السلوك بالإيمان الدرس الثامن منهج السلوك المسيحى

السلوك بالإيمان الدرس الثامن منهج السلوك المسيحى

_السلوك _بالإيمان_ الدرس_ الثامن_ منهج_ السلوك_ المسيحى

السلوك بالإيمان الدرس الثامن منهج السلوك المسيحى

v   آيات الـدرس : 

/ " لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان "  ( كورنثوس الثانية 7:5)
v   القراءات المكمـلـة :
/ ( رومية 12:4 ) " و أباً للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل أيضا يسلكون في خطوات إيمان أبينا إبراهيم الذي كان و هو في الغرلة . "
/ ( كورنثوس الثانية 7:5 ) " لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان . "
/ ( كورنثوس الثانية 5:13 ) " جربوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان امتحنوا أنفسكم أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين . "
 /( عبرانيين 35:10 ) " فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة . "

v   الإيمان :

        ليس هو نبرة كلامية أو مضمون غامض أو معتقد تقليدى جاف ومحفوظ ، كما أنه ليس نوع من الحياة العشوائية التى ينسب فيها الإنسان كل سلوكياته لله ، وليس هو أيضاً تلك النزعة التى يتهرب بها الإنسان من مسئوليات الحياة . لكن الإيمان .. هو الثقة فى الله الذى هو إله الحياة وحركة الحياة أيضاً ، وعلى ذلك فالسلوك بالإيمان أو السلوك الإيمانى هو تلك التصرفات أو الخطوات التنفيذية العملية فى قلب الحياة والتى لها فاعلية وحيوية وجدية أيضاً لأنها مبنية على ثقة ويقين فى رفقة الله وتأييده لنا .
        إن المسيحي الحقيقي قد بدأ حياته من نقطة " الإيمان " كعطية من الله بها قد تبررنا وصرنا مقبولين أمامه ، ولذلك فإن نجاح حياتنا العملية بصورة تمجد الله سيتوقف دائماً على مدى سلوكنا بالإيمان سواء فى التصرفات النابعة منا كأفعال ، أو فى التصرفات النابعة منا كردود أفعال عندما نواجه صعوبة أو أمراً جديداً .
    لقد قال الكتاب أن الرب بارك إبراهيم فى كل شىء ( تكوين 1:24) والسر فى ذلك أن إبراهيم قطع كل مشوار حياته سالكاً بالإيمان فى كل ما قاله له الرب ، وفى كل ما وعده به الرب ، وفى كل ما واجهه فى رحلة حياته .


v   السلوك بالإيمان يختلف عن السلوك بالعيان
        لأن السلوك بالإيمان يعنى النظر إلى الله أثناء السير فى الحياة ، والتعامل مع أى شىء فى الحياة من خلال النظر أولاً إلى الله ، وهذه النظرة تعطى دفعة قوية للإنسان لأن يسير بدون تقلقل لخطواته . فإن الله الذى نسير معه وننظر إليه هو عالم بكل شئ ، ويقدر على كل شئ ، وفيه الضمان لحياتنا روحياً ونفسياً وجسدياً ، ووضعاً أيضاً.. بينما السلوك بالعيان يعنى الالتفات يميناً ويساراً ، وتطلع الإنسان لنفسه وللآخرين وللأوضاع المحيطة ملتمساً ما يطمئنه أو يشجعه على السير وهذا أمر غير مضمون إطلاقاً.. فالبشر متقلبون وظروف الحياة بطبيعتها متغيرة ، ومعنى ذلك أن الإنسان سيتعرض كثيراً للحيرة والارتباك والتشويش.. وهذه هي طبيعة السير بالعيان . ولذلك يدعونا الرب دعوة واضحة أن لا نتلفت يميناً أو يساراً لأن فى الله كل الكفاية إذ منه ننال التأييد والعون والتعضيد 0
/ " لا تخف لأني معك. لا تتلفت لأنى إلهك. قد أيدتك وأعنتك بيمنى برى "  ( إشعياء 10:41)
   ـ  ومن محبة الرب لنا أنه دعانا لأن نتكل عليه ، فلا نتكل على أنفسنا ولا على البشر..

ü     لقد ذكر الله سبباً قوياً ليجعلنا نكف عن الاتكال على البشر فما هو ؟
/ ( إشعياء 2 : 22 ) " كفوا عن الإنسان الذي في أنفه نسمة لأنه ماذا يحسب "

        لأن الله هو العالى وهو الملجأ.. وهو مصدر حياتنا وغير محدود.. .. أما البشر فهم مجرد نسمة تذهب ولا تعود .

ü     فى ( أرميا5:17-8 ) وضح : حكم الله على المتكل عليه وغير المتكل عليه ؟ النتيجة التي سيحصدها كل منهما ؟
 /( إرميا5:17-8 ) " هكذا قال الرب ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان و يجعل البشر ذراعه و عن الرب يحيد قلبه .  و يكون مثل العرعر في البادية و لا يرى إذا جاء الخير بل يسكن الحرة في البرية أرضاً سبخة و غير مسكونة . مبارك الرجل الذي يتكل على الرب و كان الرب متكله . فإنه يكون كشجرة مغروسة على مياه و على نهر تمد أصولها و لا ترى إذا جاء الحر و يكون ورقها أخضر و في سنة القحط لا تخاف و لا تكف عن الإثمار . "
ـ الحكم أن : المتكل على الرب هو شخص مبارك ، وغير المتكل على الرب يستحق اللعنة لأنه لم يعطى لله مكانته .
ـ النتيجة أن : المتكل على الرب يكون شخص مثمر حتى فى أوقات الجفاف ، بينما غير المتكل على الرب فهو كصحراء جافة ويابسة ، ولا يكون لزرعه أى حصاد يذكر .


ü     ما الذي سنظل نختبره طوال حياتنا إذ نسلك بالإيمان ( أى ناظرين إلى الرب وحده ) ؟
/ ( مزمور15:25 ) " عيناي دائماً إلى الرب لأنه هو يخرج رجلي من الشبكة . "
ـ طالما ننظر للرب فسينقذنا من كل تجربة وفخ ( الشبكة )
/ ( مزمور 5:34  ) " نظروا إليه و استناروا و وجوههم لم تخجل . "
ـ الاستنارة والشجاعة ( وجوههم لم تخجل )

v   السلوك بالإيمان لا يعنى السلبية فى الحياة
        إن الإيمان والأعمال لازمان كل منهما للأخر مثل " حدي المقص " فكل منهما ضرورى مع الأخر ، وبدون أحدهما لا يمكن قص شئ ، والإيمان ليس شيئاً سلبياً ، فإن كان الإيمان هو الاتكال على الله ووضع كل ثقتنا فى المسيح ، فهو يأخذ ثقتنا هذه بامتنان ويحولها إلى طاقة خاصة لتساعدنا فى كل عمل مطلوب منا فى الحياة سواء روحياً أو زمنياً .
         إذن السلوك بالإيمان هو سلوك إيجابي ، ومن الضروري جداً أن تكون حياتنا متوازنة من جهة الربط بين إيماننا وسلوكنا فيكون إيماننا عملياً ، وأعمالنا بالإيمان ، فقد قال الوحى :
/ " توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد . فى كل طرقك أعرفه وهو يقَّوم سبلك "
      ( أمثال 3 : 5 ، 6 ).
        وهذا يُظهر بوضوح أن هناك اعتماد قلبى على الرب ، وهناك أيضاً طرق وسبل نسلكها والله يصححنا ونحن سائرين فيها. وهذا إثبات قوى أن السلوك بالإيمان ليس جموداً أو تبلداً أو خمولاً بل هو أعلى مستويات الحياة الإيجابية ، فإن إبراهيم الذى كان قد تبرر بالإيمان ( روومية 3:4) ، تبرر أيضاً بالأعمال ( يعقوب 21:2) إذاً الإيمان لابد أن يتبعه مباشرة أعمالاً تبرهن على وجوده وهذا هو السلوك بالإيمان .

ü  إن السلوك الإيماني هو سلوك إيجابى وهو الذى يجعلنا نرى عظمة الله .. وضح هذه الحقيقة على ضوء ( مزمور107 : 23 ، 24) ؟
/ ( مزمور107 : 23 ، 24) "  النازلون إلى البحر في السفن العاملون عملاً في المياه الكثيرة .  هم رأوا أعمال الرب و عجائبه في العمق . "
ـ إن الذين يعملون فى وسط صعوبات الحياة ( " المياه الكثيرة " ع23) هم الذين رغم كل مشاكل الحياة وصعوباتها يختبرون تدخل الرب دائماً .

ü     ما هو دور السلوك الإيمانى الإيجابى تجاه :
1) ما أعده الله لنا ودعانا إليه
 /( يشوع1:18-3 ) " و اجتمع كل جماعة بني إسرائيل في شيلوه و نصبوا هناك خيمة الاجتماع و أخضعت الأرض قدامهم .  و بقي من بني إسرائيل ممن لم يقسموا نصيبهم سبعة أسباط. فقال يشوع لبني إسرائيل حتى متى أنتم متراخون عن الدخول لامتلاك الأرض التي أعطاكم إياها الرب إله آبائكم . "
ـ عدم التراخي إزاء ما أعده الله لنا فى المسيح ، وعدم ترك الفرص التى يهيئها لنا الله لنوال المواعيد .
2) ما نراه فى حياه الآخرين
/ ( يعقوب14:2-17 ) "  ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد أن له إيماناً و لكن ليس له أعمال هل يقدر الإيمان أن يخلصه .  إن كان أخ و أخت عريانين و معتازين للقوت اليومي . فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا و اشبعا و لكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة . هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته . "
ـ أن لا نكتفى بالكلمات الطيبة ، بل نقدم ما فى استطاعتنا طالما يوجد فى حياة الآخرين احتياج وتوجد لدينا إمكانيات .

ü     ما هو موقف الإنسان السلبى أمام الله ؟
/ ( يعقوب 17:4) "  فمن يعرف أن يعمل حسناً و لا يعمل فذلك خطية له "
ـ تُحسب سلبيته خطية .
  

بعض مجالات السلوك بالإيمان

        إن السلوك بالإيمان هو طبيعة كل يوم من حياة المؤمن ، فيجب أن نبدأ يومنا بالصلاة وإعلان الثقة فى الرب ( رعايته - حمايته - معونته لنا ) ، وذلك كل ساعات اليوم ، ولكل المواقف العادية وغير العادية التى تقابلنا أو نتوقع أنها تقابلنا أثناء اليوم ، كما أن تطبيق وصايا الله أثناء اليوم الواحد يستلزم منا أن نكون سالكين فيها بالإيمان ، لأننا إذا اعتمدنا على ذواتنا فبلا شك سنعثر كثيراً ، ولكننا الآن سندرس بعض المجالات بصفة خاصة التى نتعرض لها أو تواجهنا كثيراً وكيف نسلك فيها بالإيمان ، وهى على سبيل المثال :
-         ضعف الجسد
-         ضعف الإمكانيات
-         حدوث تغيرات فى الحياة
-         التعرض لتهديدات
-         تحمل مسئوليات ذات مخاطر

أولاً : السلوك الإيمانى تجاه

" ضعف الجسد "


 /( كورنثوس الثانية 16:4-18 ) " لذلك لا نفشل بل و إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوماَ.  لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً . و نحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتية و أما التي لا ترى فأبدية "
 /( مزمور3:41 ) " الرب يعضده و هو على فراش الضعف مهدت مضجعه كله في مرضه . "
 /( إشعياء29:40-31) "  يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة .  الغلمان يعيون و يتعبون و الفتيان يتعثرون تعثراً . و أما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون أجنحة كالنسور يركضون و لا يتعبون يمشون و لا يعيون "
        إن الجسد هو الوعاء الذى تستقر فيه النفس والروح البشرية ، كما أنه بالنسبة لـ " الله " هو هيكلاً للروح القدس ، وهو تشكيل إلهى ، ولكنه محدود كما أنه بحسب تعبير الرب يسوع وأيضاً مواقف الحياة هو " ضعيف " ( متي 41:26 ) ، ومحاط بعوامل متنوعة يمكن أن تؤثر عليه . وقد حدث أن الرب يسوع عانى من ضعف الجسد ، فعندما حمل صليبه وسار به مسافة يبدو أنه تعثر جسمانياً فى حمله فسخروا له سمعان القيراونى ليحمل له الصليب ( لوقا 26:23 ) وقد كان السبب هو أنه فى الليلة السابقة التى قضى الرب يسوع جزءاً منها فى حديث طويل مع تلاميذه ، وجزء آخر فى الصلاة ، ثم الجزء الثالث فى أحداث القبض عليه إلى أن أشرق عليه الصباح وهو يحاكم ويضرب ويلطم على خده بالإضافة إلى إكليل الشوك.. كل هذا جعل جسده خائراً بدرجة كبيرة ، ولذلك فإن المسيح هو أعظم من يُقِّدر ضعفنا وبالتجائنا إلى الآب من خلال المسيح نحصل على كل أنواع المساعدات الإلهية ( عبرانيين 4 : 15 ، 16 )
        ولكن يحدث أحياناً أن الإنسان عندما يرى جسده قد ثقل وضعف تحت تأثير المسئوليات والالتزامات أو بسبب تقدم الأيام والسنين أن تبتدىء تنطلق من شفتيه عبارات اليأس والإحساس بالعجز، ونتيجة ذلك هو حدوث مزيد من التعب . ولذلك نحتاج أن نسلك بحسب مبادئ الإيمان حينما نتعرض لضعف الجسد .

v   مبادئ السلوك الإيماني تجاه ضعف الجسد :
1-          إن ضعف الجسد ليس عائقاً أمام الله لكى يستخدمنا

    إن الله الذي يسمح بهذا الضعف ، دائماً يكون لديه طرق جديدة لكى يستخدمنا بها ، فيعـقوب
 ( إسرائيل ) أبو الإثنى عشر سبطاً حين كانت عيناه قد ثقلتا من الشيخوخة ولم يكن يقدر أن يبصـر ( تكوين 10:48) قد أستخدمه الله ونطق على فمه بكلمات ووعود البركة لــــــ " أفرايم " و " منَسَّى " أبنى يوسف ( تكوين 13:48-16) ، وكذلك بارك أولاده رؤساء الأسباط بكلمات موحى بها من الروح القدس ، وقد كانت كلماته عبارة عن بركات ونبوات لأزمنة قريبة وبعيدة ( تكوين 49) . وفى العهد الجديد أيضاً نجد بولس الرسول يقول لأهل غلاطية : " أنى بضعف الجسد بشرتكم"
( غلاطية 13:4 ) . وهذه الشواهد إثبات بأن الله بالروح القدس هو قوياً وعاملاً فينا ومانحاً لنا أن نكون مثمرين مهما كان جسدنا ضعيفاً أوعاجزاً .

ü     كيف يتبرهن لنا عملياً من ( يوحنا 4 ) أن ضعف الجسد ليس عائقاً أمام استخدام الله لنا ؟
ـ كان يسوع متعب جسدياً من السفر ( ع 6 ).. كما أنه كان جائعاً أيضاً إذ أرسل تلاميذه ليحضروا طعاماً ، لكنه بَشْر السامرية .


ü     لماذا يريد الله أن يستخدمنا رغم أن كياننا البشرى " جسدنا " ضعيف ؟
     / ( كورنثوس الثانية 4 : 7 ، 10 ) " و لكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا . حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا . "
ـ لكي يُظهر الله أن فضل القوة هو منه وليس منا ( ع 7 ).. ولكي تُستعلن حياة يسوع فى كياننا الضعيف المحدود (10) .

ü     ما الذي ينبغي أن نؤمن به الآن ، وإلى نهاية رحلتنا على الأرض أيضاً ؟
 / ( إشعياء46 : 3 ، 4 ) " اسمعوا لي يا بيت يعقوب و كل بقية بيت إسرائيل المحملين عليَّ من البطن المحمولين من الرحم . و إلى الشيخوخة أنا هو و إلى الشيبة أنا أحمل قد فعلت و أنا أرفع و أنا أحمل و أنجي . "
ـ إن الله هو الذى يحملنا من بداية حياتنا معه وإلى نهايتها ( الشيخوخة ) والله تعهد بذلك .

2-          إن ضعف الجسد هو إحدى وسائل الله للحماية والصيانة
        يعرف كل أب أمين أن يحمى أولاده من الجموح والزلل ، والله أبونا هو حريص جداً علينا ويعرف النفس البشرية تماماً ، فهى مهما تقدمت فى الحياة الروحية أو باقى جوانب الحياة لكنها مع ذلك معرضة لدخول الظنون والأوهام مما يجعلها فى غرور باطنى كثيراً ما لا يقدر الإنسان أن يراه فى نفسه ، وكثيراً أيضاً ما يصعب على الآخرين أن يتكلموا معه عن ذلك الغرور أو الكبرياء التى يرونه فيه .
        وحالة الغرور أو الكبرياء أو الانتفاخ هي بداية لسقوط وتعثر أكيد كما أنه بسبب وجودها تتوقف معاملات إلهية كثيرة ويتوقف تدريب الإنسان على طرق الله التى تتطلب قلب متواضع .
        وقد يحدث كثيراً أن الإنسان ينسى أعمال الله ومراحمه ونعمته وعظمته ، ويظن إنه يستحق كل نعمة أو امتياز عن جدارة ذاتية ، ولذلك يستخدم الله المرض أحياناً لكى يوقف به زحف أى أفكار غرور أو أى استعداد داخل النفس للتيهان عن الرب ، ولذلك فما يحدث للنفس هو وقاية ، وقد يكون ذلك الضعف الجسمانى لفترة محدودة أو طويلة أو دائمة لكن كل هذا ينبع من قلب إلهى كامل المحبة لبنيه ، ولا يقلل ذلك من رفقة الله للنفس التابعة له وصاحب الإيمان الحقيقى يفهم هذا جيداً .
/ (عبرانيين 12:6) " لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله "  

ـ والآن.. اقرأ
/ ( تثنية15:32-18) " فسمن يشورون و رفس سمنت و غلظت و اكتسيت شحماً فرفض الإله الذي عمله و غبي عن صخرة خلاصه . أغاروه بالأجانب و أغاظوه بالأرجاس . ذبحوا لأوثان ليست الله 0 لآلهة لم يعرفوها أحداث قد جاءت من قريب لم يرهبها آباؤكم . الصخر الذي ولدك تركته و نسيت الله الذي أبدأك . "
ولاحظ أن كلمة " يشورون " هو أحد ألقاب الأمة اليهودية القديمة ومعناه " البر " ومن هذا الجزء

ü     وضح ما الذي يمكن أن يحدث للنفس بعد أن يكون الله قد باركها ؟
ـ الشعور بالإستغناء عن الله وتجاهل وجوده ، واغاظته ونسيانه ولذلك يسمح الله بوجود ضعفات جسدية فينا لكى يحفظنا من هذا الضياع .

ü  من ( كورنثوس الثانية 7:12-10) لماذا سمح الله لبولس بشوكة فى الجسد ؟ وما هو تعويض المسيح لمن يجتاز طريق الألم ؟
/ ( كورنثوس الثانية 7:12-10) " و لئلا أرتفع بفرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أرتفع . من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني . فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليَّ قوة المسيح . لذلك أسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لأجل المسيح لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي . "
ـ لكي لا يتعالى بنفسه بسبب كثرة المُعلنات الإلهية ، ويعوض المسيح عن تلك الآلام بزيادة نعمته فى حياتنا ومؤازرته لنا .

ü     وما هي الكلمة التي قالها بولس معبراً بها عن سلوكه الإيمانى تجاه ألم الجسد وضعفه وكل الجوانب الأخرى المؤلمة ؟
ـ أنه صار مسرور بهذه الآلام ( الضعفات ) التى سمح الله بها له لأنها تعطيه فرصة أكبر للحصول على نعمة أعظم من الرب .

ü     ما هو السلوك الإيمانى الذى ستواجه به أى ضعف يسمح الله به فى الجسد ؟
ـ التقبل - الشكر - الثقة المستمرة فى نعمته المؤازرة لنا على الدوام 0
3-          إن ضعف الجسد هو مجال لاختبار الإعجاز الإلهي فى الشفاء
    لقد كان " لإبراهيم وسارة " مواعيد من الله بأن يكون لهما ابن ، ولكن لما شاخا وتقدمت بهما الأيام جداً وبحسب ( تكوين 11:18) ، ( رومية 19:4) كان مستحيلاً من الوجهة البشرية بأن يتحقق لهما هذا الأمل ، فلقد انتهت جميع إمكانيات الجسد لديهما تماماً ، كما لم يكن هناك أى حل طبى لا فى زمانهم ولا حتى لو عاشوا فى هذا الزمان المتقدم فى الطب ( كان إبراهيم فى سن المائة عام ، وسارة فى التسعين من عمرها ) .. ولكن قوة الله العظيمة سرت فيهما وأحيتهما من جديد فتحقق وعد الله بطريقة معجزية .
        إن الضعف الجسدي مهما كان نوعه وحجمه وكذلك الأمراض المستعصية قد يكونا أعظم فرصة لكى يختبر المؤمن قوة الله الخالصة التى إذ تسرى فى كيانه تشفيه وتحييه من جديد وتعيده لأفضل حالة وبذلك يكون قد أختبر لمسة يد الله التى تصنع المعجزات الفائقة للطبيعة والتصور البشرى .
        إن قوة قيامة الرب يسوع موهوبة لجميع أولاد الله ، وبها يبطل المرض والعجز وتتوزع القوة الإلهية فى جميع أعضاء جسد الإنسان
    لقد مرض شخص اسمه " ابفرودتس " كان معاوناً لبولس الرسول ووصل إلى ذروة المرض وحافة الموت حتى أن بولس كان فى حزن من أجله .. لكن دخلت قوة إلهية جديدة إلى حياته فشفى تماماً وقام يواصل خدمته كما كان تماماً فى البداية 0
/ ( فيلبى 25:2-30 ) " و لكني حسبت من اللازم أن أرسل إليكم ابفرودتس أخي و العامل معي و المتجند معي و رسولكم و الخادم لحاجتي . إذ كان مشتاقاً إلى جميعكم و مغموماً لأنكم سمعتم أنه كان مريضاً . فإنه مرض قريباً من الموت لكن الله رحمه و ليس إياه وحده بل إياي أيضاً لئلا يكون لي حزن على حزن . فأرسلته إليكم بأوفر سرعة حتى إذا رأيتموه تفرحون أيضاً و أكون أنا أقل حزناً . فاقبلوه في الرب بكل فرح و ليكن مثله مكرماً عندكم . لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت مخاطراً بنفسه لكي يجبر نقصان خدمتكم لي "
        إن الشفاء بالإيمان هو من الأمور التى تكلم الله عنها كثيراً فى العهدين القديم والجديد ، وهو من ضمن مواعيد الله التى يجب أن نؤمن بنوالها كما قال الكتاب :
 /".. أنا الرب شافيك " ( خروج 26:15) .


ü     هناك موقف بارز جداً بسببه ينبغى أن نؤمن بعطية الشفاء الإلهى. ما هو ؟
/ ( إشعياء 53 : 3 ، 4 ) " لكن أحزاننا حملها و أوجاعنا تحملها و نحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله و مذلولاً .  و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه و بحبره شفينا ."
 /( متى 8 : 16 ، 17 ) "  و لما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمة و جميع المرضى شفاهم .  لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل هو أخذ أسقامنا و حمل أمراضنا. "
ـ إن المسيح على الصليب حمل جميع أمراضنا بمختلف أنواعها الروحية والنفسية والجسدية ، ولذلك فلنا بسبب آلامه شفاء أكيد .

ü     كيف نسلك بالإيمان لنوال الشفاء ؟
/( تكوين17:20 ) "  فصلى إبراهيم إلى الله فشفى الله أبيمالك و امرأته و جواريه فولدن . "
/( يعقوب 15:5) "  و صلاة الإيمان تشفي المريض و الرب يقيمه و إن كان قد فعل خطية تغفر له . "
ـ بالصلاة
/ ( مرقس25:5-29) " و امرأة بنزف دم منذ اثنتي عشرة سنة .  و قد تألمت كثيراً من أطباء كثيرين و أنفقت كل ما عندها و لم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حال أردأ . و لما سمعت بيسوع جاءت في الجمع من وراء و مست ثوبه . لأنها قالت إن مسست و لو ثيابه شفيت . فللوقت جف ينبوع دمها و علمت في جسمها أنها قد برئت من الداء . "
-         بالنطق بكلمات الإيمان " إن مسست ولو ثيابه شفيت "
-         بالاتجاه نحو الرب شخصياً

ü     ما هي الطرق المتعددة التى يستخدمها الله لإتمام الشفاء بالإيمان ؟
 /( يعقوب 14:5 ) "  أمريض أحد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه و يدهنوه بزيت باسم الرب . "
 /( مرقس13:6) " و اخرجوا شياطين كثيرة و دهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم . "
ـ قيام رجال الله بدهن المريض بزيت باسم الرب
 /( مزمور20:107 ) " أرسل كلمته فشفاهم و نجاهم من تهلكاتهم . "
/ ( لوقا15:5) "  فأجاب سمعان و قال له يا معلم قد تعبنا الليل كله و لم نأخذ شيئاً و لكن على كلمتك ألقي الشبكة . "
ـ أن نسمع كلمة الرب المُرسلة إلينا ونقبلها
والآن..

ü  ناقش ( مع قائد الدرس ) موقف آسا الملك حين مرض ( أخبار الأيام الثانى 16 : 12 ، 13) وأكتب ملاحظاتك على موضوع المرض والأطباء .
ـ  إن " آسا "  قد تجاهل الرب تماماً فى مرضه فلم يطلب الرب بل الأطباء ، ونحن لا نلغى دور الأطباء لكن الخطأ منا هو فى :
1-   أن نضع كل ثقتنا فى الأطباء ونتعامل معهم باعتبارهم هم مصدر الشفاء وليس أدوات يمكن أن يستخدمها الرب أو لا يستخدمها .
2-         أن نطلب الأطباء والعلاج دون أن نصلى طالبين وجه الرب .
3-         إننا فى كل صغيرة وكبيرة نقلق على أنفسنا ونتجه للأطباء دون أن تكون لنا الثقة فى حماية الرب .
التطبيقات العملية

1.               استمر فى تقديم الشكر ( وحياة الشكر ) للرب رغم أى ضعف فى جسدك مُعظماً قوته العاملة فيك بغير حدود . 

2.               لا تتذمر على الرب أو الآخرين بسبب ضعف جسدك .

3.               لا تستسلم لأي مشاعر مرضية أو مخاوف بالعجز .


ثانياً : السلوك الإيمانى تجاه " ضعف الإمكانيات "


    من أشهر مزامير " داود " هو مزمور" 23 " فهو يحتوى على كلمات اختبارية عميقة وبسيطة حول الرعاية الإلهية التى تقدم للإنسان كل ما يحتاجه وفى وقته ، فهو يبدأ بعبارة " الرب راعىَّ - بصفة شخصية - فلا يعوزنى شئ " والإيمان الذى هو روح التعامل مع الله يجعل الإنسان يجد فى الله كل الكفاية . ولكن.. أن يبحث الإنسان عن تدبير أو سداد كل احتياجاته بدون أن يكون لديه إيماناً بقدرة الله وتدخله معه ، فإنه يجعل الله فى هذه الحالة كأنه غير شاعر به بينما الله يشعر بكل كائن خلقه حتى العصافير ( متى 10 : 29 ، 31 ) ، ولذلك فلا نخف لأن ليس فى نية الله أن يتخلى عنا ، وليس نحن فقط بل أيضاً الذين هم فى مسئوليتنا الآن وفيما بعد ، فالتقرير الآتي هو لشخص رأى بعينيه على مر الأيام 0
/ " كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه - من قبل الله - ولا ذرية له تلتمس خبزاً "
      ( مزمور25:37 ) .
        ولكن أحياناً نتعرض جميعاً إلى نقص أو ضعف فى الإمكانيات فكيف نسلك سلوكاً إيمانياً فى هذه الحالة ؟
  1-      نذكر غنى الله 
/ " ملآنة الأرض من غناك " ( مزمور24:104)
        نحن لا نقدر على كل شئ ، لكن الله يقدر وبكيفية عظيمة ، فهو غير محدود فى طبيعته وفى صفاته أيضاً ، وإمكانياته لا نظير لها ونحن نحتاج أن نعرف ذلك ونفكر فيه وننطق به على شفاهنا حينئذ تمتلئ قلوبنا سلاماً ونجد أن كل شئ يتغير لأن كل شئ مستطاع لدى الله ، قال بولس الرسول:
/ " يملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه فى المجد فى المسيح يسوع " ( فيلبى19:4) .
        فلقد كان ينظر إلى غنى سماوى عظيم فيرى أنه من النوع الذى "يملأ " كل احتياج من خلال المسيح الذى أعطاه الله الآب لنا وهو ابنه الحبيب ، ولذلك يهبنا معه أيضاً كل شئ .
       نعم.. قد نفكر فى احتياجاتنا ، لكن لنجعل للتفكير حدود ، فلا ندع التفكير فى الاحتياجات يتزايد ويتحول إلى قلق وهم لأن القلق مثلاً لا يمكنه تغيير الظروف ، فلا يمكن بقلق منا أن تتوفر لنا الإمكانيات ، بل أن القلق يتركنا أكثر ضعفاً وعجزاً فنفقد الكثير من الطاقة وتقل كفاءتنا فى الحياة وهذا لا يريده الرب لنا ، أما التسليم لـ " الله " الغنى بكل وعى منا فسيهيئنا لنرى عجائب متوالية من نعمته ومحبته لنا.

·        والآن ..  اقرأ
/ ( خروج 22:15-27 ) " ثم ارتحل موسى بإسرائيل من بحر سوف و خرجوا إلى برية شور فساروا ثلاثة أيام في البرية و لم يجدوا ماء .  فجاءوا إلى مارة و لم يقدروا أن يشربوا ماء من مارة لأنه مر لذلك دعي اسمها مارة . فتذمر الشعب على موسى قائلين ماذا نشرب . فصرخ إلى الرب فأراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذباً هناك وضع له فريضة و حكماً و هناك امتحنه . فقال إن كنت تسمع لصوت الرب إلهك و تصنع الحق في عينيه و تصغي إلى وصاياه و تحفظ جميع فرائضه فمرضاً ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك فإني أنا الرب شافيك. ثم جاءوا إلى ايليم و هناك اثنتا عشرة عين ماء و سبعون نخلة فنزلوا هناك عند الماء "

ü     كيف ترى التدخل الإلهى المعجزي يتخذ طريقة فى حياة أناس الله ، وكذلك غنى التدبير الإلهى أثناء سيرنا فى الحياة ؟
1.         التدخل : حدث لحل مشكلة المياه المرة والحل الإلهى كان بسيط وغير مُعقد (ع 25).
2.         غني التدبير: أنهم في إيليم وجدوا 12 عين ماء وسبعون نخلة كتعويض من الرب لهم
    (ع 27).

ü  أستنتج لنفسك من ( خروج 22:15-27) ، ( فيلبى12:4) الأسباب التي تجعل الله يتأخر علينا أحياناً فى تسديد احتياجاتنا ؟ وما الذي نحذر منه ؟
 الأسباب هى :
ـ  لكى يمتحنا ليرى مدى ثقتنا وصبرنا ( خروج 15: 25)
ـ لكي نقبل تدريباً فى كل الاتجاهات : الزيادة والنقصان ( فيلبي 12:4) دون أن نُغير اتجاهنا أو تنقص ثقتنا فى الرب .
   التحذير :  هو أن نحذر من التذمر

ü     لماذا لا ينبغي لنا أن لا نقلق بسبب ضعف إمكانياتنا ؟
  /( تثنية 8:31 ) " و الرب سائر أمامك هو يكون معك لا يهملك و لا يتركك لا تخف و لا ترتعب . "
 / ( عبرانيين 5:13 ) " لتكن سيرتكم خالية من محبة المال كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك و لا أتركك ."
ـ لأن الله وعد أن لا يهملنا ولا يتركنا ، ويجب أن نثق فى وعده 0 هذا الوعد ذُكر فى العهد القديم وتكرر فى العهد الجديد .

ü     وكيف ترى دقة التدبير الإلهى لاحتياجاتنا ؟
/ ( خروج 13:16-16) "  فكان في المساء أن السلوى صعدت و غطت المحلة و في الصباح كان سقيط الندى حوالي المحلة .  و لما ارتفع سقيط الندى إذا على وجه البرية شيء دقيق مثل قشور دقيق كالجليد على الأرض . فلما رأى بنو إسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو لأنهم لم يعرفوا ما هو فقال لهم موسى هو الخبز الذي أعطاكم الرب لتأكلوا . هذا هو الشيء الذي أمر به الرب التقطوا منه كل واحد على حسب أكله عمرا للرأس على عدد نفوسكم تأخذون كل واحد للذين في خيمته . "
 / ( يشوع 10:5-12) " فحل بنو إسرائيل في الجلجال و عملوا الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء في عربات أريحا. و أكلوا من غلة الأرض في الغد بعد الفصح فطيراً و فريكاً في نفس ذلك اليوم . و انقطع المن في الغد عند أكلهم من غلة الأرض و لم يكن بعد لبني إسرائيل من فأكلوا من محصول أرض كنعان في تلك السنة . "
        إن الله أعطى الشعب المن فى البرية لأنهم كانوا سائرين فى صحراء ليس بها أرض صالحة للزراعة كما أن مشوارهم لم يكن للاستقرار فى الصحراء ، ولكن لما دخلوا أرض الموعد بما فيها من إمكانية للزراعة انقطع المن . إذن الأمور كانت محسوبة بدقة .

  2-      نطلب من الله فقط ما نحتاجه
/ " تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك " (مزمور 4:37)
    إن الله من ذاته يعرف جميع احتياجاتنا قبل أن نوجد على الأرض ، وقبل أن نسأل أيضاً ، وقد أنارنا المسيح فى هذا الأمر ( متى 6 : 7 ، 8 ، 31 ـ 34 ) ، ولكن فى أحيان كثيرة أمام أعباء جديدة أو كبيرة أو طارئة ننسى أن نسلك بنور كلام المسيح وهنا يدعونا الله من خلال بعض مواقف الاحتياج أن نجدد الاعتماد عليه والثقة التامة فيه ، لا سيما أن الله هو هو لا يتغير ، إن كانت الطوارئ قد حدثت فهو سيظل المتكفل بكل شئ نحتاجه صغيراً أو كبيراً ، عادياً أو فوق المعتاد ، والسلوك الإيمانى يعنى أن تتجه أعيننا إلى الرب وحده وأن لا ننظر أو ننتظر أو نطلب من البشر ولا أن نجعل من أى ذى جسد ( صاحب إمكانيات ) ذراعنا ، ولا نتكل على أية قوة أرضية لأنه لا يمكن أن تأتى معونة حقيقية وكافية ودائمة إلا من الله وحده ، ولنا بالإيمان كل الضمان بأننا ما دمنا قد وضعنا الرب أمامنا ونعيش فى مشيئته فسيسدد كل ما نحتاجه بطريقة سامية وليست رخيصة ، ولذلك فلنا ونحن نطلبه أن نفرح مقدماً إذ لنا هذا الوعد على فم المسيح نفسه :
/ " مهما سألتم باسمى فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن. وإن سألتم شيئاً باسمى فإنى أفعله "
      ( يوحنا 14 : 13 ، 14 ) 0
·        والآن..  اقرأ
 / ( عزرا 21:8-23) " و ناديت هناك بصوم على نهر اهوا لكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقاً مستقيمة لنا و لأطفالنا و لكل ما لنا .  لأني خجلت من أن أطلب من الملك جيشاً و فرساناً لينجدونا على العدو في الطريق لأننا كلمنا الملك قائلين أن يد إلهنا على كل طالبيه للخير و صولته و غضبه على كل من يتركه . فصمنا و طلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا . "
    لقد كان عزرا يسير مع قافلة العودة إلى أورشليم فى طريق يختبئ فيه لصوص وأعداء وكان يحتاج إلى حماية .

ü     فما هو التصرف الذى ترى أن عزرا كان  " قدوة " فيه ؟
ـ نادى بصوم وتذلل أمام الله ، وصلى لكي يحميهم الرب.. لأنه كان قد سبق أن أعلن للملك عن خير الرب ووقوفه مع شعبه .

ü     بأي فكر فى داخلنا وكلمات على شفاهنا ينبغى أن نسلك حينما يكون لدينا احتياج ؟
 / (مزمور 16 : 2 ، 11 ) " قلت للرب أنت سيدي خيري لا شيء غيرك . تعرفني سبيل الحياة أمامك شبع سرور في يمينك نعم إلى الأبد "
ـ نقول للرب أنك سيدنا وفيك وحدك خيرنا ، وأنك أنت المُشبع والمُسدد لكل احتياج لأن فى يمينك نعم إلى الأبد تدوم .

ü     ما هي الوعود التي من الضروري أن نتمسك بها للتعامل مع أى احتياج ؟
/ ( مزمور 10:34) " الأشبال احتاجت و جاعت و أما طالبو الرب فلا يعوزهم شئ من الخير ."
ـ أن من يطلب الرب لن يعوزه شئ من الخير.
/ ( مزمور 121 : 1 ، 2 ) " أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني .  معونتي من عند الرب صانع السماوات و الأرض . "
ـ إن معونتنا هى من فوق من عند الرب الصانع كل شئ .
/ ( أمثال 7:2 ) " يذخر معونة للمستقيمين هو مجن للسالكين بالكمال . )
ـ إن الله قد ذخر لنا معونة من قبل أن ينشأ لدينا أي احتياج 0

  3-      نعمل ما فى استطاعتنا 
/ " اتكل على الرب وافعل الخير " ( مزمور3:37)
        إن الجدية والاجتهاد هما من ثمار الإيمان الحقيقى الذى هو مُنشط قوى لكل كيان الإنسان ، وبالتالى لا يُعطى للكسل أو الرخاوة مكاناً فى الحياة ، ولنلاحظ دقة كلمات الوحى فى :
/ ( مزمور3:37 ) فهي تقول : " اتكل على الرب " ( وهذا هو الإيمان ) - لكن فى الوقت نفسه - " وافعل الخير " ( وهذا هو عمل ما فى استطاعتنا ) .
        ومعنى أن نفعل ما فى استطاعتنا هو أن لا نتوانى فى أى مسئولية أو التزام علينا فى الحياة سواء فى البيت أو خارجه أو وسط جماعة المؤمنين ( الكنيسة ) ، ونؤدي أي عمل فى دائرة مسئوليتنا بكل أمانة واثقين من مؤازرة الرب لنا أثناء ذلك ، وبالطبع لا مانع إذ احتجنا إلى فترة راحة معقولة لأنها تحفظ كياننا وتجدد نشاطنا ، فقد كان الرب يسوع يقول لتلاميذه بعد فترات من العمل المتواصل 0
/ ".. تعالوا إلى موضع خلاء منفردين واستريحوا قليلاً " (مرقس31:6)

    إن عمل ما فى استطاعتنا بروح الثقة فى الرب يجعلنا :
1.   بلا لوم أمام الله والناس ، وبالتالي نختبر تدخل الله وكونه العامل معنا وفينا لينجح طريقنا ويبارك حتى فى القليل الذى لدينا . 
2.   نُعطى الفرصة لشخصيتنا أن يكتمل تشكيلها باعتبار العمل وتحمل المسئولية هو إحدى أدوات الرب لتشكيل الشخصية البشرية .
            ونحن نرى بركة الجدية والاجتهاد فى سلوك " راعوث الموآبية " ، إذ كان الإيمان الحقيقى مالئاً قلبها فاتجهت للحياة مع شعب الله لتعبد الله الحي ، ووصلت إلى أرض يهوذا ولم تسترخي لكن أعلنت لحماتها أنها تريد أن تكون شخصية عملية وإيجابية تفعل شيئاً فى ظل إيمانها الحقيقى بالله ، واتجهت لعمل بسيط فى حدود إمكانيتها فوقع نصيبها فى حقل " بوعز " الذى اكتشفت فيما بعد أنه قريب لعائلة زوجها ثم من خلاله باركها الله ورفعها كثيراً ( راعوث2-4) .

·        والآن..
ü     اقرأ ( راعوث 2 ).. ما الذي لفت نظرك بصفة خاصة فى ( راعوث 7:2 ) ؟
/ ( راعوث 7:2 ) " و قالت دعوني التقط و أجمع بين الحزم وراء الحصادين فجاءت و مكثت من الصباح إلى الآن قليلاً ما لبثت في البيت . "
ـ كلمة " قليلاً " ما لبثت - أى مكثت - فى البيت ، أنها أسرعت لتتحرك وتعمل ما يمكن عمله .

ü     ما هي أبرز وصايا العهد الجديد بخصوص تحمل المسئوليات فى الحياة ؟
 /( رومية 11:12) " غير متكاسلين في الاجتهاد حارين في الروح عابدين الرب . "
ـ غير متكاسلين فى الاجتهاد  ( النشاط )
/ ( أفسس 7:6) " خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس . "
ـ أن نتحمل المسئولية بنية صالحة كأننا نعمل للرب .

ü     إن الاجتهاد له بركته. فما الذي يحصده المجتهد ؟
/ ( أمثال 29:22) " أرأيت رجلاً مجتهداً فى عمله . أمام الملوك يقف لا يقف أمام الرعاع  . "
ـ تحدث له رفعة فى الوضع   " أمام الملوك يقف "

ü     وكيف تحدث هذه الرفعة ؟
ـ بالتدريج وإثبات الكفاءة والاجتهاد المستمر

ü     من ( أمثال4:20 & 13:26) ما هى أفكار الكسلان ؟ وما نتائج كسله ؟
 /( أمثال4:20 ) "  الكسلان لا يحرث بسبب الشتاء فيستعطي في الحصاد و لا يعطى . "
/ ( أمثال 13:26) "  قال الكسلان الأسد في الطريق الشبل في الشوارع . "
ـ  الأفكار هي :
-         الخوف من الطقس  " لا يحرث فى الشتاء " 
-         الخوف من مشاكل أو متاعب الرؤساء أو متاعب الانتقال للعمل " الأسد فى الطريق ".
ـ النتائج هي :
-         يستعطى . أي يكون لديه احتياج دائم ينتظره من البشر.
    إن الخطوة الإيمانية العملية الآن هى أن نراجع مواقفنا تجاه كل أوضاع الحياة لنرى أين نحن من الاجتهاد والفاعلية ، ثم أن نقرر أن نقوم بكل ما علينا من مسئوليات أو التزامات بالاعتماد على قوة الله المؤازرة لنا .

  4-      أن لا نبيع الروحيات بالجسديات
/ " أقتن الحق ولا تبعه .."  ( أمثال23:23)
         إن العمل الشريف وتحمل المسئولية فى الحياة هما من ضمن تدبير الله ، وإرادته منذ خلق آدم ( تكوين15:2) ، لكن ليس معنى هذا أن يُفرط الإنسان فى العمل وينغمس فيه بصورة تبتلع كل طاقاته وأوقاته ، لأن العمل بإفراط يُعرض الإنسان لأضرار أخرى كثيرة وهى :
-         فقدان الهدوء والانسجام الداخلي.. بسبب التعب المتواصل فى العمل .
-         توتر الأعصاب.. وهنا يقترب الإنسان من الخطأ سواء بالكلمات أو التصرفات .
-         يصبح الجسد معرض للإصابة بالأمراض بصورة سريعة .
-         ينسى وصايا الله والتعاليم الأساسية بسبب ضغط العمل .
-   تضعف أشواقه الروحية تدريجياً ويحدث فتور لطموحاته الروحية ومن الممكن جداً أن يعترى الإنسان روح اليأس من الناحية الروحية ويدخل إبليس فى هذه الحالة لكي يجعل الإنسان يقدم تنازلات خطيرة فيتنازل الإنسان عن الحق أو يساوم على المبادئ والأهداف الروحية بسبب دفن الإنسان لنفسه فى الأعمال الكثيرة الزائدة عن الحدود المعقولة ، وهكذا يبيع امتيازاته الروحية التي لا تُقدَّر بثمن .
·   والآن..  اقرأ ( تكوين27:25-34 & عبرانيين15:12-17). وفكر فى هذا الأمر " أن عيسو قد باع بكوريته ليعقوب ، وبعدها فَقدَ البركة أيضاً "
/ ( تكوين27:25-34 ) " فكبر الغلامان و كان عيسو إنساناً يعرف الصيد إنسان البرية و يعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام . فأحب إسحق عيسو لأن في فمه صيداً و أما رفقة فكانت تحب يعقوب . و طبخ يعقوب طبيخاً فأتى عيسو من الحقل و هو قد أعيا . فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت لذلك دعي اسمه أدوم . فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك . فقال عيسو ها أنا ماض إلى الموت فلماذا لي بكورية . فقال يعقوب احلف لي اليوم فحلف له فباع بكوريته ليعقوب . فأعطى يعقوب عيسو خبزاً و طبيخ عدس فأكل و شرب و قام و مضى فاحتقر عيسو البكورية "
/( عبرانيين15:12-17) " ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله لئلا يطلع أصل مرارة و يصنع انزعاجاً فيتنجس به كثيرون .  لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته . فإنكم تعلمون أنه أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفض إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع . "

ü     ما هي العوامل التي تجمعت معاً فى حياة وشخصية عيسو وبسببها تعرض لتلك الخسارة الرهيبة ؟
1-         عدم تقديره لنعمة البكورية   " فلماذا لى بكورية " ؟!!
2-         أنه بالتأكيد عمل أكثر من اللازم بدليل أنه قد رجع وهو " قد أعيا "
3-         أنه أباح لنفسه أن يفرط فى أشياء لا يجب التفريط فيها .
·        أقرأ
/( مزمور2:127) " باطل هو لكم أن تبكروا إلى القيام مؤخرين الجلوس آكلين خبز الأتعاب لكنه يعطي حبيبه نوماً . "
ü      وفكر فى هذا الأمر: " إن العمل فى حد ذاته ليس باطلاً حين يكون بقدر معقول ولا يطغى على الجانب الروحي" .

ü      لماذا ينظر الوحي إلى تحركات البعض نحو العمل على أنه باطلاً ؟
1-         لاعتماده على ذاته فقط 0
2-         للعمل أكثر من اللازم  ( من الفجر إلى نهاية اليوم ) 0

ü     ما الذي يمنحه الله لأحبائه المجتهدين ـ بطريقة معتدلة ـ والمتكلين عليه ؟
 ـ الراحة والنوم الهادئ الذين يعقبا الجهد المعقول 0

    إن الخطوة الإيمانية العملية هى أن نراجع أعمالنا وانشغالنا على ضوء كلمة الله ، وبعد ذلك نقرر ما الذى يلزم أن نحد منه من الأعمال الكثيرة أو حتى الصغيرة لكن متشعبة ، و ما الذي نوقفه من أعمال حماية لحياتنا الروحية ومقاصد الله فينا .



التطبيقات العملية

1 ـ أعلن ثقتك فى قدرة الله على تسديد أى احتياجات عادية أو طارئة بأى طريقـة يراها هو   " يهوه يرأه ".

2 ـ لا تستدين ( رومية 13: 8) ". لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضاً لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس . "
  وإن اضطررت لذلك فى ظرف طارئ لكن لا تجعل هذا نظاماً أو مبدأً من مبادئ سلوكك في الحياة لأن الله يوصى بعدم الاستدانة 0

  

ثالثاً: السلوك الإيماني تجاه " مسئوليات ذات مخاطر "


        إننا إذ نسير فى رحلة الحياة ، يعاملنا الله بالرفق ويقدم لنا الإحسانات المتوالية ، لكن هذا لا يعفينا أبداً من أن نكون فى موضع مسئولية والتزام أمام الله والآخرين بصورة تحتمل أحياناً مخاطرة فى الإتمام ، وهذا ما نحتاج فيه إلى السلوك بالإيمان ، وحسابات الإيمان دائماً ما تكون أقوى وأضمن من أى حسابات أخرى ، ومن المهم أولاً أن يكون لدينا الاستعداد لأن نقبل السير فى مسئوليات أو التزامات جديدة مما يضعنا الله فيها أو يدعونا إليها مهما كانت صعوبتها أو عدم توافقها مع ما اعتاد البشر عليه لأن قبول هذه المسئوليات من ضمن ترتيب الله وتدريبه لنا روحياً وأدبياً واجتماعياً ، واجتياز هذا التدريب يُزكينا أمام الله لنرتقى إلى درجة أرفع أمامه ، وبالتأكيد فإن كل إنسان روحي يطلب دائماً الدرجات العليا.

v   ضرورات للسلوك الإيماني تجاه مسئوليات خطرة أو صعبة 0
         كثيراً ما نتساءل عن الأسباب التى لأجلها نوضع من قبل الله بطريقة واضحة أمام مسئوليات فيها الصعوبة أو الخطورة .. ولكن مواقف أناس الله فى الكتاب تُريِنا أن هذا الأمر ضرورى  لكل متدرب وسالك فى طريق الرب فمن أسباب ضرورة هذا السلوك :
  1-      تقديم ولاء الناضجين ( ولاء رجولي )
/ ".. .. كونوا رجالاً.. .. .."  ( كورنثوس الأولى 3:16)
    إن الطفل يتشبث بأبيه وأمه ويتعلق بهما.. لكنه هنا هو طفل.. فإذا رأى أى دمية ( لعبة أطفال) يتحول سريعاً للانشغال بها ، وهذا ليس خطأ فى طبيعة الطفل فهو لا يقدر أن يواصل تشبثه بأبيه وأمه أمام إغراءات لعبته وصعوبة تركها ، والمؤمن أيضاً عنده ولاء للرب ، لكن قد يكون ولاء طفولى.. محدود جداً ، وإحدى طرق الرب الفعالة لإنضاجنا هو وضعنا فى مسئوليات أصعب من إمكانياتنا الشخصية .. هنا لا يمكن إتمام تلك المسئوليات إلا بالسلوك الإيمانى ، وبه نقدم ولاء رجولى لـ " الله " فيحدث نضوج لولائنا .
مثال لرؤية ذلك: اقرأ ( تكوين 24 )
    إن ملخص ذلك الإصحاح هو : أن إبراهيم كلف عبده " كبير بيته " ( المسئول عن إدارة البيت) بالذهاب إلى أور الكلدانيين للبحث عن زوجة لإسحق ابنه والعودة وهى معه ، والعبد تعهد بذلك وذهب فى مهمته وأنجحه الله فيها فعاد ومعه رفقة كزوجة لإسحق .
        هذا العبد كان دوره ومسئولياته فى حدود بيت إبراهيم ، وفى المواضع التى يتجه إليها إبراهيم يتجه هو معه.. والآن هو يُكلف بمسئولية.. وإتمامها يحقق لإبراهيم أغلى أمنيات حياته.. وكان عليه أن يواصل السير فى هذه المهمة استناداً إلى تكليف إبراهيم له وتعهده أمام إبراهيم بالتنفيذ .
        إن ولاءه الآن لإبراهيم سيتضح من خلال ذهابه فى المهمة ، ومتابعته لتدخلات الله واستمراره فى تأدية المهمة إلى النهاية.. .. هذا هو الولاء الرجولى الناضج الذى فيه لا يتراجع الإنسان ولا يتردد أمام الصعوبة بل يواصل بالإيمان إلى النهاية .
ـ     لقد كان إتمام هذه المأمورية صعباً لو نظرنا إليه من أى جانب ، فمثلاً :
-         ربما لا يعثر على فتاة تقبل الذهاب معه إلى عريس لم تراه من قبل . 
-         ربما يختار زوجة تعود معه ، ولكن يكتشف أن إسحق غير مقتنع بها .
-         ربما توافق الفتاة ، لكن تشترط أن يأتى العريس بنفسه وهذا الأمر كان يرفضه إبراهيم . 
-         إلى أي فترة زمنية كان يمكنه أن يواصل المحاولات حتى يعثر على عروس لإسحق .
    إن كل هذه الاحتمالات والاعتبارات بالتأكيد كانت تجول فى فكر عبد إبراهيم لكنه لم يتوقف بسببها بل واصل السير بإيمان .

ü     ما هو التصرف الذى جعله يلتزم أمام إبراهيم بإتمام المأمورية ؟
/ ( تكوين 24 : 2 ، 3 ، 9 ) و قال إبراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له ضع يدك تحت فخذي .  فاستحلفك بالرب إله السماء و إله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم...... فوضع العبد يده تحت فخذ إبراهيم مولاه و حلف له على هذا الأمر . "
ـ إنه حلف لإبراهيم .. أى تعهد أمامه بإتمام المأمورية .

ü     وما الذي يقابله الآن فى العهد الجديد ؟
/ ( فيلمون1 : 18 : 19 ) ثم إن كان قد ظلمك بشيء أو لك عليه دين فاحسب ذلك عليَّ . أنا بولس كتبت بيدي أنا أوفي حتى لا أقول لك أنك مديون لي بنفسك أيضاً . "
/ ( يعقوب12:5) " و لكن قبل كل شيء يا أخوتي لا تحلفوا لا بالسماء و لا بالأرض و لا بقسم آخر بل لتكن نعمكم نعم و لاكم لا لئلا تقعوا تحت دينونة . "
ـ مجرد أن يعلن الإنسان موافقته [ نعم فقط ] ( يعقوب 12:5)   " أحسب ذلك علىَّ أنا بولس كتبت بيدى أنا أوفى"   بدون أي حلفان .
ü     " إن السلوك الإيماني هو سلوك عملى وروحي أيضاً " كيف برهنت تصرفات عبد إبراهيم على ذلك ؟
ـ عملي : فى ( ع10).. عمل استعداداته فأخذ من جمال وخيرات سيده لزوم المأمورية .
ـ روحي : فى ( ع12)..  كان يتجه للصلاة لأجل النجاح .

ü     ما هي الروح التي ينبغي أن ترافق السالك بالإيمان فى المسئوليات الصعبة ؟
ـ ( ع 26، 27، 52) : روح العبادة    " سجد للرب "     
ـ ( ع34-36) : روح الولاء وشهادة للرب   " أنا عبد إبراهيم الرب بارك مولاي "
ـ ( ع 56) : روح الاعتراف بفضل الرب وسلطانه    " الرب قد أنجح طريقى "

  2-      إنقاذ النفوس
 / " أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل . لا تمتنع " ( أمثال10:24)
        يؤلم قلب الله أن يرى الإنسان واقفاً مكتوف الأيدي بينما كان يمكنه ببساطة أن يضع ثقته فى الله ويتجه ليشارك بأى إمكانيات موجودة فى إنقاذ النفوس المتأزمة روحياً أو معنوياً أو اجتماعياً أو جسدياً ، لأن عدم تحرك الإنسان بالإيمان يعنى أن أى مبادئ صحيحة لديه ستتجمد ، وفى أثناء ذلك ستفقد النفوس الكثير من معنوياتها وطاقاتها وربما كل كيانها ، وهذه هي مسئوليتنا أن لا نتجاهل أى نفس تحيط بنا طالما كان فى إمكاننا أن نفعل لأجلها شئ يمُت بصلة لعملية إنقاذها.. لأن النفس البشرية أهم وأغلى أمام الله من كل شئ فى العالم .

ـ مثال لرؤية ذلك : اقرأ
 /( إرميا1:38-13 ) " و سمع شفطيا بن متان و جدليا بن فشحور و يوخل بن شلميا و فشحور بن ملكيا الكلام الذي كان إرميا يكلم به كل الشعب قائلاً .  هكذا قال الرب الذي يقيم في هذه المدينة يموت بالسيف و الجوع و الوبأ و أما الذي يخرج إلى الكلدانيين فإنه يحيا و تكون له نفسه غنيمة فيحيا . هكذا قال الرب هذه المدينة ستدفع دفعاً ليد جيش ملك بابل فيأخذها . فقال الرؤساء للملك ليقتل هذا الرجل لأنه بذلك يضعف أيادي رجال الحرب الباقين في هذه المدينة و أيادي كل الشعب إذ يكلمهم بمثل هذا الكلام لأن هذا الرجل لا يطلب السلام لهذا الشعب بل الشر. فقال الملك صدقيا ها هو بيدكم لأن الملك لا يقدر عليكم في شيء . فأخذوا إرميا و ألقوه في جب ملكيا ابن الملك الذي في دار السجن و دلوا إرميا بحبال و لم يكن في الجب ماء بل وحل فغاص إرميا في الوحل . فلما سمع عبد ملك الكوشي رجل خصي و هو في بيت الملك أنهم جعلوا إرميا في الجب و الملك جالس في باب بنيامين . خرج عبد ملك من بيت الملك و كلم الملك قائلاً . يا سيدي الملك قد أساء هؤلاء الرجال في كل ما فعلوا بإرميا النبي الذي طرحوه في الجب فإنه يموت في مكانه بسبب الجوع لأنه ليس بعد خبز في المدينة . فأمر الملك عبد ملك الكوشي قائلاً خذ معك من هنا ثلاثين رجلاً و اطلع إرميا من الجب قبلما يموت . فأخذ عبد ملك الرجال معه و دخل إلى بيت الملك إلى أسفل المخزن و أخذ من هناك ثياباً رثة و ملابس بالية و دلاها إلى إرميا إلى الجب بحبال . و قال عبد ملك الكوشي لإرميا ضع الثياب الرثة و الملابس البالية تحت إبطيك تحت الحبال ففعل إرميا كذلك . فجذبوا إرميا بالحبال و أطلعوه من الجب فأقام إرميا في دار السجن . "
/ ( إرميا 15:39-18) " و صارت كلمة الرب إلى إرميا إذ كان محبوساً في دار السجن قائلة . اذهب و كلم عبد ملك الكوشي قائلاً هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل هانذا جالب كلامي على هذه المدينة للشر لا للخير فيحدث أمامك في ذلك اليوم . و لكنني أنقذك في ذلك اليوم يقول الرب فلا تسلم ليد الناس الذين أنت خائف منهم . بل إنما أنجيك نجاة فلا تسقط بالسيف بل تكون لك نفسك غنيمة لأنك قد توكلت عليَّ يقول الرب "
        إن ملخص هذا الجزء هو: إعلان إرميا النبي للشعب بقبول تأديب الرب والذهاب للسبى وعدم البقاء فى المدينة - هنا بدأ إرميا كأنه ليس لديه روح وطنية - ورجال القصر يدفعون الملك لتأديب إرميا النبي بإلقاءه فى جب ( بئر) ملىء بالوحل وتركه بدون طعام أيضاً ليموت وهنا يتدخل أحد خدام الملك - رتبته أقل - ويطلب من الملك عدم ترك إرميا فى الجب ليموت وينجح فى إنقاذه ، وبعد ذلك يعطيه الله وعداً عظيماً إذ يقول " لأنك قد توكلت على الرب " ( إرميا18:39 ) ، والمعنى الأصلي لكلمة " توكلت على " هو " وثقت فى "..  وبالطبع لقد كان تصرف " عبد ملك الكوشي " له خطورته لأسباب كثيرة .
ü     من أي وجهة يعتبر سلوك عبد ملك الكوشى سلوكاً إيمانياً لإنقاذ نفس إرميا ؟
1-   لأنه لم يكن واحداً من الرؤساء أو القادة بل خادم عادى وبالتالى فإن احتمال الاستجابة لطلبه ضئيل جداً وذلك لضعف مكانته .
2-   أن القادة كلهم كانوا ضد إرميا وكان لديهم موافقة من الملك على عملية تعذيب إرميا وواضح أن الملك كان ضعيف الشخصية أمامهم .
ü     ما هي المكافأة العظيمة التى منحها الله لـ " عبد ملك الكوشي " على سلوكه الإيماني ؟
ـ إعطاء نفسه غنيمة له.. .. أي إنقاذه دوناً عن الآخرين وقت حصار المدينة .

ü  أذكر أهم ما تحتاجه الشخصية المؤمنة حتى يمكنها السلوك بالإيمان فى إنقاذ النفوس ؟ واستكمل مناقشة هذا السؤال مع قائد الدرس .
1.                                عدم خشية لوم الآخرين ، وعدم رضاؤهم عن خطواتنا وتضحياتنا فى إنقاذ الآخرين.
/ ( لوقا 15 : 1 ، 2 ) " و كان جميع العشارين و الخطاة يدنون منه ليسمعوه . فتذمر الفريسيون و الكتبة قائلين هذا يقبل خطاة و يأكل معهم . "
02  عدم الخوف من الفشل فى إنقاذ النفوس  .
03 الثقة فى إمكانية أن يستكمل الرب عملية الإنقاذ أو يستخدم تلك العملية لتجنى ثمارها ولو بعد فترة .
التطبيقات العملية
1.     قم بخطوة عملية نحو إنقاذ نفس تحتاج إلى كرازة ( على أن تكون تلك النفس ممن لا يهتم أحد بأمرها أو يخشى الآخرون التعامل معها ) وبالطبع عن طريق الصلاة .
2.               أشترك فى مؤازرة من لديهم أزمة مادية أو مشكلة اجتماعية وقف معهم ولو بتضحية منك .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة