[5] العلاقات الزوجية الوحدة الثالثة العلاقة مع الله والإنسان منهج التلمذة والتبعية الخاصة

[5] العلاقات الزوجية الوحدة الثالثة العلاقة مع الله والإنسان منهج التلمذة والتبعية الخاصة

 [5] العلاقات _ الزوجية _الكتاب_ الثالث

[5] العلاقات الزوجية الوحدة الثالثة العلاقة مع الله والإنسان منهج التلمذة والتبعية الخاصة



[5] العلاقات الزوجية

v هدف الدرس:
[1] فهم مكانة المرأة في كلمة الله.
[2] الوصول إلى مفهوم الزواج في الكتاب المقدس.
[3] أساسيات الحياة الزوجية الناجحة.
[4] تصحيح بعض الأفكار التي تحتاج أن تصحح في الحياة الزوجية.
*********************************************
الأسئلة الافتتاحية
ü   هل الزواج يقتصر على البحث عن المتعة؟
ü   ما نوع الرابط الذي تُبنى عليه الحياة الزوجية.. هل هو متعة جسدية؟ أم بناء ومشاركة؟ أم الاثنان معاً؟
ü   هل العلاقة الزوجية تتميز عن غيرها من العلاقات البشرية (الإنسانية)؟
ü   هل عند الله الخالق محاباة؟ أو يحق لنا أن ننسب إليه عدم المساواة؟
ü   من طبيعة الله القداسة.. هل من المعقول أن كليِّ القداسة يخلق أشياء نجسة؟ أو يعطى عطايا نجسة؟ أو يفكر أفكار نجاسة؟
ü   من طبيعة الله المحبة الفائقة. هل عند الله محاباة في المحبة؟ فيحب طرف أكثر من طرف أخر؟ أو يخلق طرف لاستعباد طرف أخر ويكون متمتع بكل الأشياء وفى أخرته يتمتع أيضاً بكل شئ؟


إبداع الخالق في الخلق
v  القراءات الكتابية:
(تكوين1: 27، 5: 1 ،2&  متى19: 4)
v  الآيات المؤثرة:
(تكوين2: 15 – 25) "وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ». وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ. فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ."
      لقد خلق الله آدم وحواء في حالة من البراءة والطهارة، وقد وُهب كل منهما عقلاً راجحاً وقلباً نقياً بكل قابلية للصلاح، بل قد وهبهما الله حضوره وشركته. صورة رائعة لآب سماوي في شركة وثيقة مع خليقته، صورة بديعة لشركة رائعة بين الله والإنسان من خلال الحياة اليومية العادية للإنسان!!. وليس ذلك فقط ولكننا نقرأ في (تكوين2: 20) "فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ"
     وعندما نقرأ في (تكوين2: 21) "فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا." ونجد أن الرب الإله خلق المعين، بما أخرجه من ذات جسد آدم، أي أن المعين موجود وجوداً كامناً في آدم. لقد خُلقت المرأة من آدم بعمل إلهي خاص كمعين كامل، لتكون معيناً نظيره.
    ثم في (تكوين2: 22)  نقرأ "وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.". لقد أخذ الرب ضلعاً واحداً وما أكمل وأمجد ما أحضره لآدم.. امرأة كاملة!!! فالله يبنى.. وما أكمل وأعظم ما يبنيه الله.
  وفى (تكوين2: 23)  نقرأ "فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ»."
   وكلمة إمرأة في العبرية هي "إيشا". لأنها مــن إمـــرءِ [إيش] أخذت ويري بعض العلماء أن كلمة [إيشا] تتضمن معني الرقة واللين، بينما تتضمن كلمة الرجل [إيش] معني القوة.
   وهنا نرى وقع خلق المعين في آدم.. لقد صار بلا شك في فرح غامر لوجودها، وأدرك إدراكاً كاملاً لحقيقة خروجها منه فأعلن بوضوح أنها عظم من عظامه ولحم من لحمه، ونرى ترحيبه بوجودها وبالعلاقة العضوية بينهما فيدعوها بلقبه هو إمرأة [وليست حواء].
      ونلاحظ أنه عندما خلق الله الجنس البشري، "خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ." علـي صورته (تكوين1: 27، 5: 1، 2& متى19: 4). فلم يخلقهم ذكراً فقط. فصورة الله إذاً تظهر في الرجل كما في المرأة على السواء، في الذكر كما في الأنثى، والمميزات الخاصة بكل من الجنسين لازمة لانعكاس طبيعة الله. فكلمة "امرأة" (إيشا) توحي بما منحه الله إياها من حساسية ومواهب في مجال العاطفة، مما يلزم لحفظ الجنس البشري وتقدمه. فلدي المرأة حساسية خاصة لحاجات الإنسان، وهذا يساعدها علي أن تفهم بفطرتها مواقف الآخرين ومشاعرهم.
    وفي النظام الإلهي تقوم سيادة الرجل علي المرأة علي أساس أسبقيته في الخلق، وليس علي أساس الأفضلية "وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ،لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ،" (تيموثاوس الأولى2: 12،13).
لكن.. هل للمرأة التي هي طرف في العلاقة الزوجية مع الرجل مكانة في الوحي المقدس (أي في كلمة الله)؟
مكانة المرأة في كلمة الله
1ـ إنها "نظير":
إن الرب الإله قال عند خلق حواء من آدم "...أَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ." (تكوين2: 18). إن كلمة "نظيره" تعني "مثله"، فلأن آدم كان عاقلاً وتاماً لا ينقصه شيء، كذلك المرأة هي إنسانة عاقلة وتامة لا ينقصها شيء [ونحن نقول مثلاً: وصل  رئيس وزراء (أي بلد) والتقي مع نظيره المصري. . أي مع رئيس وزراء مصر] فكلمة نظير تلغي أي مجال للسؤال من الأعظم ومن الأدنى. إذاً المرأة ليست ذيل للرجل بل مثله وبالتالي فأي تقليل من شأن المرأة هو مناقضة للماثلة التي علي أساسها صنع الله المرأة وتكلم قائلاً "أصنع نظيره".
2ـ لها تقديرها الخاص:
هكذا فعل أبونا الأول آدم حين أخذ الرب الإله ضلعاً واحداً منه وبناه امرأة، وآدم قال "...هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ." (تكوين2: 23). وهذه العبارة تعلن عن التقدير لهذه المخلوقة منه بل وبدون مبالغة تعلن عن تقدير وبهجة آدم أبونا الأول بـ المرأة فهي منه، والحقيقة أن كل امرأة يجب أن يكون لها تقديرها من رجلها لأنها عن طريق الاقتران (الزواج الشرعي) وبكيفية إلهية خفية صارت جزءًا منه يجب أن يقدّرها ويفرح بها أيضاً كما حدث من آدم تجاه امرأته.
3ـ أنها شريكة في إتمام الإرادة العليا: 
بالكيفية التي خلق الله بها الإنسان أصبحت المرأة هي الكينونة المكملة للرجل فمكانتها أنها ليست أبداً الناقصة بل هي والرجل يكملان بعضهما في استمرارية وجود الإنسان على الأرض، فقد قال "لآدم وحواء"."...أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ..." (تكوين1: 28). فكيف كان ممكناً للرجل وحده في تتميم هذه الإرادة العليا.
4ـ لها ميراث روحي وأبدي:
طالما نالت المرأة ميراث روحي وأبدى لا يقل عن الرجل إذاً هي لها نفس الحق في أي ميراث آخر مثال معمودية بيت كرنيليوس بالروح ثم الماء، يختلف الناس في توزيع الميراث هنا على الأرض فيميزون الرجل عن المرأة ويظلمونها ويظلمون بعضهم البعض بكل طرق التحايل الممكنة، ولكن هناك ميراث للمرأة مساوٍ تماماً لميراث الرجل وهو "نعمة الحياة" (بطرس الأولى3: 7) "كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ..."، أي نعمة الحياة الأبدية والمجد الأبدي، هذا الميراث يمنحه المسيح للمرأة كما للرجل ولا تقدر أي رئاسة أرضية أو دينية أن تحجب هذا الميراث عنها.
5ـ لها الحق في تقديم العبادة ونوال مواهب فائقة:
العبادة هي لـ الله وحده، ومن حقه أن تعبده كل الخليقة بما فيها المرأة وبصورة علنية كما بصورة شخصية في الخفاء، بل والأكثر من ذلك أن الله يعطيها الحق ولا يمنع عنها مباشرة الخدمة الروحية بل ويمنحها أيضاً مواهب فائقة للطبيعة فيقول بولس الرسول "وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ..." (كورنثوس الأولي11: 5 أ). وقديماً كانت "دبورة" نبية وقاضية أيضاً للشعب القـديم (قضاة4:4) "وَدَبُورَةُ امْرَأَةٌ نَبِيَّةٌ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ، هِيَ قَاضِيَةُ إِسْرَائِيلَ...". 
6ـ لها قيامة في الحياة الأبدية وستكون كملاك:
الملائكة هم خلائق روحانية نورانية لا وجود فيهم لما هو لسكان الأرض من تمييزات جسدية أو اجتماعية، وليس بينهم تزاوج ولا شهوة ولا متعة جسدية على الإطلاق، والسيد المسيح أعلن أن الرجل والمرأة في القيامة والأبدية "لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ." (متى22 :30) وبالتالي ليست هناك أي رئاسة من الرجل علي المرأة، وأيضاً لا توجد أي علاقات جنسية بين الرجل والمرأة في السماء لأنهم سيكونون كملائكة السماء لتمجيد وتسبيح الله.. والنظر إلي وجه الله وهذا قمة المتعة والفرح.
7ـ نالت التقدير والمديح من المسيح مثل الرجل تماماً:
لقد مدح السيد المسيح عدداً من الرجال مثل:
ü    قائد المئة "...اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا." (متى8: 10)
ü    نثنائيل "وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ"  (يوحنا1: 47)
ü    يوحنا المعمدان "...إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ" (لوقا7: 28)
وكذلك مدح النساء لأن لهم إيمان حقيقي عظيم مثل:
ü    المرأة الكنعانية "... يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ..."(متى15: 28)
ü       المرأة الفقيرة والمضحية "... وَرَأَى أَيْضًا أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْن فَقَالَ بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ..." (لوقا21: 1ـ 4).
ü       مريم أخت لعازر "...أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ اتْرُكُوهَا لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا...اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا."  (مرقس14: 6ـ 9)
إن يسوع المسيح لم يكن متحيزاً للرجال، ومتجاهلاً للمرأة بل كان يمدح الرجال كذلك كان يمدح النساء، بل إن "الملاك ويسوع المسيح" قد ائتمنا النساء علي أعظم خبر (بشرى) في الوجود وهو قيامته من الأموات إذ طلب من النساء أن يبلغن تلاميذه بأن القيامة قد تمت "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ...لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ...فَخَرَجَتَا سَرِيعًا...َقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي." (متى28: 5 ـ 10) 
إذن نفهم من هذا أن المرأة لها مكانتها المباركة في عيني الله وفي علاقتها الزوجية كطرف رئيسي في هذه العلاقة، وأنها شريكة للرجل وليست عبدة أو متاع، كما أنها لم تُخلق فقط لأجل متعة الرجل وإشباع احتياجاته الجسدية، والحق أيضاً أن المرأة حتى لو لم تكن متزوجة فإن مكانتها في عيني الله عظيمة ويجب أن تكون هكذا في عيني المجتمع لأنها مخلوق أيضاً على صورة الله له كل الحمد والمجد.

التخطيط الإلهي للعلاقة الزوجية
الرجل والمرأة (الزوج والزوجة)
v    القراءات الكتابية:
(تكوين2: 15 – 25& تثنية24: 1- 4& متي5: 32& متي19: 2ـ 6& أفسس5: 22 – 32& عبرانيين13: 4)
v                             ـ  مفهوم الزواج في الكتاب المقدس
- الزواج هو رابطة من أسمي الروابط البشرية التي أرادها الله ورتبها منذ بداية الخلق وهي رابطة تجمع بين شخصين فقط ذكر وأنثي إلي نهاية حياتهم (أو حياة أحدهما)، وجوهر هذا الرباط هو المحبة والتفاهم والاحترام، وهذا التدبير الإلهي قائم منذ بدء الخليقة حتى نهايتها، وتدعونا كلمة الله أن نوّقر الزواج إذ يقول: "لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ..." (عبرانيين13: 4)
v العناصر الضرورية للزواج:
1-     فهم العلاقة الزوجية
"«مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا »." (أفسس5: 31)
إن هذه الآية تُرينا أن هناك قانون ثابت للزواج وأيضاً طبيعة ثابتة للحياة الزوجية. والواقع أن بولس الرسول الذي كتب الرسالة إلي أهل أفسس لم يضع هذا القانون، بل من البدء وقت أن خلق الله الإنسان وهذا القانون مرسوم  "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ... لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (تكوين1: 27، 2: 24)
     والسيد المسيح عندما جاء في الجسد أكد استمرار العمل بنفس قانون وطبيعة الحياة الزوجية.
"وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ". (متي19: 2ـ 6)
ـ قانون "نموذج" إتمام الزواج: (تكوين2: 24)
هناك مبدأين في هذا القانون:
[1] يترك                               [2]  يلتصق
والنظام أو المثال الذي رسمه الله هو أن يتم الزواج بأن يترك الرجل أبيه وأمه بعد أن كان يلازمهما ويتابعانه ويرشدانه ويبيت معهم، وهو يتركهما بكل محبة وتقدير لدورهما معه ليذهب ويلتصق بامرأته أي يلازم و يرتبط تماماً بامرأته فلا زواج صحيح بدون هذا الترك.
ـ ومن الواضح أن لفظ "يترك" تشير إلي عمل علني شرعي يتم في زمان ومكان مُعينين ليكون الزواج صحيحاً، وهذا ما يتم في صورة دعوة يوجهها العروسين للناس لحضور عملية ترك الرجل لأبيه وأمه وارتباطه بعروسه وكتابة شهادة زواج رسمية أمام الناس، وهذا يعني أنه لا يوجد أبداً ما يسمى بزواج في السر.
ـ ونفس عملية "الترك" هذه تشمل المرأة أيضاً فهي تترك والديها "...وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ." (مزمور45: 10) فعلى المرأة أن تترك تعلقها ببيت أبيها مهما كان به من أمجاد وذكريات لكي تستطيع أن ترتبط برجلها الذي يطالبه قانون الزواج الإلهي بأن يترك أبيه وأمه ويلتصق بامرأته، والمرأة مُطالبة بأن تلازم بيتها إذ يأمرهن الرسول بولس أن يكن "مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ،..." (تيطس2: 5)
ـ ومن هذه الآية نتعلم أيضاً أن الله لا يوافق علي افتراق الزوجين عن بعضهما لأنه بعدما ارتبطا بالزواج المقدس فلا معنى لافتراقهما مهما كانت أنواع المشاكل التي تعترضهما حيث أن التقارب هو الذي يساعد على التغلب على أي اختلاف في الرأي بينهما.
2- فهم طبيعة الحياة الزوجية  (متي19: 5)
هنا صميم الزواج وطابعه الجديد الذي يريد الله أن يفهمه كل زوجين، فهما في نظر الله والسماء عبارة عن كيان "واحد" فلقد ارتبطا معاً لكي يتقاسما كل ما يقابلهما من أفراح وآلام، من نجاح وفشل، ويكون كل منهما قريب من الآخر أكثر من أي شخص آخر.
فالزواج الأول في الحياة قد تم بأن أخذ الرب الإله ضلعاً من أدم وبناه فتكونت حواء التي أعطاها الله زوجة لأدم، وعندئذ جاء القول أنهما "...وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا..." (تكوين2: 24) هذا هو الزواج الذي دبره الله حيث المرأة فيه هي من أجل الرجل أصلاً وإتحادها به ليس إلا عودة جزء من كيان الرجل إليه مرة آخرى، فإن المرأة بالزواج هي جسد الرجل لأنها أصلاً منذ بدء الخليقة مأخوذة منه. وفي الزواج عادت إليه.
 وفهم الرابطة الزوجية على هذا الوضع يجعل الرجل حريصاً جداً علي امرأته وباذلاً كل ما في وسعه لإراحتها وإسعادها. ويجب أن نعرف أن كلمة "جسداً واحداً" لا تعني فقط مجرد الالتصاق الجسدي بل تعني أن كيان كل منهما المكون من الروح والنفس والجسد والموجود على الأرض في وعاء الجسد هو أمام الله كياناً واحداً. الروح مع الروح والنفس مع النفس والجسد مع الجسد، وفي فكر الله أن كل منهما يكمل الآخر وبدون وحدانيتهما الكاملة يعتبران ناقصين أمام الله، إذ يقول الله "أَفَلَمْ يَفْعَلْ وَاحِدٌ وَلَهُ بَقِيَّةُ الرُّوحِ؟..." (ملاخي2: 15).
ومعناها: ألم يصنع الرب الرجل وبقية روح الرجل في المرأة، فروح الرجل في المرأة التي هي بقيته أو جزء منه، وهذا يرينا مدى الرابطة التي أوجدها الله بين الرجل وامرأته، إنها عميقة وممتدة بينهما بكيفية عظيمة، لذلك يؤكد بولس الرسول هذه الرابطة بأنها خالية من البغضة [الكراهية]  قائلاً بأنه "فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ،..." (أفسس5: 29)
ونتعلم من آية "وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا":
 أ – دوام الحياة الزوجية:  (متي19: 2ـ 9)
 فمن البدء خلق الله الذكر والأنثى ليكون بينهما ارتباط بالزواج مدي العمر وليس لفترة معينة، وما هو من البدء فهو الأصل. ولكن لماذا جاء فكر الطلاق في شريعة موسى؟
(تثنية24: 1- 4) "«إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ، فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَةً، لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لَهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. فَلاَ تَجْلِبْ خَطِيَّةً عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا."
    وهنا نري أن الرب يسوع قد فسر هذا النص بأنه لأسباب بشرية وهي قساوة القلب، فقد رأى الله في العهد القديم أن قلوب شعبه لم تكن قد لانت بعد، فبدلاً من أن يقتل الرجل امرأته ليتخلص منها سُمح له بأن يطلقها لحفظ حياتها، فالرب يسوع هنا يتكلم عن سماح (الله في العهد القديم) وليس عن مشيئة، أما في الأصل أو في البدء فـ "لا" للطلاق أو الانفصال.
ـ إن السبب الوحيد الذي سمح فيه الرب يسوع للطلاق في العهد الجديد هو الخيانة الزوجية، لأنه بخيانة طرف لآخر فإن العلاقة بينهما تعتبر قد انهدمت وماتت، والوحدانية بينهما تكون قد انقسمت، إلا إذا غفر الطرف المظلوم وتاب الطرف الخائن.
     أو إذا قدر طرف على احتمال ما قد حدث من خيانة الآخر له من أجل الأسرة. وكل هذا هنا يرجع للطرف المظلوم، فإنه إن لم يقدر علي الاحتمال وطلب الطلاق لا يكون مخطئاً، وإن أراد أن يغفر ويحتمل فلا شك أن الرب سيُباركه.
"وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّــهُ يَزْنِي." (متي5: 32)
ـ إن زواج من طلقوا بسبب لغير الخيانة الزوجية هو زنى أمام الله، لأن العلاقة الزوجية الأولى هي في نظر الله لا تزال قائمة حتى لو كان هناك افتراق، أما في حالة اكتشاف الخيانة وانتهاء العلاقة بالطلاق فإن الطرف المظلوم يحق له أن يتزوج مرة أخرى إن أراد لأن العلاقة الأولى قد صارت في حكم الميتة.
ب- أنه لا وجود لتعدد الزوجات أمام الله (شريعة الزوجة الواحدة):
لأن الكتاب يقول بوضوح تام "يكون الإثنان جسداً واحداً" فلو كان هناك موافقة إلهية بتعدد الزوجات لقيل يكون الإثنان أو الثلاث أو الأربع جسداً واحداً ولكنه قال "الإثنان" فقط، وطبيعي أنه لا يستساغ بأي صورة من الصور أن يكون الرجل والمرأة واحداً، ويكون نفس الرجل مع امرأة أخرى واحداً أيضاً لأن "واحداً" تعني نصفين كل منهما غير قابل لتكرار ذاته في زواج آخر.
    مادام الزواج هو تدبير إلهي فهو يحتاج منا إلي احترامه، و هذا التدبير من الأمور التي لا رجوع فيها، فمكان السكن يمكن تغييره ونوع العمل الذي يقوم به الرجل يمكن أيضاً تغييره واستبداله بآخر، وعلاقات الصداقة يمكن تغييرها. أما في الزواج فلا تغيير أو تبديل لا الزوج ولا الزوجة إلا في حالة انتقال (وفاة) أحد الزوجين، لذلك يحتاج الشاب والفتاة إلى التدقيق في الارتباط عند الزواج، فمن المهم جداً أن يتشاور الإنسان مع الله لكي يعرف منه من هو الشريك الآخر الذي رسمت مشيئة الله الارتباط به لأنه من المؤكد أن الله رسم أمر الزواج عنده.
  والصلاة لله وانتظار إعلان مشيئته هما العاملان الأساسيان الذي يقوم بهما الرجل أو المرأة قبل أي ارتباط وهذان العاملان يضمنان حياة زوجية ناجحة ومثالية وبالتالي إتمام كل قصد الله في حياتهما، أما الاكتفاء بالجاذبية الجسدية أو الغنى المادي فهذه ليست مقاييس صحيحة لتحديد الشخصية التي يريدها الرب للإنسان لتكون شريكة له مدى الحياة.
ونلاحظ أن عدداً من المشاكل الزوجية أو الحياة الزوجية الجافة سببها الاختيار الذاتي والاستحسان البشري في الارتباط بشريك أو شريكة الحياة، ومع أنه في بعض الزيجات قد لا تكون مشيئة الله هي التي جمعتهما لكن مع ذلك الزواج الذي يتم بطريقة شرعية هو قائم أمام الله ولا يمكن تبديله حتى لو اكتشف الزوجان بطريقة ما أن زواجهما لم يكن حسب اختيار الله فعليهما في هذه الحالة أن يقدما تنازلات عن مطالبهم الشخصية ويتحملا بعضهما من أجل استمرار حياتهما الزوجية لكي يحققا معاً ولو أدنى نسبة نجاح في تلك الحياة، لأنه لا يجوز إطلاقاً تحت أي سبب أن ينفصلا عن بعضهما وإلا حُسبت عليهما خطية أعظم.

ـ والخلاصة:
أنه من الأفضل أن يصلي الإنسان كثيراً أمام الرب بمجرد البدء في التفكير الجاد في أمر الارتباط حتى يقوده الله.
vوصايا الله للزوجين: (أساس الحياة الزوجية الناجحة)
الحياة الزوجية هي حياة شركة دائمة بين طرفين ولابد من فهم الأساس الإلهي الثابت الذي وضع حتى تستمر هذه الشركة لا بروح الضيق والاضطهاد بل بروح الفرح والاقتناع ولاسيما أن الحياة الزوجية تؤثر على الجوانب الأخرى في الحياة وتتأثر بها أيضاً ـ ففي الحياة الزوجية مثلاً:
أن تفهّم كل طرف للأساس السليم الذي وضعه الله للإنسان بالنسبة للحياة الزوجية يجعلها تنضج وتصير قوية وتثمر في الحياة الروحية والطبيعية أيضاً. إن هذا الأساس يقوم على:
أ- محبة الرجل لامرأته.                
ب- خضوع المرأة لرجلها.
جـ- احترام العلاقة الزوجية.
أ-  محبة الرجل لامرأته:
"أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا،" (أفسس5: 25)
المحبة أسمى صفة في الوجود ولا معنى إطلاقاً لقيام العلاقة الزوجية أو استمرارها بدون المحبة المتبادلة بين الطرفين، وتؤخذ محبة المسيح للكنيسة مثالاً ونموذجاً أمام كل زوجين. فلقد أحب المسيح الكنيسة إلي درجة أنه "...اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. " (أعمال الرسل20: 8) أي أحبها محبة قوية جداً حتى أنه قدم ذاته على الصليب لأجل أن يطهرها بدمه فينقذها من الهلاك ويصالحها مع السماء ويقترن بها اقتراناً أبدياً لا ينتهي، لذلك فكل اقتران لا يفهم هذا البعد الروحي هو ارتباط قاصر لأن المحبة البشرية الطبيعية قد تتأثر بأي ظروف فتضعف، أما النظر لمحبة المسيح للإنسان وللكنيسة فهي كافية لأن تجعل كل رجل عاقل أن يعرف كيف يحب امرأته بكل إخلاص.
لكن المحبة هي أساس ووصية يطالب الله بها المتزوجين، فالمحبة لا غني عنها للعلاقة الزوجية، وبدونها يكون الزواج رحلة عذاب ومعاناة، وتكون فرصة الشيطان كبيرة جداً لإفساد تلك الحياة وتشتيت أطرافها الأمر الذي يجعلهما يعيشان حياة مليئة بالأخطاء، وبالتالي غضب الرب عليهما بسبب تلك الأخطاء الصادرة منهما في حق بعضهما وفي حق الحياة الزوجية التي صنعها الرب، فالمحبة هنا هي مثل الغذاء والماء والدواء أيضاً، وكم تخفف المحبة الكثير من المتاعب والمسئوليات التي يتحملها أحد الشريكين أو كليهما، وكم تعطي من تشجيع ودفعات قوية لتحقيق أهداف الله ومقاصده.
ـ  ومن عظمة المحبة: أنها ليست المادة أو في المادة بل في الروح وفي أعماق القلب، فمثلاً المحبة الحقيقية لا تحتاج إلى كمية من "المال" لكي ترضى الزوجة أن تحب رجلها، كما لا تحتاج المحبة إلى [جمال شكلي كبير وزينة خارجية] حتى يُحب الزوج امرأته لأن المسيح أحب الكنيسة رغم سوء حياة أعضاءها قبل الإيمان به، ورغم الضعفات التي توجد في أولئك الأعضاء حتى بعد الإيمان بالمسيح، كما أن الكنيسة تحب المسيح رغم الآلام والإضطهادات التي تلاقيها بسبب الشهادة له في العالم.
ـ ولكن: الروح والقلب النابضان بالمحبة يعبران ويعلنان دائماً عن وجود تلك المحبة بكل سلوك عملي وتلقائي غير مفتعل وبكيفية بسيطة غير معقدة، فالرجل يستطيع أن يعبر عن محبته لامرأته من خلال اهتمامه بها وكلماته لها، ومن خلال مدحه لها علي كل عمل يكلفها عناء أو يتم بصورة ترضيه، وأيضاً بتشجيعه لها على التقدم إن أخفقت في أي جانب، وعموماً القلب المحب لا يعوزه الوسائل التي يعبر بها عن محبته ولا يهدأ إلا بعد أن يفعل ما في وسعه من إراحة وإسعاد شريكة حياته حتى لو ضحى بأغلى ما يملك [ما عدا التضحية بالحياة الروحية ووصايا الرب] ومثل هذه المحبة الغالية كتب عنها سليمان فقال: "مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا." (نشيد الإنشاد8: 7)
ـ إن المحبة هي بالطبع يجب أن تكون موجودة في الشريكين بدليل أن نفس الرسول بولس يطالب المتقدمات في السن بأن ينصحن الزوجات الحديثات الزواج "أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ." (تيطس2: 4) إذن وصية المحبة هي للأنثى أيضاً، ولكن واضح من رسالة أفسس أنها مكثفة ومركزة وموجهة للرجل لتحثه بكل طرق التشبيهات لكي يكون مُحباً لامرأته وهذا لأن:
1ـ الرجل هو الذي يتقدم للمرأة لكي يقترن بها. ولذلك يجب أن يكون هو البادئ والمستمر في تقديم المحبة لامرأته ــــ أي أن محبته تعتبر أساس بدء العلاقة الزوجية، والمرأة عندما تقتنع به زوجاً مُحباً لها فمن السهل أن تفتح قلبها له وتُحبه وتتبعه في هذا الاتجاه، كما أن أقل تصرف بسيط وصادق يبديه الرجل نحو امرأته فتشعر من خلال هذا التصرف بالأمان والطمأنينة مع رجلها فإن هذا يفجر منها طاقات المحبة، ومحبة النساء مشهورة ومعروفة منذ القديم وكان يُضرب بها المـثل (صموئيل الثاني1: 26) "قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ."
2ـ لأن الرجل غالباً بسبب انشغالاته في عمله خارج البيت يعتاد على التفكير والتعامل مع الأوضاع المادية ومشاكل العمل وهذه قد تتسبب في جفاف عواطفه.. الأمر الذي يختلف في المرأة فهي طوال مكوثها في البيت فإن جزء كبير من تفكيرها يكون منحصر في زوجها وبالتالي فعواطفها حاضرة ومحبتها من السهل تقديمها لرجلها لذلك جاءت الوصية للرجل حتى لا يغفل هذا الجانب الحيوي بسبب مسئولياته ومشغولياته أو لأي سبب آخر.
3ـ إن الرجل بسبب القوة التي منحها الله له ليقوم بأعماله ويتحمل مسئولياته، ولكن أحياناً يُحول هذه القوة التي يستخدمها في العمل والإنتاج إلى عنف يستخدمه مع المرأة وهي ضعيفة جسمانياً فيسبب لها جروحاً نفسية بالإضافة إلى الضرب نفسه، وهنا يدعونا الوحي المقدس قائلاً "كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ." (بطرس الأولى3: 7). إذاً أي نوع من أنواع القسوة هي خطيئة أمام الله، ومرفوضة تماماً من جلاله.

ب ـ خضوع المرأة لرجلها:
"أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ." (أفسس5: 22, 24)
"أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ." (كولوسي3: 18) 
"كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ،" (بطرس الأولى3: 1) 
ـ الخضوع هو الالتزام الأساسي للمرأة تجاه رجلها.. وهو في نفس الوقت الطريقة التي تعبر بها لرجلها عن محبتها له، وهذا الالتزام مأخوذ أصلاً من خضوع الكنيسة خضوعاً تاماً للمسيح، فالمسيح رأس الكنيسة، والكنيسة جسده ويليق جداً بالرأس أن يكون الجسد خاضعاً له.
وقد رأينا في سفر الأعمال الإصحاح الثاني أن الروح القدس قد انسكب في الكنيسة الأولى على النساء كما على الرجال والرب يسوع نفسه قد سمح بأن تكون النساء من ضمن دائرة المقربين إليه، كما مدحهم مثل مدحه للرجال تماماً "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا»." (مرقس14: 9)
ـ ولذلك فالمرجح أن مطالبة المرأة بالخضوع لرجلها تعني تفهمها لوضعه، وطريقة تفكيره، وسلوكها بغير عناد أو تمرد لرغباته وإرادته المعقولة. والمرأة العاقلة هي التي تجتهد في فهم طبيعة شخصية زوجها وتدرب نفسها على إعلان ولاءها وخضوعها له في النهاية لما اتفقا عليه معاً. هذا سيجعل الخضوع أكثر سهولة ونابع من القلب. وسنناقش الآن ثلاث جوانب في الخضوع:
v الخضوع رغم العوامل المضادة:
المرأة ملتزمة بالخضوع لرجلها في جميع الظروف والأحوال حتى رغم ضعف محبته أو نفوره (الذي قد يكون أمراً طارئاً لأسباب ما) أو رغم شخصيته التي لا تتغير لأنها في هذه الحالة تكون منفذة لوصية الرب، والرب دائماً يُقدّر ويبارك الذين يحترمون وصاياه حتى لو لم يجدوا رد فعل طيب من البشر والأوضاع المحيطة بهم.
    فلكي يمكن للمرأة أن تستمر متممة تلك الوصية المرتبطة بحياتها الزوجية تحتاج أن تحصل على قوة من الله، وهذا ما يمكن أن تناله دائماً من خلال شركتها واتصالها بالمسيح لأن الرسول بولس عن اختباره يعلمنا قائلاً: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." (فيلبي4: 13)
     ففي المسيح قوة غير عادية يمكن للرجل أن يحصل عليها لُحب امرأته رغم أخطاءها، وفى المسيح قوة يمكن أن تستمدها المرأة لكي تستمر خاضعة لرجلها بكل رضى وسرور. فالمرأة نازفة الدم برغم أخطاؤها، لكن المسيح لم يتركها بل قال "قَدْ لَمَسَنِي وَاحِدٌ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ قُوَّةً قَدْ خَرَجَتْ مِنِّي»." (لوقا8: 46)
     فقد لا تستطيع المرأة أن تعظ بشفاهها وقد لا يقبل زوجها أن يستمع إليها، ولكنها تستطيع بحياتها النقية المكللة بالخضوع أن تُحدث في رجلها أقوى تأثير يقوده إلى معرفة الله أو تصحيح أخطاؤه، والمرأة تنجح نجاحاً باهراً إذا اعتبرت أن أمر خضوعها هو فرصة لتدريبها وتكميلها روحياً الأمر الذي يجعلها من خلال خضوعها تصل إلى أفاق روحية جديدة ويؤهلها لأن يعمل الرب بها عملاً مجيداً، كما أنه يقوم بتعويضها في الوقت الذي يختاره فيكون ذلك سبباً لتعزية وفرح مضاعف لها.
ولذلك فإن استمرارها في الخضوع لرجلها إتماماً لوصية الكتاب رغم المتاعب التي قد تجدها من زوجها سيؤدي يوماً ما وحتماً إلى أن يخجل ذلك الرجل من نفسه ومن طريقته فيعود إلى الله، وتكون بذلك قد ربحته للمسيح كما يؤكد ذلك الرسول بطرس في (بطرس الأولى3: 1، 2) "كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ (أي بعض الرجال)  لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ، مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ."
v الخضوع في وضعه الصحيح:
لقد طلب الكتاب من المرأة في (أفسس5: 24) أن تخضع "...فِي كُلِّ شَيْءٍ." فهل هذا يعني الخضوع المطلق؟ أي سواء كانت رغبات الرجل صالحة أو فاسدة، لائقة أو غير لائقة.
لا..لأن الرسول بولس يطالب النساء قائلاً "أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ" (كولوسي3: 18) أي كما يليق أن يكون خضوعها لله. إذن هذا الخضوع منها لرجلها هو على مستوي عالِ إلى درجة أنه يشبه خضوعها لله، وهنا ينشأ سؤال وهو: هل الله يطلب من الإنسان أن يعمل أي عمل شرير أو شيء غير لائق؟
قطعاً لا..، إذن خضوع المرأة لرجلها "في كل شيء" يعني في كل شيء "صــالح" و "مقدس" و "ولائق" و "معقول".. ولا يقصد الكتاب أبداً الخضوع المطلق وإلا إعتُبر إلزاماً على المرأة أن تشارك زوجها في أي خطية يريد أن يفعلها، ويريدها أن تفعلها معه سواء مشاركة أو مجاملة له، وهذا أمر يتعارض مع الدعوة المقدسة التي دعانا الرب أن نحيا فيها، بل هو أمر مُجلِب لغضب الله على الرجل والمرأة. ونجد مثالاً لهذا الأمر في سفر أعمال الرسل (الأصحاح الخامس) قصـة حنانيا وسـفيرة، حيث نري امرأة اتفقت مع زوجها على الكذب والاختلاس وماذا كان حكم الرب عليهما سوى بالموت الفوري تأديباً لهما. إذن لم ينفع "سفيرة" امرأة "حنانيا" خضوعها لرأي زوجها الذي غالباً طالبها بأن تكذب، وتوافقه على كذبه فحصدت نتيجة خضوعها الخاطئ له. لذلك يجب على المرأة أن تكون ملتزمة بالخضوع لرجلها في إطار وضعها كزوجة له وما يرتبط بهذه العلاقة من نواحي اجتماعية باعتبار الرجل رأس المرأة.
أما الحياة الروحية وأيضاً الأخلاقية "الأدبية" فالخضوع الكلي والمطلق هو للرب وحده، بدليل أنه لا يعقل أن يترك الرب للرجل حرية التحكم في علاقة المرأة بالرب فيأمرها مثلاً بأن لا تصلي، ويكون إلزاماً عليها أن تطيعه وتخضع له أو أن يطالبها بارتداء ملابس خليعة لتمشي بها في خارج المنزل، أو مشاهدة الأفلام الإباحية معاً بحجة تنشيط العلاقة الحميمة، ويكون خضوعها أمراً واجباً، فلو قلنا هذا لصار الرجل ليس رأس المرأة بل إله المرأة وهذا تجديف.
إذن المرأة مُطالبة بالخضوع لرجلها في كل الجوانب السليمة والمقدسة ما عدا في الجانب الخاطئ، لأن خضوعها للخطأ يعتبر تعدي على وصايا الله، ونعود ونكرر مرة أخرى فنتساءل، إذا كان المطلوب من المرأة هو خضوع كلي فهل تخضع المرأة للرجل إذا طلب منها أن تنتحر؟ أو ترقص؟ أو تزني؟ أو تسرق؟ بالطبع هذا ليس خضوعاً.
لذلك فلتدرب المرأة نفسها على الخضوع لزوجها بكل وداعة وسرور طالما كان مطلوباً منها ذلك في الحدود المعقولة أو اللائقة وغير المخالفة لوصايا الله.
لكن..،
هل أخطاء الرجل في حياته الشخصية أو سلوكه الشخصي يجعل المرأة لا تخضع له؟
بالطبع لا.. فإن خطأه هو وحده سيتحمله (إن كانت لم تشترك معه في الخطأ)، أما هي فلابد أن تبقى على خضوعها وطاعتها لرجلها في جميع الجوانب الحياتية الأخرى التي لا خطأ فيها، وعليها أن تجتهد في التخلص السريع من كل تصلب أو كبرياء فيها يعرقل عملية الخضوع أو التفاهم مع زوجها، لأن قوة المرأة الحقيقية تتجلى في خضوعها للرجل، لأن الخضوع هو جزء كبير أو جانب عظيم من جوانب "التعفف" الذي هو "ضبط النفس".., والتعفف صفة روحية وأدبية وثمرة قوية من ثمار عمل الروح القدس في النفس.
"وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ"
(غلاطية5: 22)
ج- احترام العلاقة الزوجية:
"وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا."(كورنثوس الأولى7: 33،34)
"غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ." (كورنثوس الأولى11: 11، 12)
"أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ." (تسالونيكي الأولى4:4)
"كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ." (بطرس الأولى3: 7)
لقد اهتم الرسولان بولس وبطرس أن يكتبا لنا عن هذه المساواة بين الرجل والمرأة لكي تعتدل نظرة كل واحد للآخر، أو بلغة أخرى لكي يحترم كل طرف العلاقة الزوجية التي تربطه بالطرف الآخر. وقد يكون هذا الاحترام موجوداً في بعض الأوقات والظروف، ولكن كلمة الله تعلمنا أن جانب "الإحترام" لا يجب أن يكون جزئياً أو وقتياً، لأن لحظة واحدة فقط من عدم الاحترام قد تهدم حياتهما معاً، كما أن الإحترام هو أمر يهم الله لأنه هو الذي جمعهما معاً لكي يعيشا سعداء ويمجدان الله.
v أوجه الاحترام في الحياة الزوجية:
     للاحترام في الحياة الزوجية صوراً وجوانب عديدة التي تنطبق في جميع نواحي الحياة ولكننا سنورد أهم تلك الأوجه التي تعد بحق مقياس يقيس به كل طرف مدى احترامه للحياة الزوجية التي رتبها ورسمها الله، وأيضاً مدى احترامه الواجب للطرف الآخر معه وهي:
1-    حفظ النفس والجسد طاهرين تماماً
    إن جسد كل طرف من الزوجين يتبع الطرف الآخر فقط وكذلك مشاعر ونفس كل منهما هي للآخر، فلا يجب إطلاقاً أن تقوم أي علاقة عاطفية أو جسدية من أي طرف مع طرف آخر خارج العلاقة الزوجية. إن مثل هذه العلاقات هي خطية أمام الله، وخطية في حق الطرف الآخر.. لهذا ليفهم كل زوجين أنه ليس من حق أي طرف أن يتصرف في جسده كما يشاء تحت أي ظرف أو مبررات سواء بسبب تقصير من أحد الأطراف أو بسبب عدم تفاهم، فالله يأمر كل واحد بأن:
 "...يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ،" (تسالونيكي الأولى4: 4) ولنذكر أن داود حين أخطأ وسقط في علاقة غير مقدسة فحاكمه الرب وأدبه لأنه أخطأ في حق الله وفي حق العلاقة الزوجية التي كان مرتبطاً بها قبلاً.
    إن احترام الحياة الزوجية يقتضي أن يحفظ كل من الرجل والمرأة نفسيهما وجسديهما طاهرين بدون أي تلوث أمام الله وأما بعضهما.
2ـ الوفاء بالحقوق الخاصة
"لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ. لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ. لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ." (كورنثوس الأولى7: 3-5)
-       يجب على الرجل أن يبادر هو بهذا الأمر (العلاقة الجنسية)، وهو أمر غير نجس إطلاقاً بين الرجل وزوجته ويخدم الطرفين، والمرأة تنتظر مبادرة الرجل في هذا الأمر، لذلك يجب على الرجل أن يمهد للمرأة التجاوب معه في هذه العلاقة، وأن يكون رقيقاً معها ويعطيها الفرصة هي الأخرى للإشباع.
-       عدم الوفاء بهذا الجانب أو نقص الكفاءة الجنسية يسبب قلق وتوتر عصبي ونفسي لدى المرأة وينتهي باستسلام اضطراري لأن الضغط العاطفي المكبوت لديها يسبب لها أمراضاً مثل: اضطراب في المعدة ــ صداع نصفي ـ ضغط دم عالي ـ اضطراب في القولون ـ إجهاد عام..
-       تنتظر المرأة هذا الأمر كدليل لإثبات رجولة زوجها.
-  إذا كان الزوج يعاني من نقص الكفاءة الجنسية يتحتم عليه ومن جانبه شخصياً كعلامة على الأمانة أن يعرض نفسه على الطبيب.
-       توقف العلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة مؤقتاً هو في وقت:
أ0 الصوم والصلاة
- وفترات الصوم والصلاة يجب أن تكون "إلى حين" وليست على فترات طويلة وبموافقة الزوجين، ثم يجتمعا أيضاً معاً في علاقتهما الجنسية السوية، لكي لا يجربهما الشيطان بسبب فقدانهما القدرة على ضبط نفسيهما إذا تماديا في الانقطاع عن ممارسة الجنس بتطرف. "لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ." (كورنثوس الأولى7: 5)
 ب 0 وقت الدورة الشهرية للزوجة
   ولقد طالب الرب بعدم ممارسة الجنس مع الزوجة وهي في طمثها واعتبر ممارسة الجنس في هذه الحالة إذلالاً لها.
"«وَلاَ تَقْتَرِبْ إِلَى امْرَأَةٍ فِي نَجَاسَةِ طَمْثِهَا لِتَكْشِفَ عَوْرَتَهَا." (لاويين18: 19)
"وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ طَامِثٍ وَكَشَفَ عَوْرَتَهَا، عَرَّى يَنْبُوعَهَا وَكَشَفَتْ هِيَ يَنْبُوعَ دَمِهَا، يُقْطَعَانِ كِلاَهُمَا مِنْ شَعِبْهِمَا." (لاويين20: 18)
"فِيكِ كَشَفَ الإِنْسَانُ عَوْرَةَ أَبِيهِ. فِيكِ أَذَلُّوا الْمُتَنَجِّسَةَ بِطَمْثِهَا."(حزقيال22: 10)
ج 0 الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة محددة بعد الولادة
    توجد وصايا تتعلق بالطهارة الطقسية في الناموس إلا أننا نعتقد أهميتها الطبية، والصحية، والجسدية، ونرى أن الرب هو خالق الجسد البشري يعرف ما يفيده، وما يضره، وما يزيده استمتاعاً بالحياة، وما يهدم عافيته. (لاويين12: 1ـ 7)
د 0 وقت المرض لأي من الطرفين إذا كان مرضاً صعباً مثل أمراض القلب...
    توجد بعض الأمراض الصعبة التي تحتاج إلى الراحة وعدم بذل أي مجهود، وفي هذه الحالة لابد أن يُقدِّر الطرف السليم مشاعر الطرف الآخر المريض، لأن هذا يدل على أن الحياة الزوجية مبنية على المحبة والتقدير بين الزوجين، وليس على العلاقة الجنسية فقط. 
03 الإرضاء المتبادل في الحدود المعقولة واللائقة (كورنثوس الأولى7: 33، 34)
"وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا."
  فلا شك أن كل طرف قد ترك بيته وأسرته لكي يجد بيتاً جديداً أو أسرة جديدة، ولذلك فلابد من سعي كل طرف لإراحة وإرضاء الآخر بقدر الإمكان وفي الحدود المعقولة والمعتدلة، إذ أنه من الخطأ أن يري طرف مثلاً أن الطرف الآخر يحتاج أو يُحب شيئاً معيناً فيكون رد الفعل هو الاستهانة أو التصرف بسلبية في هذا الأمر، لكن مادامت مطالب أي طرف هي مطالب عادلة ولائقة ولا تعطل الحياة الروحية فليكن الاستعداد للاستجابة متوفراً وبصورة لا تُشعر الطرف الآخر بأن الأمر إجبار وقهر بل رضا وسرور، لأن الحياة هي عطاء وأخذ ولو بصورة غير منتظمة، والرسول بولس يتكلم في (كورنثوس الأولى7: 33 ،34) عن الإرضاء المتبادل ففي (ع 33) يُرينا كيف أن الرجل يهتم بإرضاء امرأته، ثم في (ع 34) يُرينا كيف أن المرأة عليها أن تهتم بإرضاء رجلها، إذن ليس من حق طرف أن يكون هو موضع الإرضاء على الدوام بينما يكون مُهملاً طلبات واحتياجات الطرف الآخر، فإن هذه هي الأنانية المتكبرة التي يُبغضها الرب نفسه، أما الإرضاء المتبادل الذي تكلم عنه الكتاب فهو في صورة جميلة للحياة الزوجية السوية.
 ملاحظة:  بخصوص كلمة "فيما للعالم" (كورنثوس الأولى7: 33) فإن الرسول بولس لا يقصد هنا أن يصير الرجل (عالمياً) وامرأته (عالمية) لكن كلمة "العالم" هنا تعني الحياة التي على الأرض.
4- المشاركة الدائمة بينهما
    الحياة الزوجية هي حياة اثنين فقط، لذلك فهي لا تحتاج إلي الانفرادية التي تفرض حالة من الغموض بينهما، فمن اللائق للزوجان أن يتشاركا في جميع الأمور التي تخص حياتهما الزوجية وبيتهما وأولادهما، ولا يحق أن يتصرف أي طرف منهما في جميع الأمور متجاهلاً الطرف الآخر الذي يشاركه نفس الحياة، وإلا فما كان داعي لمثل هذا الارتباط. فمن طبيعة التفاهم ومناقشة الأمور بينهما أن يؤول ذلك إلى زيادة تقاربهما ونضوج أذهانهما، وهذا سيخلق قدرة على مواجهة أي مشكلة يتعرضان لها، والسبب في هذه القدرة هو تفاهمهما السابق واستقرار آراءهم على طريقة المواجهة أو الحل.
      شيء آخر تخلقه المشاركة التامة هو إمكانية تشجيع وتأييد طرف للطرف الآخر في أي موقف، وإلا فكيف يستطيع طرف أن يُشجع الآخر ويُصلي من أجله بينما هذا الطرف الآخر هو شخصية غامضة لم تقدم حقيقة الأمور أمام ذلك الطرف، لذلك يحتاج كل زوجان أن ينفتحا فكراً وقلباً لبعضهما ويحترم كل واحد عقل ومشاعر الآخر بكونه يناقش معه الأمور التي تمس حياتهما معاً وخدمتهما الروحية التي هي مسئوليتهما أيضاً. وسفر الأمثال ملئ بالنصائح التي تنادي بضرورة وقيمة التشاور (المشاركة بالرأي):
"... أَمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ." (أمثال12: 15)
"مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ..." (أمثال15: 22)
"اَلْمَقَاصِدُ تُثَبَّتُ بِالْمَشُورَةِ..." (أمثال20: 18)
v أفكار تحتاج أن تُصحح " في الحياة الزوجية "
1- الجنس سلاح تأديب من طرف إلى طرف آخر:
قد يستخدم أحد الزوجين سلاح الجنس لتأديب الطرف الأخر، فمن الممكن أن تتخذ المرأة سلاح الجنس لتعاقب به زوجها الذي قد يكون في احتياج لهذا الأمر، أو قد تستخدمه الزوجة أيضاً كأسلوب ضغط لشراء أشياء ثمينة قد كان الزوج رفض شرائها من قبل، أو حتى تكون معاقبة له على سوء معاملتها في أثناء اليوم، لذلك هي ترفض العملية الجنسية حتى تثبت له أنها قادرة على حرمانه من شئ قد يكون هام جداً بالنسبة له.
وكذلك الزوج لا يجب أن يستخدم الجنس كسلاح تأديب وذلك عن طريق استخدام العنف أو معاملتها بطريقة فظة كالضرب أو الإهانة بل يجب أن يستخدم الرحمة والحب والحنان والمودة معها فهو إن لم يفعل ذلك سوف يجد نفور ورفض من زوجته عند طلبه ممارسة العلاقة الحميمة.
وهذا بالطبع ضد تعاليم الكتاب عن الحياة الزوجية في المسيحية ففي رسالة كورنثوس الأولى يقدم لنا تحذير بأن: "لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ،..." (كورنثوس الأولى7: 5) فإذا كان الزوجان يحب بعضهما البعض فهما في هذه الحالة يعطى كل منهما  الحب والحنان للطرف الآخر ولا يرفض أو يقلل أحدهما من شأن بعضهما.
2- عن الإنجاب:
إن الإنجاب هو هبة من الله حيث يقول الكتاب "هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ (أي مكافأة)" (مزمور127: 3) ومع ذلك فإن الإنجاب هو إحدى البركات الإلهية للزوجين وليس كل أو منتهى البركات الإلهية، فالارتباط بين الرجل والمرأة هو أمر حيوي وله مقاصد عديدة خلاف إشباع الاحتياجات الجسدية وحفظ النسل بالإنجاب، لأن الله حين تكلم بعد أن خلق آدم وحواء "... َقَالَ لَهُمْ:« أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ..." (تكوين1: 27، 28) 
إذن الزواج هو أمر قائم بذاته كما أن الرابطة الزوجية هي رابطة مباركة لأنها من تدبير وترتيب الخالق العظيم أما الإنجاب فهو بركة أخرى قد يسميها البعض "بركة إضافية" أو "جانبية" لكن من المهم أن نفهم أن الزواج بغض النظر عن الإنجاب أو عدم الإنجاب هو رابطة مقدسة ومباركة ولها أهداف عظيمة في نظر الله، وعدم الإنجاب لا يجب ولا يليق أن يؤثر في استمرار شركة وانطلاق الزوجين في الحياة الطبيعية أو الروحية. فالرب يسوع حين تكلم عن العلاقة الزوجية وقداستها ودوامها في  متى19: 3ـ 10 وكذلك الرسول بولس حين تكلم عن أساسيات الحياة الزوجية وما يطلبه الله من المتزوجين لم يتكلما أو يذكرا شيئاً عن الإنجاب، هذا يفهمنا أن عدم الإنجاب لا يُبطل معنى الزواج، إذ ليس هناك أي مؤشر في الكتاب المقدس يبيح البغضة أو الانفصال بين أي طرف والآخر في العلاقة الزوجية بسبب عدم الإنجاب، فرباط الزوجية رباطاً وثيقاً الشاهد عليه ليس الناس فقط بل الله نفسه كما يقول: "... الرَّبَّ هُوَ الشَّاهِدُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَةِ شَبَابِكَ..." (ملاخي2: 14)
فليُراعي كل زوجين أن لا تتغير محبتهما لبعضهما بسبب عدم الإنجاب لأن إرادة الله في هذه الحالة تكون قاصدة بهما خيراً غير عادي في نواحي أخرى كثيرة.
3- عن نوع المولود:
إن الزوج والزوجة معاً يشتركان في تكوين الجنين، والله وحده هو الذي يُحدد جنسه ذكر أو أنثي بحسب إرادته، فالولد ليس ولد الرجل وحده، والبنت ليست بنت المرأة وحدها، بل الولد أو البنت هما من الزوجين معاً. بل إن الكتاب يحذرنا من تلك الروح "وَيْلٌ لِلَّذِي يَقُولُ لأَبِيهِ (الأب) مَاذَا تَلِدُ؟ وَلِلْمَرْأَةِ: مَاذَا تَلِدِينَ؟" (إشعياء45: 10)
ثم أنه لا توجد آية واحده في الكتاب المقدس تُرينا أن البنين أغلى وأهم من البنات، بل إنه في حالات كثيرة نقرأ عن البنين الذين كانوا سبب متاعب ومشاكل أكثر من البنات، فنقرأ مثلاً أن أولاد عالي الكاهن (البنين) كانوا مستبيحين وفاسدين، فجلبوا العار والهزيمة على كل شعب الله القديم (صموئيل الأول2)، بينما نقرأ أن فيلبس المبشر كان له أربع بنات عذارى كن يتنبأن. (أعمال الرسل21: 9) "وَكَانَ لِهذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ" ويبدو أنه لم يكن لديه غيرهم فنرى هناك كيف أن الله بارك البنات وجعلهن مملوءات من الروح القدس ومواهبه.
إذن ليس من الحكمة ولا من الإيمان أن يتذمر الإنسان ويتضايق من نوع المولود لأنه في كلا الحالتين المولود هبة من الله.
4ـ الخوف على الأمور المادية
الخوف على المال وإخفاء الحسابات المالية الخاصة بكل طرف بعيداً عن عين الآخر من العلامات الخطيرة على تدهور العلاقة الزوجية، فنحن نقصد بها الأموال و الممتلكات لكل من الزوج و الزوجة فقد يعتقد بعض الأزواج أنه ليس من حق زوجته أن تعرف عنه  شىء من هذه الأمور كالدخل الشهري أو أي ممتلكات لديه سواء امتلكها بشرائها أو آلت إليه بالوراثة، ولذلك إذا أراد أن يوكل أحد لإدارة أعماله أو أمواله فهولا يوكل زوجته على ذلك.
    وكذلك تعتقد بعض الزوجات أنه لا يحق لزوجها أن يعرف ما تملكه من أموال إذا كانت تعمل، وتعتبر هذا الدخل ملك خاص لها، ولا يجب أن تشارك زوجها في تحمل أعباء الحياة، وكذلك فإن كان لها أي ممتلكات فيجب أن لا يعرف زوجها بها بل هي حرة في التصرف فيها كما تريد.
     هذا الخوف والإمعان في السرية والاعتقاد بأنه ليس من حق أحد الطرفين معرفة معلومات عن الحساب المالي للشخص الآخر، يعني عدم وجود ثقة بين الطرفين،.وهذا ضد مخطط الله للعلاقة الزوجية،. "...وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا..." (تكوين2: 24) وهذا المفهوم واضح تماماً من (كورنثوس الأولى7 :4) "لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ.
إن فكر الله من جهة أن الزوج و الزوجة هما جسداً واحداً، والتفكير المنطقي البسيط للزواج أن ليس للزوجة تسلط على جسدها بل للزوج، وليس للزوج تسلط على جسده بل للزوجة، مما يعنى أن ما للزوج هو للزوجة وما للزوجة هو للزوج، فإذا كان هذا يطبق على جوانب العلاقة الزوجية فبالأولى جداً أن يكون كذلك في كل الأمور المادية.
فيجب على الأزواج و الزوجات أن يكونوا أمناء في التحدث معاً عن ما لديهم من أموال وممتلكات بكل وضوح وصراحة وشفافية.
وهذا ما تؤكده كلمة الله  "...َأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ."(كورنثوس الأولى11: 11 ،12)
v أسباب مشاكل ومتاعب الحياة الزوجية
جيد أن يكون الزوجان متفاهمان أو مجتهدان في عبور الحياة معاً بشيء من التضحيات أو التنازلات، لكن من العيب والضرر أن يبقي كل منهما بصفاته الشخصية بدون تغيير أو إصلاح، فمن ترتيب الله أن يكون الزواج فرصة لمشاركة الطرفين لبعضهما عن قرب، وذلك عن طريق أن يكشف كل طرف الصفات والنواحي التي تحتاج إلى تغيير، وذلك من أجل تقدمهما الروحي ونجاح الحياة الزوجية، ويوجد علي الأقل عشرة صفات ونواحي ما لم يتحرر منها الزوجين فإنها تترك لهما أو لأحدهما على الأقل متاعب ومشاكل داخلية وخارجية كان يمكن تفاديها والعيش بطريقة صحيحة وعظيمة، وهذه الصفات والنواحي التي تسبب المشاكل والمتاعب للزوجين أو لأحدهما هي:
1-     إهمال وصايا الكتاب المقدس وتعاليم المسيح.
2-     كبرياء الرجل أو غرور المرأة.
3-     تدليل أحد الزوجين للآخر (أي استجابة أي طرف لما يقوله أو يطلبه الطرف الآخر بدون أدني تفكير سليم).
4-     سلبية شخصية الرجل أو المرأة.
5-     بُخل الرجل أو إسراف المرأة.
6-     جفاف عاطفة الواحد تجاه الآخر أو إهمال الاحتياجات العاطفية.
7-     الشكوى إلى الآخرين دون الالتجاء إلى الله، والسماح للآخرين بالتدخل في الحياة الزوجية.
8-     الغيرة المفرطة (الزائدة) من أحد الطرفين أو منهما معاً.
9-    عدم تقدير أحدهما لمتاعب الآخر أو الاستهانة بمسئولياته.
10-  كذب أحدهما على الآخر.
فإذا ما راجع كل طرف نفسه على ضوء هذه العشرة أسباب فإنه قد يكتشف كم سبَّب للآخر متاعب كان يمكن تجنبها إراحة للطرفين وتمجيداً لله الذي جمعهما معاً.


التطبيقات والتدريبات
إن قدسية الحياة الزوجية (كما أوضحها المسيح) تستلزم تفكير خاص سواء كنا متزوجين أو غير متزوجين.
ـ فنحن لو غير متزوجين ينبغي أن نتروى ولا نتسرع في الارتباط بل نُصلي وندقق في اختيار الطرف الآخر، لأن هذه العلاقة متى بدأنا فيها يتحتم أن تستمر مدي العمر كله.
ـ وكمتزوجين ينبغي أن نحافظ على وحدانيتنا مع الطرف الآخر ونصلي من أجل بعضنا البعض حتى تحفظنا القوة الإلهية من أي محاولات شيطانية تحاول أن تفرقنا.

v التحدي:
ـ اقبل شريك حياتك الذي أنت معه الآن باعتباره ترتيب الله لك.
ـ احترم وقدر الطرف الآخر لأنه شريك الحياة:
إن كنت زوج فيجب أن تحب وتقدر زوجتك باعتبارها شريكة الحياة والمعينة التي أعطاها لك الرب.
إن كنتِ زوجة فلتحترمي وتقدري زوجك وتهابيه باعتباره الرأس الذي عينه الله لكِ من أجل الحماية وتسديد الاحتياجات.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة