الموضوع التاسع: قيادة الله لأُناس الخطط الإلهية دراسة سفر التكوين
الموضوع التاسع: قيادة الله لأُناس الخطط الإلهية
أولاً:
التدريبات التي تُنضج وتُؤهل أُناس الخطط:
هناك تدريبات خاصة يُدخل الله فيها أُناس الخطط ، هذه التدريبات تؤهلهم للنضوج الذي
يريده الله ، وهى :
1-
التعامل مع
المتناقضات :
بمعنى أن
هناك أشياء تبدو وكأنها متناقضة أو ضد بعضها، فمن الممكن أحياناً أن يحدث عكس ما
نحلم به ، وما نفكر فيه، وربما عكس ما وعد به
الرب أيضاً ، رغم الثقة الكاملة فى معية ورفقة الرب
لنا على الدوام . إذاً ما هو الحل ؟!.. هل يؤدى هذا إلى التردد في سيرنا وراء الرب ؟!.. وهل
يجعلنا هذا أن نفكر بطريقة مضادة لخطة الله ؟!
الكتاب يُخبرنا عن حياة الآباء الأولين ، وكيف أن
ما كان يحدث معهم ، وهم سائرون في الحياة ، كان يتعارض مع ما وعد به الرب ، وكان يبدو أن الأمور متناقضة مع بعضها
البعض ، ومع ذلك فقد سلكوا بحسب وعود الله لهم ، وبكل ثقة ويقين أنه قادر على كل شئ ، ولم يستسلموا للواقع أو التناقضات ، وكانت النتائج النهائية مذهلة .
إبـراهيم : (الجوع في أرض الموعد)
عندما قال له الرب " أخرج من أرضك "..
ربما فكر إبراهيم أنه سوف يذهب إلى أرض أفضل من الأرض التي يعيش فيها ، ولكن ما حدث كان أمر غريب ، فقد حدث جوع في أرض الموعد .
لكن إبراهيم لم يتخلى عن دعوة الله له ، ولم يرجع من وراء الرب عندما وجد أن الأرض التي ذهب إليها أرض تعرضت للقحط .. وفيما بعد يخبرنا الكتاب على لسان أليعازر
الدمشقي بالنتيجة بعد أن خضع إبراهيم لله فى التدريبات والتغييرات اللازمة لحياته
بهذا القول :
/
" الرب قد بارك مولاي جداً فصار عظيماً
وأعطاه غنماً وبقراً وفضةً وذهباً.. .. "
( تكوين 34:24)
يجب أن نُدرك أن هذه المتناقضات التي تمر في
حياتنا بسماح من القدير ما هي إلا تدريبات خاصة من الله لإحداث تغييرات جوهرية
وجذرية في الكيان الداخلي ،
لكي ما ننضج في حياتنا ونتأهل للسير معه .
يـوسف: (بما رآه من أحداث تتعارض مع أحلامه)
لقد
أعطى الله ليوسف أحلاما عظيمة ومواعيد فائقة ( تكوين 7:37-10) ،
ولكنه قد فوجئ بما لم يكن فى الحسبان ،
وما لم يتوقعه .
فقد أعطى الرب ليوسف أحلاماً تشير إلى
اختياره من قِبل السماء لمكانة ومركز مرموق في وسط شعبه ،
ولكن ما حدث كان عكس هذا.. فتارة يُلقي
به في أعماق بئر، وتارةً أخرى يُباع
كعبد.. هذه متناقضات ، فكيف يتكلم الرب عن شئ
فيحدث عكسه ؟!
ويقول صاحب المزمور " هذا
ما يعلنًي تُغيًر
يمين العلي " ( مزمور10:77)
لكن
يوسف لم يترك الرب بسبب هذه المتناقضات
التي رآها في حياته بل تمسك بكماله ومبادئ الله في حياته ، وكانت النتيجة بعد فترة التدريبات
والتشكيلات في حياته كما يرويها الوحي أن فرعون ملك
مصر يقول له : " أنت تكون على بيتي وعلى فمك يُقبل جميع
شعبي . .." ( تكوين40:41) وهكذا
تحققت جميع الأحلام .
علينا أن نُدرك كأُناس خطط الله الفرق بين
إعلانات الله للخطة ، وكيفية تجهيز
الإنسان لإتمام هذه الخطة في التوقيتات الإلهية المناسبة ،
فهذا ما حدث مع يوسف ، إذ أن هذه المتناقضات كانت
تدريب وتشكيل للتوافق مع الخطة الإلهية .
مـوسى: (ما
بين كلام الله له وتصرفات فرعون معه)
فعندما كلم الرب موسى وقال له انك سوف
تخرج شعبي من العبودية ،
ذهب موسى إلى فرعون وتوقع موسى أن فرعون سوف يصغي له فوراً لكن هذا الأمر تغير
تماماً فقد تقسي قلب فرعون ،
وبالتالي زاد فرعون من الأحمال على الشعب والكتاب يقول:
/
" فرأى
مدبرو بنى إسرائيل أنفسهم في بلية "
( خروج 19:5)
أي أن الأمور لم تتحسن ، بل اتهموا موسى بأنه السبب، فعاد موسى
يقول للرب :
/ " يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب لماذا أرسلتني فإنه منذ
دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب وأنت لم تخلص شعبك " ( خروج 5: 23،22 )
ولكن
بعد دخول وخروج موسى إلى فرعون ، وبعد مشاحنات ومجادلات كانت
النتيجة النهائية هى خروج الشعب من مصر
بل وعبور الشعب لبحر سوف ،
الأمر الذي كان غير متوقع تماماً.
من الممكن بل وكثيراً ما يحدث أن يتذمر
الإنسان ويتساءل.. لماذا يفعل الله بنا هكذا ؟!
ولماذا يضعنا في هذا الموقف الصعب ؟!
لكن علينا أن نتحذر جداً من إبليس ، وننتبه جيداً لأنه يستغل كل فرصة
مُحاولاً إبعادنا عن المخطط الإلهي .
ويجب أن نُدرك أنه من خلال هذه المتناقضات يكشف لنا الرب أنه صاحب السلطان،
والقادر على كل شئ ،
فهو الذي يضمن مسيرتنا ونجاحنا
وتقدمنا معه رغم مقاومات
إبليس ، ومُحاولاته المستمرة لتعطيلنا ، لكن الله ساهر على عمله وخططه لإنجاحها مهما حدث.
يعقـوب : ( بفقدانه يوسف ثم بنيامين )
لقد وعد الرب يعقوب بأنه سيكون أمة
عظيمة ، وما حدث معه يوحي بأنه من المستحيل
تحقيق هذا الوعد.. فقد فَقَدَ أبنه يوسف ،
وقيل له أنه مات ،
ومن ثم فَقَدَ أيضاً أبنه بنيامين ، هذا الأمر الذي يتناقض مع وعد الله له
أو يبدو أنه سيقلل من شأن الوعد .
لكن الوحي المقدس يُعلن أنه بعد فترات التدريب
الخاصة وقف يعقوب مرة أخرى أمام أولاده جميعاً بما فيهم يوسف و بنيامين ،
وباركهم وصاروا بالفعل أمة عظيمة ( تكوين 49 )
.
2- مواجهة الحروب ( المعارك )
الاسترداد .. " إبراهيم "
عندما دخل في حرب لأجل استرداد " لوط" ( تكوين
14 )
المقاومة
.. " إسحاق
" عندما دخل في معركة لأجل الآبار ( تكوين 26 )
المطاردة
..
" يعقوب " عندما طارده لابان خاله ( تكوين 31 )
الهروب .. " يوسف
" عندما اضطر للهروب من امرأة فوطيفار ( تكوين 39 )
العنـاد .. " موسى
" عندما تصدى له فرعون لعرقلة الخروج
( خروج 5 ـ 15 )
يجب أن نعرف أن هذه الحروب [ الاحتكاك بمواقف أصعب منا بكثير]
هي للتدريب والتشكيل حتى نكون قادرين على مواجهة أي حروب أو أي مواقف فى الحياة . فالكتاب يقول :
/ " فهؤلاء هم الأمم الذين تركهم الرب
ليمتحن بهم إسرائيل كل الذين لم يعرفوا جميع حروب كنعان إنما لمعرفة أجيال بنى
إسرائيل لتعليمهم الحرب.. " ( قضاه 1:3،2)
لقد
دخل إبراهيم في حرب لأجل استعادة لوط ،
لم يدخل إبراهيم في هذه الحرب لأجل نفسه وإنما لأجل لوط .
هذه الحرب دخل فيها لكي ما يُدربه الله ،
ويُهيئه لمقابله ملكي صادق في الطريق ،
فقد كان أعظم ما نتج عن هذه الحرب هو أنه تقابل مع ملكي صادق وهو شبيه بابن الله .
وقد يسمح لنا الرب بالدخول في حروب لكي ما
يوضح لنا رؤية خاصة ، ولكي ما يظهر لنا
ذاته .
وقد يسمح لنا الله بالحروب لإنقاذ النفوس ، ومن الممكن أن تكون الحروب في سبيل
إنقاذ نفس واحدة . فعندما نسير وراء
الرب ونرى أُناساً مأسورين ، ومجروحين ،
ومرضى ومحتاجين للإنقاذ فلابد أن نعمل باجتهاد من أجل تحريرهم ، وإنقاذهم .
ولا نستطيع أن ننجح في إنقاذهم والعمل من أجلهم إلا بعد أن نكون قد تدربنا وتشكلنا
من قِبل الله على هذه الحروب .
3-
التكيُّف
المحسوب
التكيُف هو مرونة في الذهن وهو مواجهة
مستلزمات جديدة تفرضها أوضاع قد تغيرت مما يتطلب قدرة على حلها .
وإنسان الله { أُناس
الخطط } الذي يسير وراء الرب ويتبعه ، عندما يُوضع في أي مكان لابد له أن
يتكيف ، على هذا المكان ، ولكن وفق الخطة الإلهية ، وأيضا بحساب وليس بإفراط ، ولابد له أن يقبل الوضع الجديد الذي
أوجده الله فيه .
مثال
للتكيف المحسوب :( الرب يسوع في شبه جسد الخطية )
عندما جاء الرب يسوع في شبه جسد الخطية كيفَّ نفسه على
هذا الوضع الجديد لكنه لم يكن يعيش فى الخطية ،
ولم يفعلها .
يسوع المسيح كان
مع العشارين والخطاة يجلس معهم ،
ويأكل معهم فكان ( الرب
يسوع ) لديه المرونة المطلوبة ليُكيَّف نفسه على هذا الوضع ، ولكنه لم يسير مثلهم ولم يفعل ما
كانوا يفعلوه من خطية .
مثال
أخر : ( يوسف في بيت فوطيفار )
يوسف عندما كان عبداً في بيت فوطيفار ( بيت العبودية )
لم يعترض ولم يتذمر على ذلك ،
بل استطاع أن يُكيف نفسه تماماً على أوامر سيده ،
ودرب نفسه على كل الصعوبات التي كانت تقابله ولكن كان كل شئ بحساب ، فلم يقع في الخطية عندما أُتيحت له
الفرصة . وأيضاً عندما دخل يوسف السجن استطاع
أن يُكيف نفسه مرة أخرى على الوضع الجديد ،
فارتاح له الآخرين ، وهذا ما جعل
المسئول عن السجن يضع يوسف نائباً
له ، وكان يخدم المسجونين ، وهذه قدرة نكتسبها
عندما نخضع لـ الله .
بولس يقول لتيموثاوس " روض نفسك "
هذه الكلمة لا تقال إلا على الوحوش.. بمعنى درب نفسك وكَيَّف نفسك على أي وضع تكون
فيه .
إن الراحة والتَكّيُّف فى الوضع المقصود
من الله يُعطي إنفتاح
للإنسان فى روحه
فيجذب إليه الآخرين ،
مثلما حدث مع بولس وسيلا فى السجن .
4-
التجرد والقبول
إن الله عندما ينزع أو يُجرد الإنسان من شئ ، ويقبل هذا الإنسان التجريد فإن الله
يقوم أيضاً بتعويض هذا الإنسان بأكثر مما كان قد تجرد منه ، وأكثر مما هو متوقع .
إبـراهيم :
تكوين 13
عندما ترك إبراهيم للوط حرية الاختيار
وترك له الأرض الخصبة ، حتى لا يحدث بينهما انشقاق ،
وحتى يُحافظ على نقاء مسيرته مع الرب ،
هذا الموقف مع أن به خسارة لإبراهيم إلا أن الرب وعد إبراهيم بأعظم مما ترك.. وقد عوضه الله عما
تركه بمساحات شاسعة من الأرض له ولنسله .
إن الشيء الذي يتركه الإنسان أو يتنازل عنه
بخضوع تام أمام الله لكي ما يحافظ على مسيرته مع الله ،
وعلاقاته مع الآخرين.. فان الله بالتأكيد يعوض هذا الإنسان ويعطيه أكثر جداً من كل
توقعاته ، لكن يجب أن نُدرك أنه ليس شرطاً أن
تكون تعويضات الله مادية فحسب (
رغم أنه من الممكن أن يحدث ذلك ) .
إسحـاق: تكوين 26
قال له الرب :
" تغرب في هذه الأرض " أي أن يحيا في هذه الأرض غريب ، وهذا يعنى أن لا يبنى ولا يعمر بل أن يتجرد من كل وسائل الراحة في الحياة ، وبعد هذا عندما زرع الأرض أصابت مائة
ضعف.
يجب أن نعلم جيداً كأُناس خطط الله ، إن الله عندما يأخذ منا شيئاً أو
يجعلنا نتجرد من أي شئ أو نترك أي شئ ،
فهذا لا لكي ما يسلبنا أو يُفقرنا ،
ولكن هذا من أجل تدريبنا على الخضوع له وتشكيلنا ، وأيضاً
لكي ما يُميت الذات فينا ،
ولا يصبح لها وجود في حياتنا ، ومن ثم لا نتعطل فيما بعد .
يجب أن نُدرك أن تعويضات الله فائقة جداً ، سواء كانت روحية أو مادية.. فعندما
يقول الله تنازل عن حقوقك أو عملك أو راحتك أو وقتك أو أي شئ أخر، فهو بذلك يعمل
على تغييرنا من الداخل لنكون بحسب الصورة التي يريدها لنا. وعلى أن نكون له
بالكامل وعلى أن يكون لنا الإستعداد
بإستمرار لما يطلبه منا، والإنسان الخاضع
يُفاجئه الله بتعويضات غير عادية .
يـوسف: تكوين 39 ـ
41
ويوسف الذي تجرد من كل شئ قد حصل على
أكثر وأعظم مما تجرد منه وكان هذا تدريب أساسي له به استطاع أن يتعامل مع إخوته ويعولهم فيما بعد ، بعد أن
بارك الله بيت المصري بسببه .
بـولس: فيلبى 4 : 13،12
نرى في حياة بولس مدى الاستطاعة التي
صارت له في المسيح بسبب قبوله للتجريدات والتدريبات التي كان يخوض فيها دائماً ، فيقول: " في جميع الأشياء تدربت "
يجب على أُناس الله أن يتدربوا جيداً ويقبلوا
من الله كل تجريد فى حياتهم حتى يستطيعوا أن
يقبلوا أيضاً الأعظم من يد الله .
5-
الإيجابية (التقوى) في
الانتظار
أو بناء النفس وقت الانتظار.
قد يمنعني الانتظار من اتخاذ خطوات كبيرة في
الحياة ، ولكن لا يمنعني من البناء الداخلي
لحياتي الروحية الشخصية " منتظرو
الرب يجددون قوة " ومن الخطأ أن
يكون الانتظار وقتاً ضائعاً فلابد أن يرافق الانتظار خطوات جادة لبناء النفس .
عندما يعطى لنا الرب وعد ما فلابد أن ننتظر
تحقيق هذا الوعد في هدوء وثقة ولكن أيضاً لابد أن نوفى كل التزام علينا في الحياة فالانتظار لا يعنى الخمول والكسل سواء في
الجوانب الاجتماعية ، أو الروحية .
إبراهيم
كمثال :
لقد أخذ وعداً من الله ، وانتظر تحقيق هذا الوعد ، لكنه كان يقوم بعمله والحفاظ على
حياته والنمو الصحيح ، وكان يبنى مذابح في
كل مكان ويقدم الذبائح ،
وبهذا كان يعلن عن الرب ،
وكان يُدرب غلمانه أيضاً على أي حرب .
لقد مارس إبراهيم الإيمان مع غيره رغم أنه هو نفسه لم يكن قد تحقق معه الوعد الذي آمن به .
-
فنجده يصلى لبيت
أبيمالك لكي يُعطى الرب لهم أطفالاً بينما إبراهيم نفسه ينقصه هذا الأمر
( تكوين 20 ) .
كانت
حياته إيجابية وكان يشهد عن الرب ،
حتى فى إنقاذه للوط .
موسى : أيضاً كان يتدرب على رعاية
الغنم ، ويختلي بالله منتظراً تحقيق الوعد . فلم يضيع وقته هباءً ، ومن هذا العمل تغيرت حياته إلى الصورة
التي أرادها الله .
ثانيـاً: وعـود الله ومَطالبـه لأُنـاس الخطط :
إن
أهم وأقوى إعلانات ووعود الله لأناس الخطط هو:
أنا الله القدير و أنا معك
أي
الإعلان عن القدرة ،
والوعد بالرفقة
هذا هو أهم إعلان الله لكل أُناس خطط الله الذين يسيرون وراءه ، هو الله الذي يعمل كل الأشياء بكلمة
قدرته ، وهو الله الذي يعطى بسخاء ، وهو الله الذي يدبر ويحمى ، وهو الله الذي يوجد لديه حلول لكل
الأمور المستعصية .
لقد
أظهر الله هذا الإعلان.. إعلان القدرة :
لإبـراهيم : ".. .. أنا الله القدير.. .." ( تكوين1:17)
ولإسحاق : "والله القدير يُباركك .. .." ( تكوين 3:28)
وليعقوب : ".. .. أنا الله القدير.. .." ( تكوين 11:35)
وكذلك
أعلن الله عن الوعد بالرفقة :
لإسحـاق :
".. .. فأكون معك .. .."
( تكوين 3:26)
وليعقوب : "وها أنا معك وأحفظك .. .." ( تكوين 15:28)
وليوسف : "وكان الرب مع يوسف.. .. ( تكوين 2:39 )
يجب أن نعلم إن الوعد دائماً مشروط فقد ارتبط الوعد لإبراهيم وكل رجال الله
الذين اتبعوا الرب وتمسكوا بتنفيذ خططه بمطالب
معينة يجب تنفيذها ، أو بمواقف احتمال
وثبات خاصة.. كان عليهم أن يثبتوا فيها أمام الله مهما كانت المواقف والتحديات
التي أمامهم، وذلك لكي يتم ما وعد به الرب .
أولاً : وعد الرفقة لإبراهيم
/
" أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملاً " ( تكوين 1:17)
والكمال
هنا يعنى بلا لوم ، اللوم هو مثل كلمة:
" عندي عليك "
( رؤيا يوحنا2،3) ،
ومؤشرات اللوم نجدها دائما في قلوبنا، فالكتاب يقول:
/
" إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا
ويعلم كل شئ " ( يوحنا الأولى 20:3 )
أو
ما هو السبب في توجيه اللوم ؟!
1-
إهمال وتهاون
( بطرس الثانية 5:1، 8 & أمثال 5:6
& عبرانيين 15:12،16
& كورنثوس الأولى 5)
من الأسباب التي تجعلنا ملومين أمام الله هو
الإهمال والتهاون في إعلان الحق والحياة فيه ،
وأيضا الإهمال والتهاون في المحافظة على حياتنا الروحية من الضياع ومن تسرب الخطية
وأفكار إبليس إليها .. .. .. الخ
إن الإهمال والتهاون فيما يعلنه الله لنا ، وفيما يجب أن نحيا فيه هو السبب
الرئيسي والمباشر في توجيه اللوم لنا ،
وهو أيضاً السبب الرئيسي في عدم إتمام وعود الله التي وعدنا بها .
2-
تسيب واستهتار وعدم
تدقيق
( صموئيل الأول 13:3 & أفسس15:5،16 )
إن ما يجعلنا نقع تحت اللوم الإلهي هو
الاستهتار بقيمة الحياة الروحية ( حياة
يسوع التي أعطاها لنا في الصليب ) ، وعدم التدقيق في سلوكنا وتصرفاتنا
وكلماتنا وحتى انتظارنا لإتمام وعود الله التي وعد بها ،
وتصبح حياتنا بذلك في فوضى وتسيب .
3-
محاولة إرضاء الآخرين
أو مجاراتهم
( تكوين2:16 & غلاطية
2 )
كثير من المؤمنين يحاولون إرضاء الآخرين ، ومجاملتهم حتى وإن كان هذا على حساب الحق ، وعلى حساب العلاقة مع الله ، ومن الممكن أيضا أن يكون على حساب
أنفسهم أو بيوتهم وعائلاتهم .
إن الله يحب الجميع ويحب أن تكون لنا علاقات
اجتماعية سليمة مع الآخرين ولكن في حدود وليس بإفراط ،
ولا تكون على حساب حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله ،
وشركتنا معه حتى لا نكون ملومين أمام
الله ، وبما أن الله إله كامل فهو يأخذ الكل
ويعطى الكل ، ولذا فالله يريدنا أيضاً كاملين حتى تبطُل شكوى العدو ( إبليس ) ضدنا ولا يوجد لها مبرر .
ثانياً : وعد الرفقة لإسحاق
/
" تغرب في هذه الأرض فأكون معك " ( تكوين 3:26 )
الرفقة لإسحاق كانت وعد من الله ( أكون معك ) ، ولكن هذا الوعد كان مشروطاً من الله
بأن يتغرب إسحاق في الأرض .
ثالثاً: وعد الرفقة ليوسف
/
" وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحاً
وكان في بيت سيده المصري " ( تكوين 2:39)
/
".. .. ولكن
الرب كان مع يوسف وبسط إليه
لطفاً " ( تكوين21:39)
/
".. .. لأن الرب
كان معه ومهما صنع كان الرب يُنجحه " ( تكوين23:39 )
إن رفقة الله ومعيته ليوسف كانت واضحة
تماماً ، ولكنها كانت مرتبطة باحتمال يوسف
آلاماً هو بريء منها ، وأيضا افتراءات
وصعوبات ومواقف قاسية هو لم يرتكبها أو يصنعها ،
وأيضا لم يشارك فيها .
التحذير الذي يحتاج أن يسمعه كل سائر في طريق الرب :
وهو : الحرص الشديد وعدم الخوف من جهة الناس أو العلاقات أو الأماكن أو الأحداث
فقد تعثر إبراهيم مرتين في أمر واحد وهو
إخفاء الحقيقة وقوله بأن سارة أخته وليست زوجته ، وهذا دليل على ضعف الحرص تجاه ما
فعله وسلك فيه ، والخوف من الأماكن التي نزل إليها ، ومن الناس
الموجودين فيها .
وقد تعثر بطرس أيضاً عندما تم القبض على يسوع ، فلم ينتبه لنفسه ودخل إليه الخوف ،
وبالتالي أخطأ وأنكر المسيح ، ثم بعد ذلك وقت جلوسه مع الأمم دخل
إليه الخوف مرة أخرى أيضاً فعمل حساب للآخرين والعلاقات اليهودية لئلا تتأزم هذه
العلاقات معهم فتعثر .
وتعثر أيضاً أسا الملك مع الرب بسبب المخاوف ، رغم انه قطع شوطاً في الكمال والأمانة ، وبسببه جاء القول : " عيني
الرب تجولان في كل الأرض
ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه ..." ( أخبار الأيام الثاني9:16 ) .
·
ما هي الأسئلة التي
ترى أنها يُمكن أن تُثبت الاستفادة من هذا الدرس؟!
............................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
·
ما هي التطبيقات
المُلائمة التي يمكنك أن تضعها إذا قُمت بتقديم هذه المادة التعليمية؟!
.................................................................................................................................................................................................................................................................................
إرسال تعليق