس كانت نائمة بل ومائتة روحياً، وينبغي أن نتممها ونحن في لياقة روحية لأنها ثمينة، وتستحق أن نحافظ عليها جيداً ونوفيها حقها .. فماذا تحتاج الشهادة لكي نتممها بأفضل صورة؟
1)     فرح نابع من الثقة
   لا يمكننا أن نشهد بروح كئيبة أو حزينة، مادمنا سنشهد ببشارة مفرحة فهذا يعنى أننا فرحون، ونوع فرحنا ليس هو فرح طفرة عابرة أو حالة انتعاش نفساني يمكن أن ينقلب فيما بعد، بل هو فرح حقيقي لأنه نابع من الثقة في يسوع المسيح والثبات فيه، ونابع من كوننا نتمم مهمة عظمى ومباركة هذا لا يعنى أننا معفيون من التعرض للألم والاضطهاد وتجارب الحياة المتنوعة، لكن حتى في هذه كلها نحن فرحون في الرب الذي اشترانا وافتدانا وائتمننا على الشهادة، قال بولس الرسول: "وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ." (أعمال الرسل20: 24) 
2)     أدراك كلمة الله
الشاهد للمسيح هو شخص مدرك لما جاء بكلمة الله عن المسيح، لأنه بإختباره لعمل المسيح في حياته واستيعابه لأقوال الكتاب عن المسيح يستطيع أن يقدم شهادة جيدة عنه ولنأخذ مثالين من سفر الأعمال:
أ) شهادة "بطرس الرسول" أمام اليهود يوم الخمسين في أعمال الرسل 2: 22ـ 36 توحي لنا بفهم وأدراك "بطرس" لحقيقة شخصية يسوع المسيح في الوحي المقدس من عدة نواحي وفى عده اجزاء في كلمة الله، وقد كانت شهادة جيدة جداً جداً.
ب) شهادة "اسطفانوس" أول شهيد في المسيحية في (أعمال الرسل7: 1ـ 53) وقد قدمها في تسلسل وسلاسة وقد كان كل كلامه من الوحي المقدس، مما يدل على إدراكه واستيعابه للحق الإلهي والحقائق السامية بكيفية رائعة، ولم أحد أن يكذبه حتى رغم رفضهم لشهادته.
    إذاً على الشاهد أن يقرأ الكلمة ويدرسها جيداً ويفهمها ويظل تلميذاً لها، حتى يستطيع أن يتمم شهادته، والشئ العظيم هو أن كلمة الله حين نشهد بها فإنها لا ترجع فارغة (إشعياء55: 11) "هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ." 
3) الامتلاء والانقياد بالروح
كان وعد المسيح الثمين لتلاميذه هو أن يرسل لهم الروح القدس ليشهد له ويشهد التلاميذ أيضاً له أي أن الروح والتلاميذ هم شهود المسيح والرسول بطرس ومعه باقي الرسل والخدام أو الشمامسة مثل اسطفانوس الذين  كانوا مدركين لكلمة الله هم أيضاً كانوا ممتلئين من الروح القدس فعلاً فقد قيل عن الرسل: "وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،..." (أعمال الرسل2: 4)، كما قيل عن اسطفانوس انه كان واحد من الـ :"...مَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ..." (أعمال الرسل6: 3) وهذا مطلوب ويجب أن يكون أمراً اختبارياً لأن الروح القدس هو الذي يمسح أفواه الشهود فتخرج منهم كلمة الرب وتخترق أعماق النفوس التي تسمع الشهادة فتقتنع بالحق حتى وان عادت ورفضته، كما انه مهما كنا دارسين لكلمة الله فإننا نحتاج إلى الامتلاء من الروح القدس حتى يستخدم هو بجلاله .. كلمة الله التي نشهد بها، ولذلك سميت كلمة الله بـ "سيف الروح" أفسس6: 17 لأن كلمة الله في يدنا نحن لا تكفي لاختراق القلوب ولكن في يد الروح القدس هي "سيف" لا للقتل أو الذبح، بل سيف روحي يخترق أعماق الظلمة التي في النفوس ليبدد تلك الظلمة ويشرق عليهم نور الرب.
ومن ناحية آخري فإن الشاهد محتاج للروح القدس أيضاً لكي ينقاد به نحو من يشهد لهم، ولننظر أمثله لذلك في تحرك "فيلبس" للوزير الحبشي في أعمال الرسل8: 29. وفى تحرك "بطرس" للشهادة لقائد المئة الروماني في (أعمال الرسل10: 19، 20) وكذلك في تحركات بولس الرسول للشهادة في بلدان آسيا وأوربا (أعمال الرسل16: 7ـ 10)، وأمثلة مثل هذه تكشف لنا إن الامتلاء والانقياد بالروح القدس ليس هو رفاهية روحية زائدة بل مطلب هام جدا للشهادة.  
4)    الصلاة لأجل النفوس
من الاحتياجات الضرورية للشاهد هو انه في ذهابه للنفوس كي يتكلم معها عن الرب، يحتاج أولاً أن يجلس أمام الرب ويتكلم معه عن النفوس، ففي الحقيقة نحن نربح النفوس للمسيح في مخدع صلاتنا لأجلها قبل أن نذهب إليها، كما نحتاج أن نصلي ونحن في ميدان الشهادة، ثم نصلي أيضاً بعد أتمام الشهادة لكي تستمر استجابة النفوس لعمل الروح القدس فيها وتثبت فيها الكلمة وتثمر.


أ ـ الصلاة قبل الشهادة
قبل أن يذهب بولس الرسول إلى روما شاهداً للمسيح عُرِضَ علي فستوس الوالي الروماني، فكان من ضمن ما قاله له بولس: "... «كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّهُ بِقَلِيل وَبِكَثِيرٍ، لَيْسَ أَنْتَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَنِي الْيَوْمَ، يَصِيرُونَ هكَذَا كَمَا أَنَا، مَا خَلاَ هذِهِ الْقُيُودَ»." (أعمال الرسل26: 29) 
ب ـ الصلاة أثناء الشهادة
الشهادة أمانة واجبة الحفاظ عليها، ولكن لا بقوة وجودنا بين النفوس التي نشهد لها، بل بقوة الله التي تحفظ الشهادة والنفوس وهذا ما فعله الرسل فأثناء شهادتهم في أورشليم تعرضوا لاضطهاد شديد لكي يوقفوا الشهادة، ولكنهم لم يستسلموا إذ صعدوا للعلية، وبنفس واحدة رفعوا صلاة إيمان للرب لكي تستمر شهادتهم في أورشليم وقد استجاب الرب لذلك وكانت العلامة وقتئذ هي امتلاء الجميع بالروح القدس وبعد ذلك استمرت ونجحت شهادتهم (أعمال الرسل4: 23 ـ 33)
ج ـ الصلاة بعد الشهادة
إن استمرار الصلاة لأجل النفوس حتى بعد تقديم الشهادة هو تأكيد إن الشهادة أمانة، فالمدن التي شهد فيها بولس الرسول أو الخدام الذين رافقوه بإنجيل المسيح لم ينسها بل ظل يصلي من أجل الذين قبلوا الشهادة وكلمته العطرة الرقيقة تكشف عن هذا لـ:
ـ أهل تسالونيكى (تسالونيكى الأولى1: 2)
ـ أهل كولوسي (كولوسي4: 12)
ـ أهل فيلبي (فيلبي1: 3)
ـ أهل أفسس (أفسس1: 16)
ـ أهل كورنثوس (كورنثوس الأولى1: 4) 
ومن الواضح أن الصلاة كانت تستمر لأجل الشكر للرب على قبول النفوس للحق وكذلك كانت تستمر لأجل التثبيت وحفظ القلوب من الارتداد أو الانقسام.
الصلاة إذاً مطلوبة في كل الأحوال فلا يوجد مصدر نعمة ولا قوة حفظ إلا ونجدهما عند الرب حين نحضر في الصلاة أمامه ونحوط حول شهاداتنا بالصلوات التي يسر الرب بأن يستجيبها.

مجالات الشهادة
تتميز "الشهادة" لعمل مسيحي أو خدمة مسيحية بعدة مميزات من ضمنها أن مجالاتها متعددة وغالبا مفتوحة أو متاحة، وبقدر من الحكمة، والنعمة يمكن الدخول من هذه المجالات إلى النفوس، وكلها نفوس غالية لأن يسوع المسيح قد "... مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ،..." (كورنثوس الثانية5: 14) فيمكننا أن نشهد للمسيح من خلال انتهاز فرص اللقاء مع آخرين أثناء: 
1)  الالتقاء بزملائنا سوء في الدراسة أو العمل وذلك في فترات الراحة.
2)  اللقاء في وسائل المواصلات مع أناس لم نلتقِ بهم قبلاً.
3)  المناسبات الاجتماعية (التهنئة في الأفراح ـ المشاركة في جنازات ـ احتفالات أعياد ميلاد ـ احتفالات عامة سواء دينية أو غير دينية).
4)  وسائل الاتصالات (الانترنت ـ التليفونات بأنواعها...)
5)  المطبوعات (النبذات ـ الكتيبات صغيرة الحجم ـ إهداء الكتاب المقدس نفسه...)
6)  أهل البيت (الأخ ـ الإبن ـ الأب ـ الأم ...)

·        مثال:
لا يوجد في الحياة نمط واحد، أو طريقة معينة لقيادة نفس إلى المسيح، لكن يوجد مبدأ واحد وهو انه بطريقة لائقة تدرك النفس وتختبر محبة الله في المسيح يسوع وحده كما يوجد اعتبارين في الطريقة اللائقة وهما:
أ) عدم مهاجمة مذهب الآخرين، لأن مذهب كل إنسان غال لديه، وربما هو لا يفهم مذهبه لكنه بالتأكيد سينبري وقت المهاجمة ويدافع عنه ويرفض الشهادة المقدمة له مهما تميزت ـ إلا في حالات قليلة جداً. 
ب) تقديم الشهادة بتدرج
مثلاً: يعبر الشاهد عن الجوع الذي في القلب تجاه الله ـ في حديث آخر يعبر عن أنه يحاول (أو حاول) أن يجد شبعاً لقلبه من خلال الكتاب الخاص بمذهبة، ولكنه لم يجد حتى الآن ـ في حديث ثالث يعلن انه قد سمع أو قرأ في المسيحية (أو الكتاب المقدس) عن الراحة الحقيقية والشبع الحقيقي وانه بحث هذا الأمر بنفسه ـ في حديث رابع يوضح أنه قد وجد في الكتاب المقدس المواضع التي تتكلم عن الراحة والضمان الأبدي وأنه قد ذهل لأن هذا ما كان بالضبط يبحث عنه وأنه قد أختبر هذا الأمر فعلاً ويود لكل إنسان أن يتمتع به ـ ثم يقرأ له آيات من الكتاب المقدس توضح طريق الخلاص، وأن هذا الخلاص قد أتممه يسوع المسيح ـ ثم يدعوه لأن يفكر في الأمر بنفسه من خلال قراءة أنجيل "يوحنا" كله ثم اتخاذ قرار بقبول المسيح رباً ومخلصاً شخصياً، ويصلي معه في هذا الاتجاه.
مثالنا في الشهادة
    الشهادة بإعتبارها عملاً حيوياً تحتاج إلى شخصية نموذجية لتكون مثالاً أمام أبناء الله الذين هم شهود، ومثالنا العظيم في الشهادة هو "يسوع المسيح" نفسه، فقد جاء في افتتاحية سفر الرؤيا: "...َسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ... وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ،..." (رؤيا يوحنا1: 4، 5) 
والسؤال الآن.. كيف يمكننا أن نري ونتعرف علي يسوع المسيح كمثال لنا في الشهادة؟
1)     الأمانة والصدق
من يقرأ الأناجيل الأربعة يجد إن يسوع المسيح كان ينطق كثيراً بعبارة: "الحق الحق أقول لكم" فلم يتكلم كلمات المجاملات لمن يتبعونه، كما لم يتكلم كلمات التوعد بالانتقام لمن يرفضونه، بل كل كلمة كانت حقاً سماوياً خالصاً بلا اختلاط بآراء أو أفكار الناس أو حتى خلفياتهم، وقد ظل على أمانته وصدقة إلى أن مات على الصليب ذبيحة عنا جميعاً، ولذلك باعتباره "الكائن" السماوي الذي قبل أن يتجسد قيل عنه: "...وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ،..."(إشعياء53: 11)
وأمانته وصدقه كانا مع الجميع صغاراً وكباراً، وفى كل موضع وطأته أقدامه.
2)     اتفاق شهادته مع سلوكه
إن شخصية يسوع المسيح هي مدرسة ومنهج حياة لنا في جميع مراحل الحياة، ففي جميع تحركاته وأعماله كان هادئاً، متوازناً وقوياً دون أي صياح أو جلبة أو أي ذرة من العنف تماماً كقول النبوة القديمة عنه: "...وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ."(إشعياء42: 1، 2) كان يشهد بالحق بهذا اللطف، وكان يرفض تماماً أن يدافع عنه أحد بالعنف أو السيف فقد انتهر ووبخ تلميذين له على فكرة الصلاة التي يطلب فيها الانتقام الإلهي من الرافضين لعبور المسيح في أرضـهم (لوقا9: 51ـ 56)، كما رفض تماما التصرف العنيف من تلميذة بطرس ضد واحدا ممن جاءوا للقبض عليه بل وشفاه بمعجزة (لوقا22: 47ـ 51)، ولذلك هو مثال وقدوة حسنة بمعنى الكلمة، ونحن نتبارك ونتشرف به ربا وسيداً على حياتنا إلى الأبد، ولذلك فكل الذين ارتبطوا بالمسيح كان ذلك بسبب الحب والحق اللذين كان ممتلئاً بهما تماماً. 
3)     شهادته كانت لتمجيد الآب
إن يسوع المسيح الشاهد، في كل ما تكلم به عن نفسه كان حقاً وصدقاً، لكنه كالمرسل من الآب والروح القدس كان يشهد لهما ويعظمهما تماماً ليسا لأنه أقل منهما، بل لأنه كان على الأرض في مهمة الشهادة فلنسمعه يقول مثلاً:
ـ "...لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي."(يوحنا5: 30)
ـ "أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ:«تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي."(يوحنا7: 16)
ـ "... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ، بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق..."(يوحنا7: 28)
ـ "...أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي..."(يوحنا8: 49، 50)
ـ "... الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ."(يوحنا14: 10)
ـ قال المسيح في صلاته الأخيرة للآب: "أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ." (يوحنا17: 4)
فواضح من هذه الآيات إن يسوع المسيح كان فعلاً الشاهد الأمين لأن قضية الشاهد ليست هي نفسه، وقد مجد المسيح الآب بكونه قد أطاعه تماماً وتمم مشيئته وعلم بتعاليمه، ووهب نفسه لكي يعمل الآب من خلاله ثم مجد الآب بكونه قد أتم مشورته العظمى في فداء الجنس البشري.. حقاً انه أعظم شاهد في التاريخ كله. 
نتائج الشهادة
الشهادة، هي وإن كانت لقضية، إلا أنها هي في حد ذاتها قضية.. قضية حياه أو موت، نشهد فنحيا، وبالشهادة يحيا الكثيرين ليس الحياة الوقتية بل الأبدية أو نصمت فنموت، ويموت معنا الكثيرين ليس الموت الجسدي بل الموت الروحي والأبدي الم يقل لنا المسيح الشاهد الأمين: " فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ."(متى10: 32، 33)
والآن لنتعرف علي نتائج الشهادة التي ضمنها:
1)                ربح نفوس للسماء
   لقد كنا جميعاً ذاهبون للجحيم، لكننا نلنا حياه أبديه، ولم يعد الجحيم مقراً لنا، وعلى مر الأجيال نال الملايين حياه أبدية وذلك بفضل يسوع المسيح الشاهد الأمين.
وشهد "بطرس" عن المسيح في يوم الخمسين فآمن وخلص ثلاثة آلاف نفس وتضاعفوا كثيراً على مدى خدمته وخدمه الرسل بسبب الشهادة.
انه فعلاً كما قال الوحي "اَلشَّاهِدُ الأَمِينُ مُنَجِّي النُّفُوسِ،..." (أمثال14: 25)
    من لا يشتاق أن يشهد عن نعمة الله التي اختبرها فينجى نفوساً كانت ذاهبة إلى الجحيم؟
2) الغلبة على إبليس
إبليس غلب الجميع، بل وداس عليهم لكن امتياز عظيم أعُطى لنا وهو أننا عندما نعلن اسم الرب يسوع ونشهد عن خلاصه فإن كل قوى إبليس الشريرة تهرب وتخلي مواقعها للأعظم والأقوى.. يسوع الملك فيملك بالحب على النفوس ويقودها ويرعاها. كما أن الشاهد الناطق أيضاً باسم يسوع المحرر والشافي يختبر ملئ الحرية ويتمتع بالإبراء من كل ضعفاته وأمراضه وهى التي كان إبليس قد سبق وإرسلها له، إذاً الشهادة "سلاح" جبار والوحي يعلمنا ذلك :"وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ."(رؤيا يوحنا12: 11) 
3)    استعلان لنور الحق
الحق لن يختفي أبداً ولن يتغير، لكن الله يدعونا لأن نجعل نور الحق في موضع يراه الكل وهذه هي الشهادة، فالذين يشهدون للحق لا يضيفون للحق شيئاً، لكنهم يتباركون بكونهم حاملي المشاعل في وسط ظلمة هذا الدهر ونور الحق سيضيء للمتعثر فيتمكن من القيام، وللمتعب فيجد الراحة والأمان، وللخائف فيتشجع، وهكذا يتغير العالم الذي نعيش فيه، والرب من خلال الشهادة البسيطة والأمينة التي نقدمها للنفوس هو الذي يُنير لهم، لأن الخليقة كلها غالية على الرب، والله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون (تيموثاوس الأولى2 :4)، ولذلك هو يرسل واحداً إلى مكان، وثان إلى مكان آخر، ويبقى ثالث في مكانه ليقدم لهم الشهادة فتستنير منطقته وهكذا قال يسوع المسيح لتلاميذه: "أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ." (متى5: 14 ـ 16) 
4)   سرور قلب الرب
لقد حصلنا بسبب موت المسيح على الحياة الأبدية الثمينة جداً. كم دفعنا؟ لا شئ.
     وماذا ينتظر الله منا لندفعه له؟ لا شئ إذاً هل الله ـ تبارك اسمه ـ يعطى ولا نقدم له شيئاً حتى كلمة: شكراً؟
لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً.. فالله يستحق أن نشكره ليل ونهار.. لنسمع ما يقوله المرنم بالروح القدس: "بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. 4الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ. 5الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ." (مزمور103: 1 ـ 5)
إن إحدي طرق التعبير للرب عن شكرنا هو شهادتنا له.. لا يطلب الرب منا أن نبالغ في الشهادة فهو ليس من يطلب المجاملات، ولا ينبغي أن نحرم الرب من حقه في الشهادة فنصمت لأن صمتنا هو: ظلم لـ الله الذي منحنا جوداً عظيماً وينتظر منا أن نخبر الآخرين لكي ينالوا هم أيضاً لأنه إله الكل.. يحب الكل ويريد أن يبارك الكل. هل نشكره بشهادتنا هل نبادله المحبة بمحبتنا التي تتحدث عن شخص "المحبوب".. إن هذا يسر قلب الرب جداً وكما قال الكتاب: "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ،..." (إشعياء53: 11)
   الله الذي في السماء، وكله خير ويعطى كل خير ورحمة لنا يتوقع أن يري فينا الوفاء لجلاله. ولهذا قال الرسول بولس: "لأَنَّهُ أَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُعَوِّضَ إِلَى اللهِ..." (تسالونيكي الأولى3: 9)، حتى لو كان شهادتنا للرب ستؤدي إلى الموت فليكن، لأن الموت الجسدي لن يحرمنا من الميراث السماوي بل بالعكس سيعجل بحصولنا عليه مع أكاليل أبدية طوبي لمن يحصل عليها ويكفينا وعد المسيــح "...كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ." (رؤيا يوحنا2: 10)
  
التدريبات والتطبيقات
- تشجع و لأتخف من أن تشهد عن عمل الله الذي عمله بالمسيح في حياتك.
- اطلب من الله أن يقودك بالروح القدس إلى من تشهد لهم.    
- اطلب من الله أن يفيض فيك بالحكمة لتشهد في الوقت الصحيح و بالأسلوب الصحيح.
- درب نفسك على أن تصلى دائماً لكل من تشهد لهم قبل وأثناء وبعد الشهادة وتذكر إن النتائج هي ليست في يدك.
- طبق ما تتعلمه من الحق في حياتك بسرعة حتى تشهد شهادة مبنية على الفهم والإدراك والاختبار.
تصور للواجب خلال الأسبوع
v    التحدي:
    في كل يوم أشكر الرب الذي دعاك و شرفك أن تكون شاهد له.
    أعلن كل يوم تمسكك بالحق و السلوك بحسب الحق فتتغير حياتك و تشهد عن ذلك.
    أعلن لـ الله يومياً قبولك أن تكون شاهد ليسوع المسيح متكلاًً على قيادة روحه القدوس لك.
    أعلن لـ الله استعدادك لتحمل معاناة الشهادة واثقا أنه سندك الوحيد في الحياة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة