الشفاء الدرس الاول منهاج اعداد الخدام

الشفاء الدرس الاول  منهاج اعداد الخدام

الشفاء _الدرس_الاول  _منهاج _اعداد _الخدام

الجزء الأول
 الشفاء
{ إننا نحتاج إلى معرفة عميقة بأنفسنا و شخصياتنا و أغوار وأسرار هذه الشخصية لكي نستطيع أن نواجه الذات و ندأب على تمزيق كل الأوهام التي تحيط بالشخصية }
" أَيُّهَا الْحَبِيبُ ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ ( أرغب ـ اطلب في الصلاة ) أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا ، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ . " ( يوحنا الثالثة : 2 )
" اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي . فُكَّهَا. ( حررها )  بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي . "       ( مزمور 69 : 18 )
" يَشْفِي الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ، وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ ... عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا ، وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ . لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ . "  ( مزمور 147 : 3-5 )
" هُوَذَا لِلسَّلاَمَةِ قَدْ تَحَوَّلَتْ لِيَ الْمَرَارَةُ ....... " ( إشعياء  38 : 17 )



شواهد أساسية
الشاهد
الآية
مزمور 6 : 2
ارْحَمْنِي يَا رَبُّ لأَنِّي ضَعِيفٌ . اشْفِنِي يَا رَبُّ لأَنَّ عِظَامِي قَدْ رَجَفَتْ
مزمور 41 : 4
أَنَا قُلْتُ : « يَا رَبُّ ارْحَمْنِي . اشْفِ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ » .
مزمور 103 : 3
... الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ .
إشعياء 55 : 3
... اسْمَعُوا فَتَحْيَا أَنْفُسُكُمْ ...
إرميا 8 : 22
أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَادَ ، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي ؟
إرميا 17 : 14
اِشْفِنِي يَا رَبُّ فَأُشْفَى. خَلِّصْنِي فَأُخَلَّصَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَسْبِيحَتِي.
إرميا 33 : 6
هأَنَذَا أَضَعُ عَلَيْهَا رِفَادَةً وَعِلاَجًا ، وَأَشْفِيهِمْ ...
إرميا 30 : 17
لأَنِّي أَرْفُدُكِ وَأَشْفِيكِ مِنْ جُرُوحِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ ...
هوشع 11 : 3
... لَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ.
ملاخي 4 : 2
... تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا ...
متى 14 : 36
... فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ.
لوقا 4 : 18
... أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ...
أفسس 5 : 13
... كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ.
مزمور 30 : 1 ، 2
... نَشَلْتَنِي ... اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي.
مزمور 69 : 18
اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي . فُكَّهَا.
لآويين 14 : 35 ـ 40
يَأْتِي الَّذِي لَهُ الْبَيْتُ ، وَيُخبِرُ الْكَاهِنِ قَائِلاً : قَدْ ظَهَرَ لِي شِبْهُ ضَرْبَةٍ فِي الْبَيْتِ . فَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُفْرِغُوا الْبَيْتَ قَبْلَ دُخُولِ الْكَاهِنِ لِيَرَى الضَّرْبَةَ ، لِئَلاَّ يَتَنَجَّسَ كُلُّ مَا فِي الْبَيْتِ . وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ الْكَاهِنُ لِيَرَى الْبَيْتَ . فَإِذَا رَأَى الضَّرْبَةَ ، وَإِذَا الضَّرْبَةُ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ نُقَرٌ ضَارِبَةٌ إِلَى الْخُضْرَةِ أَوْ إِلَى الْحُمْرَةِ ، وَمَنْظَرُهَا أَعْمَقُ مِنَ الْحَائِطِ ، يَخْرُجُ الْكَاهِنُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى بَابِ الْبَيْتِ ، وَيُغْلِقُ الْبَيْتَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ . فَإِذَا رَجَعَ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَرَأَى وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدِ امْتَدَّتْ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ ، يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يَقْلَعُوا الْحِجَارَةَ الَّتِي فِيهَا الضَّرْبَةُ وَيَطْرَحُوهَا خَارِجَ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانٍ نَجِسٍ.
إشعياء 57 : 14 ـ 19
... رَأَيْتُ طُرُقَهُ وَسَأَشْفِيهِ وَأَقُودُهُ ، وَأَرُدُّ تَعْزِيَاتٍ لَهُ وَلِنَائِحِيهِ ...

مقدمة
للنفس احتياج إلى الشفاء مثل احتياج الروح إلى التجديد و احتياج الجسد إلى العلاج ، فالحياة الروحية والعادية بالصورة المباركة تتطلب سلامة النفس حتى تكون مثمرة ثمراً حقيقياً  كثيراً و دائماً " ورغبة الله في شفاء أنفسنا تملأ صفحات الكتاب " أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَاد َ، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي ؟ " ( إرميا 8 : 22) لأن كل جانب " مرضي " في النفس يمثل شوكاً  مختلف الحجم لكنه في النهاية شوك يؤثر على الإنسان في حياته الروحية و حتى أنتاجه الزمني ويؤثر أيضا على الآخرين المحيطين به بشكل مباشر أو غير مباشر .
v   وعد الرب
إن كانت الأمراض تمثل شوكاً فإن عند الله قدرة فائقة لاستبدالها و غرس ما هو من أفضل ما يكون فإن غرس الرب هو أعماله التي يريد أن يغرسها في حياتنا ( لدى الله غروس خاصة لحياتنا )
" وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا ، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ . وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ ... وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ ..... "      ( تكوين 2 :8-10 )
ولما دخل " الشوك " إلى الأرض بسبب الخطية  وجاء الرب يسوع و حمل الشوك على جبينه و قُبلت ذبيحته كان هذا إعلاناً  من الله عن نزع الشوك من كياننا . وهذا ما فاضت به روح النبوة :
 " عِوَضًا عَنِ الشَّوْكِ يَنْبُتُ سَرْوٌ، وَعِوَضًا عَنِ الْقَرِيسِ يَطْلَعُ آسٌ . وَيَكُونُ لِلرَّبِّ اسْمًا ، عَلاَمَةً أَبَدِيَّةً لاَ تَنْقَطِعُ . " ( إشعياء 55 : 13)
و كأن الله يخاطب كل بنيه قائلاً :  " عوضاً عن اليأس تعطي رجاء .... عوضاً  عن المرارة تعطي حلاوة  ... عوضاً  عن التشكك و التشتت تعطي ثقة و تجميعاً و تركيزاً... عوضاً  عن المخاوف تعطي طمأنينة و سلام ... عوضاً  عن الطريق المسدود تعطي باباً مفتوحاً
فإن ( السرور) هو شجرة معمرة تتبع الصنوبريات ( تعيش حوالي 350 سنة ) و لشدة ارتفاعها تتخذها بعض الطيور لتبني أعشاشها فيها ( مزمور 104 :17 ) وهي دائمة الخضرة ولها رائحة جميلة دائماً فاعتبرت رمز للبهاء ( هوشع 14 : 8 ) ، ونموه في البرية دليل على قدرة الله ( إشعياء 41 : 19) وعلى رضاه ( إشعياء 55 : 13 ) .
    وخشب السرومتين معمر ونادرا ً ما يفسد أو ينخره السوس فاستخدم في صناعة الآلات الموسيقية ( صموئيل الثاني 6 : 5 ) . وفي المباني الفاخرة ( نشيد الإنشاد 1 : 7 ) واستخدمه سليمان مع خشب الأرز في بناء الهيكل (  ملوك الأول 5 : 8 -10 & 6 :15 )
أما الـ ( أس) فهو نبات جميل المنظر عطري الرائحة أوراقه دائمة الخضرة ويكثر على الجبال ومجاري المياه و كان يستخدم في التظليل ، وذكر في ( نحميا 8 : 15 ) لأن اليهود كانوا يجمعون أغصانه مع غيرها من الأغصان لاستخدامها في مظالهم في عيد المظال
الأمراض ( الأتعاب) الداخلية في أعماق النفس لها خطورتها الشديدة لأنها تختفي في الداخل و يغلفها طبقات ذات أنواع مختلفة كما أنها تختلط بأفراح أيضاً فيكون خليط النفس غريب و مثير للحيرة.

vما هو الشفاء ؟
النفس أبرز جوانب الشخصية البشرية في التعامل ، ولكي نفهم ما هي عملية الشفاء للنفس سيتطلب منا أن نتعرف على منطقتين في النفس :
الشعور أو العقل الواعي ( أو الشخصية الظاهرة ) : وهو منطقة الإدراك العادي في اليقظة وكذلك منطقة التفكير و تعقل الأمور التي أعتدنا عليها 0
اللاشعور أو العقل الباطن ( أو الذات الباطنية ) : وهو الإدراك غير المقصود وغير الناتج عن محاولة تفكير أو تعقل مُعتاد ، بل يكتشف وجوده فهو مثل الحلم ( لم نقصد أن نحلم لكننا حلمنا وما نحلم به يعبر عما بداخلنا بدون أن نبذل أي محاولة للتفكير ) وهذا النشاط العقلي اللاشعوري ذات مغزى كبير للشخصية الإنسانية 0
v   والشفاء في جوهره ( تحرير الشعور الواعي و الباطني )
هو تحرير للعقل الباطن " اللاشعور " أو العقلية اللاشعورية أو الذات الباطنية من المشاعر المدفونة أو المقبورة فيها و التي تفسد على الإنسان طاقاته وراحته .. لأن كل شكل من أشكال السلوك الشعوري ( الواعي ) تحركه عوامل لاشعورية ( أى باطنية ) ولهذا جاء " ... تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ . " ( أفسس 3 : 16 )
v   تأثير المشاعر على كيان الإنسان :
 المشاعر هي أحدى قوى التحرك الداخلي إما في الاتجاه الايجابي أو في الاتجاه السلبي
 


    الايجابيات                                           السلبيات



مبادئ ( مفاهيم ) أساسية عن الشفاء
 


الشفاء للنفس هو حق إلهي
وفره لنا عمل المسيح على الصليب الذي شمل أصلاَ كل شئ . لنا شفاء الروح ( بالتجديد ) ، وشفاء الجسد ( بلمسة الروح القدس ) ، وشفاء النفس ( بسيطرة الروح القدس ) فهو ليس فكرة إنسانية جميلة ، لكنه عمل المسيح .
" ... أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ... "  ( لوقا 4 : 18 )

الشفاء هو اكتمال للصورة الروحية
الحقيقة التي يريد الله أن يرى الإنسان عليها ، ومعنى ذلك أن طلب الشفاء ينبغي أن يكون قائم بذاته بغـض النـظر عن :
ـ أشـخاص ( أتعبوا نفسيتنا )
ـ أو أماكن   ( لها ذكريات مريرة )
ـ أو أحداث مؤسـفة ( كان لها تأثير على مجرى حياتنا )
[ مع أنه قد نكتشف مرضاً ما من خلال شخص أو موقف أو...... ]
 لكننا يجب أن ننظر إلى مثل هذا الشخص أو الموقف من وجهة نظر سليمة وهو انه كان السبب فقط في معرفة ما بداخلنا ..
 الله يريدنا أحراراً تماماً ، ليس من الخطية فقط ، بل أيضاً من المشاعر والأحاسيس التي تقيد النفس .

الشفاء يغلق المنافذ على العدو
فإن العدو ماكر خبيث يبحث فينا عن منافذ يتسلل بها إلينا ، وليس العالم فقط هو كل المنافذ التي يتسلل منها العدو إلينا .. لكن أيضاً وبكثرة هائلة كل جانب النفس مريضة فيه ( جاء في بعض الآيات ارتباط بين الشفاء وحرب العدو)
" أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي . يَا رَبُّ إِلهِي ، اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي "   ( مزمور 30 : 1 ، 2 )
" اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي . فُكَّهَا . بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي "  ( مزمور 69 : 18 )
" وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَالْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ أَنَّ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ قَدْ رُمِّمَتْ وَالثُّغَرَ ابْتَدَأَتْ تُسَدُّ ، غَضِبُوا جِدًّا" ( نحميا 4 : 7 )
فإن العدو كما فى سفر " نحميا " اغتاظ من بناء الأسوار التي كانت منهدمه لأن الأسوار المنهدمة هي فرصة لعمليات تسلل شيطانى ، والشفاء فى مجمله هو التئام للكيان بحيث يعيش ويعمل فى تناسق وانسجام .. وعلى ذلك فجانب كبير من الحماية للنفس يرتبط بالشفاء الداخلى . فإبليس يحاول أن يحول الاكتئاب النفسى إلى هزيمة روحية , ويحول المشاعر المحترقة إلى ثقة محروقة لأنه يعى ضعف الإنسان وأغواره ويأتى سريعاً إلى قلب شخصيته الذاتية لأنه يكون مترقباً أى ثغرة ينفذ منها إلى الشخصية ( مثل الحساسية الزائدة والانتقاد )

الشفاء يهيئ الكيان لخدمة الرب
 فلقد كانت هناك شروط قديماً وضعت لمن يقومون بخدمة الرب ( من جهة النجاسة بأى شكل من الإشكال )
( لاويين 21 : 21) " كُلُّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الْكَاهِنِ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ وَقَائِدَ الرَّبِّ . فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ" وهذه ترمز لنجاسات الخطية التي يجب التطهير منها . ثم بعد ذلك يتجه نحو العيوب الجسمانية التي تجعل الإنسان لا يليق لخدمة الله وهذه ترمز إلى أمراض في النفس التي قد يرثها الإنسان أو استجدت عليه ( لاويين 21 : 16 – 23 ) " وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً : كَلِّمْ هَارُون قَائِلاً إِذَا كَانَ رَجُلٌ مِنْ نَسْلِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ فِيهِ عَيْبٌ فَلاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ . لأَنَّ كُلَّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ . لاَ رَجُلٌ أَعْمَى وَلاَ أَعْرَجُ ، وَلاَ أَفْطَسُ وَلاَ زَوَائِدِيٌّ ، وَلاَ رَجُلٌ فِيهِ كَسْرُ رِجْل أَوْ كَسْرُ يَدٍ ، وَلاَ أَحْدَبُ وَلاَ أَكْشَمُ ، وَلاَ مَنْ فِي عَيْنِهِ بَيَاضٌ ، وَلاَ أَجْرَبُ وَلاَ أَكْلَفُ ، وَلاَ مَرْضُوضُ الْخُصَى . كُلُّ رَجُل فِيهِ عَيْبٌ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ الْكَاهِنِ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ وَقَائِدَ الرَّبِّ . فِيهِ عَيْبٌ لاَ يَتَقَدَّمْ لِيُقَرِّبَ خُبْزَ إِلهِهِ . خُبْزَ إِلهِهِ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ وَمِنَ الْقُدْسِ يَأْكُلُ . لكِنْ إِلَى الْحِجَابِ لاَ يَأْتِي ، وَإِلَى الْمَذْبَحِ لاَ يَقْتَرِبُ ، لأَنَّ فِيهِ عَيْبًا ، لِئَلاَّ يُدَنِّسَ مَقْدِسِي ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُمْ . "
فالعيوب الجسمانية هي رمز للعمى الروحي والالتواء وصغر النفس وسرعة التأثر و 000 وهكذا وكلها أمراض تمس النفس بدليل أن الرب عاد وسمح لمثل هذه الحالات بخدمته ( إشعياء 56 : 3 ـ 7) " فَلاَ يَتَكَلَّمِ ابْنُ الْغَرِيبِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ قَائِلاً : إِفْرَازًا أَفْرَزَنِي الرَّبُّ مِنْ شَعْبِهِ وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ : هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ . لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْخِصْيَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ سُبُوتِي ، وَيَخْتَارُونَ مَا يَسُرُّنِي ، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي : إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُبًا وَاسْمًا أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ . أُعْطِيهِمُِ اسْمًا أَبَدِيًّا لاَ يَنْقَطِعُ . وَأَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَلِيُحِبُّوا اسْمَ الرَّبِّ لِيَكُونُوا لَهُ عَبِيدًا ، كُلُّ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسُوهُ ، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي ، آتِي بِهِمْ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي ، وَأُفَرِّحُهُمْ فِي بَيْتِ صَلاَتِي ، وَتَكُونُ مُحْرَقَاتُهُمْ وَذَبَائِحُهُمْ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي ، لأَنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ . " 
وقد كان بولس يخدم وبه شوكة فى الجسد ومن الضرورى أن ندرك بأنه لا يوافق طبيعة الله أن يستخدم إنساناً بصورة جيدة ويكون بهذا الإنسان أسقام نفسية لأنه بالتأكيد سيصطدم فى خدمته بعثرات منبعها الداخل وليس الخارج 00 وستكون خدمته موضع شك 0
ولذلك اهتم المسيح بشفاء نفس بطرس من الذكريات المؤلمة حول الإنكار للمسيح 00 وجعله يبدأ من جديد ( يوحنا 21 ) ، ( متى 26 : 69 ـ 75 )  " أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً  وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ . فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً : لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى ، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ . فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا"
v   ما هي مصادر الأمراض التي تصيب النفس ؟
1ـ الوراثة       0
2ـ سوء وأخطاء التربية 0
3ـ ضعف الإيمان الحقيقي بالله 0    
4ـ زيادة قدر توقعات الإنسان من نحو الآخرين ( وقوفهم معنا مثلاً )
5ـ تجربة0
  


v   لماذا لا نشعر كثيراً بحاجتنا إلى الشفاء ؟
1) لأن الجو المحيط بنا ملئ بالمرض ، وبالتالي فلا نقدر أن نُميز احتياجنا نحن وأن بداخلنا شيء يحتاج للشفاء .
2) لأن رحمة الله التي هي إلي الأبد تتدخل كثيراً وتنقذنا من مشاكل وضيقات شديدة حتى رغم وجود المرض ، لكن هذا لا يلغي أنه يريد أصلاً شفاءنا .
3) وجود مشغوليات وأعمال والتزامات عديدة في الحياة لا تدع لنا الفرصة لأن نجلس ونفكر ونصلي ونكتشف ما بنا ، فدوامة عجلة الزمن والحياة تجعلنا غير مبالين بالحاجة إلي الشفاء .
4) لكوننا نلقي بمسئولية أي مشاعر مرضية لدينا علي الآخرين المتسببين فيها دون أن نفكر في أننا ضعفاء داخلياً بغض النظر عن أخطاء الآخرين .

تأثير مشاعر الرفض وعدم التقدير من الآخرين يمكن لمثل هذه المشاعر أن تعوق إلي حد كبير علاقاتنا مع الآخرين وكذلك علاقاتنا مع الله متى سمحنا لهذه المشاعر أن تتمكن منا وتكدر حياتنا .



طريقة تحديد ما يحتاج إلى شفاء
" ... كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ . " ( أفسس 5 : 13 )
إننا في حالة وجود الأمانة بقدر مسيحي قد نري أنفسنا مرضي لكن بدون تحديد لنوع المرض وبالتالي لا نعرف أن نسير بانسجام ولا نعرف ما نكلم الرب عنه حتى يداوينا منه .
ولكي نصل إلي تحديد سليم لما نحتاج فيه إلي شفاء سنتبع الخطوات الآتية :
1ـ التعقب              2ـ التحليل              3ـ الصلاة الواعية
1ـ التعقب : مثل لاتيني يقول { التفت لعلامات المرض الأولي } ويقصد به تعقب الذكريات وعدم إنكارها وذلك بالرجوع بذكرياتنا إلي الوراء لنستعرض بطريقة واضحة الأحداث والمواقف التي لما مرت بنا بدأنا نشعر بمشاعر معينة وتتشكل فينا ميول واتجاهات جديدة علينا ، وكلما تذكرنا حادثة وتذكرنا مشاعرنا فيها نرجع بعدها إلي ما وراء ذلك ، إلي أن نكتشف بداية الغزو الذي اقتحم نفوسنا وسكن بقوة في اللاشعور وترسب في الأعماق .
طرق التعقب :
أ ـ استرجاع الذكريات         
ب ـ الإنصات لنغمة العقل الباطن ( اللاشعور ) ولغته في أوقات السكون
جـ ـ متابعة ظهور ردود الأفعال منا
2ـ التحليل : ويقصد به حمل هذه المشاعر إلي ما يشبه " معمل التحليل " وفي البداية يحدث فرز وتصنيف ثم تحليل لنوع الشعور . وفي هذا التحليل نحن نستخدم الشعور ( العقل الواعي ) لفحص العلامات والظواهر ويؤازر المؤمن في هذه المرحلة روح الله الذي " يعين ضعفاتنا " والرب يسوع الذي كان حاضراً وقت تلك المرحلة وهو نفسه الذي اجتاز مراحل إنسانية وهو أيضاً يعرف جبلتنا، وإذ نطلبه نجده يقودنا في الاكتشاف واستخراج ما هو مخفي في الأعماق وإخراجه إلي دائرة النور أي إلي الشعور فلقد كان في الظلمة مدفون ، ولكنه الآن يُستدعي ليخرج حتى نحدد نوعه هل هو شعور بالنقص أو بالذنب أو هو اعتداد بالذات مبنياً علي كرامة معينة وإذ يصبح في دائرة الشعور يكون مفضوحاً .
وهنا كثيراً ما يستخدم الرب الجلسة الانفرادية الحُبية مع أحد المسئولين للمعاونة في عمليتي التعقب والتحليل ثم الاشتراك في الخطوة القادمة وهي :
3ـ الصلاة الواعية أو ( الصلاة الموضوعية ) : ثم نأتي بعد ذلك أمام الرب ونضع هذه الصفات المرضية أمامه تماماً بل والمرحلة كلها كما نُعرِض أثاثنا ( المراتب والمفروشات ) لأشعة الشمس بسبب مالها من قوة في التعامل مع الحشرات الدقيقة وغير الدقيقة ونكرس لذلك أوقاتاً خاصة للشفاء، ونحن حين نتكلم مع الرب فإننا أيضاً نُسمّع أنفسنا وهذا مطلوب ولذلك نراعي في هذه الصلاة الواعية الآتي :
أ ـ التكلم بصوت مسموع بدون خجل أو تردد وكلما أتت نقطة ضعف في النفس لا نمنع التعبير عنها .
ب ـ تكون كلماتنا مُعبرة عن جوانب محددة نحتاج فيها للشفاء .
جـ ـ نتكلم بطريقة متزنة وهادئة ولا نبالي بأن تكون كلماتنا بطريقة عقلية مرتبة بل حتى لو أتت بصورة مهزوزة نوعاً فذلك يعني التلقائية .
د ـ نعطي فرصة للرب الروح أن يكشف لنا ما هو أكثر مما توقعناه أو اكتشفناه .
مثال :
عندما قال الملاكين ثم يسوع لمريم " لماذا تبكين ؟ " إنهما لم يقولا لها جففي دموعك .. بل لماذا ؟ أي سؤال عن السبب وليس مجرد تقديم علاج سريع لها . إنهما كانا يريدان منها أن تتكلم عن السبب أي تعقب أسباب البكاء لكي يبدءا الحل معها ( يوحنا 20 : 13 ، 15 ) " فَقَالاَ لَهَا يَا امْرَأَةُ ، لِمَاذَا تَبْكِينَ ؟ قَالَتْ لَهُمَا إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي ، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ ، قَالَ لَهَا يَسُوعُ يَا امْرَأَةُ ، لِمَاذَا تَبْكِينَ ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ ؟ فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ ، فَقَالَتْ لَهُ يَا سَيِّدُ ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ ، وَأَنَا آخُذُهُ . "
العوامل المساعدة علي تحديد ما يحتاج للشفاء
1ـ الأمانة الشخصية وعدم التهرب " ... صَرَّحْتُ بِطُرُقِي ... " ( مزمور 119 : 26 )
فالتجاهل والكتمان أو أحدهما لأي جانب مرضي في النفس يحافظ علي المرض مستوطناً
2ـ الاقتراب من كلمة الله في اتجاهي التأمل والدراسة " أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ ... " ( مزمور 107 : 20 ) 
3ـ طلب مؤازرة الروح القدس والاستجابة الملائمة لكشف الروح
4ـ مشورة الشركاء المخلصين

أ ـ  المشاعر المختلفة
 


إن المشاعر من طبيعتها أنها يمكن أن تتسلل وتغوص في الأعماق وتستتر فيها حتى تؤثر علي السلوك وعلي الحياة كلها سواء نتيجة تجربة أو تربية أو مجموعة أحداث
ثم يتحول هذا الشعور إلي قوة دفع سلبي يحطم في الإنسان الطاقات والطموحات فتتعطل الأهداف السامية .
ومن الملاحظ ... ،
أن المواقف أو التجارب التي نمر بها قد تختفي من أمامنا إلا أن المشاعر المتعلقة بهذه المواقف تكون حية ومتحركة في اللاشعور ( العقل الباطن ) وتسبب تأزم نفسي وسلوكي ، والعلاج دائماً مبني علي إخراج المشاعر المرتبطة بهذه المواقف إلي حيز الوعي ليتعرف عليها الشخص ويراها ماثلة أمامه حتى يُعالج منها .
التعب النفسي يجلب مزيداً من التعب " نَفْسُ التَّعِبِ تُتْعِبُ لَهُ ... " ( أمثال 16 : 26 )
إن أكثر المشاعر المعطلة للإنسان هي :
الشعور بالنقص                                        الشعور بالذنب
مشاعر الغيرة                                          مشاعر الخوف
الغضب ـ الحساسية ـ الخوف ـ الغيرة ـ الذنب ـ النقص ـ الذاتية 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة